ايمان مصطفى – خاص
يترقب عشاق الساحرة المستديرة انطلاق مباريات كاس العالم في روسيا بشغف شديد، والتي تبدأ في 14 يونيو المقبل وتمتد على مدار شهر كامل. يشارك في مونديال 2018، من العالم العربي، كلُ من مصر والسعودية وتونس والمغرب.
تضم البلاد العربية الأربعة مجتمعة حوالي 173 مليون نسمة، ويحرص نسبة كبيرة من هذا الرقم على السفر إلى روسيا لحضور وتشجيع منتخبات بلادهم. علمًا أن متوسط سعر الرحلة من أي دولة من الأربع دول إلى روسيا في تلك الأثناء، تبلغ حوالي 2200 دولار، بما لا يشمل سعر التذكرة، الذي يبلغ 250 دولارًا.
من هذا المنطلق، قرر رائد الأعمال المصري شريف حسني إطلاق “شجع آب” Shaga3app كتطبيق على نظاميّ تشغيل أندرويد وiOS الشهر الماضي؛ ليتيح لمشجعي المنتخبات العربية في كلٍ من مصر والمغرب والجزائر وتونس؛ التنافس للفوز برحلة لحضور إحدى مباريات كأس العالم التي تخضوها فرٍّق بلادهم.
قرر حسني أن يبدأ جولة المنافسات الأولى من مصر، البلد الذي طال انتظار أهله لمشاركة منتخب بلادهم في مباريات كأس العالم لمدة 28 عامًا، ولاسيما أنها مسقط رأسه، بالإضافة إلى أنها تضم أكثر من 60% من إجمالي التعداد السكاني للبلاد الأربعة.
تدور المنافسة في إطار أن يقوم المستخدمون بتصوير مقاطع فيديو قصيرة لا تزيد مدتها عن 20 ثانية، عن طرق تشجيع مبتكرة بأفكار خارج الصندوق من تنفيذهم وإخراجهم. ويفوز أسبوعيًا صاحب الفيديو الحائز على عدد مرّات الإعجاب والمشاركات الأكبر في التطبيق، بجائزة عبارة عن رحلة شاملة الطيران ذهاب وعودة، والإقامة 3 ليالٍ، وحضور مباراة واحدة. لمشاهدة فيديو الإعلان عن التطبيق اضغط هنا.
خلال الأسبوع الأول فقط من إطلاق Shaga3app جذب التطبيق 5 آلاف مستخدم، وهو في طريقه لكسر حاجز الـ 10 آلاف تحميل الآن.
يجري حسني الآن مفاوضات مع الشركات الراعية في مصر للإعلان عن منتجاتها على التطبيق، وهو يعول في ذلك على نقطتين: الأولى هي تقارير صادرة عالميًا تؤكد زيادة حجم تفاعل المستهلكين مع المنتجات والخدمات بنسبة 50% على الأقل، إذا كان المحتوى الإعلاني من إنتاج المستهلك نفسه، وهو ما يُعرف في علم التسويق بالـ User Generated Content.
أما النقطة الثانية هي اتجاه العديد من الشركات لادخار ميزانيتها المرصودة سنويًا للدعاية من خلال الدراما الرمضانية (التي تستحوذ بمفردها على 75% من كعكة الإعلانات في مصر، والبالغة 115 مليون دولار) وذلك للاستفادة من ارتفاع نسبة المشاهدات على مباريات كأس العالم، التي لا تُجرى إلا كل 4 سنوات.
في هذا الصدد يقول حسني: “إذا أخذنا في الاعتبار زيادة ثقة المستهلكين في الإعلانات التي يقدمها لهم مستهلكون آخرون، بالإضافة إلى انعدام تكلفة تلك الإعلانات على الشركات، نجد أن رعاية رحلات الفائزين بمنافسات تطبيق Shaga3app ميزة إضافية لأي شركة راعية”.
يتابع حسني: “نقوم حاليًا بإعداد حملات إعلانية مع عدد من الشركات بمختلف القطاعات، بما في ذلك شركات طيران واتصالات وأغذية ومشروبات، جميعها مُصممة خصيصًا بما يتناسب مع منتجات /خدمات كل شركة، ساعدنا في ذلك أن جميع الشركات في مصر لم تتردد في رصد ميزانية واضحة للتواجد تسويقيًا خلال فترة مباريات كأس العالم”.
في الوقت ذاته، لا يعتمد حسني بنسبة 100% على مشاركة الشركات الراعية بدعمها المالي، إذ أن فترة كأس العالم بالكامل بالنسبة له ليست إلا مرحلة تجريبية، يثبت من خلالها وجود إقبال حقيقي على فكرته الأساسية الأكبر.
في هذا الإطار، يقول حسني: “لم أطلق Shaga3app بمفردي، فلديّ عدد من الشركاء لن أتمكن من الإفصاح عن هوياتهم لأسباب استراتيجية، ولقد رصدنا بالفعل مبلغًا على سبيل التمويل التأسيسي لتغطية نفقاتنا حتى انتهاء المونديال، والأهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي هو نجاح الفكرة من حيث التطوير التقني والتنفيذ وتفاعل المشجعين، لتكون تجربة كأس العالم نواة للانطلاقة الكبرى لأكبر منصة للتشجيع في الوطن العربي”.
يعتزم حسني وشركاه التوسع بفكرة Shaga3app بعد انتهاء موسم كأس العالم، ليصبح التطبيق الوجِهة الإلكترونية لمشجعي كرة القدم والرياضة عامًة أثناء البطولات المحلية المختلفة في كل بلد على حدا.
لعل وضوح رؤية المؤسس نابعًا من تجاربه الناجحة السابقة، إذ أنه كان قد أسس أيضًا كُشك متنقل باسم “ذيع انت” عقب ثورة يناير 2011، يقوم داخله المواطنون بتوليد أفكار مبتكرة في مختلف القضايا والأحداث المحلية. وجاء الكُشك وقتها ليعكس مفهومًا مبتكرًا لإعلام المواطن.
تلا ذلك تطور الفكرة ليصبح كُشكًا متنقلًا متخصصًا في اكتشاف المواهب المحلية، تحت اسم “ذيع موهبتك“. استقطب الكُشك أنظار الإعلام محليًا ودوليًا. ومؤخرًا استحوذت عليه إحدى شركات إعمار في الامارات.
فهل سيكون لتطبيق Shaga3app النجاح ذاته؟