دمشق – متابعات
توفر شركة «نتفليكس»خدماتها في أكثر من 190 دولة بما فيها الوطن العربي. الشركة تأسست عام 1997 على أساس ترفيهي يوفّر البث الحي والفيديو حسب الطلب خدمة البثّ الحي والفيديو حسب الطلب، سعت منذ 2013 إلى عالم أوسع تمثّل في صناعة الأفلام والمسلسلات. هكذا، انطلق عرض «بيت من ورق» كأوّل مسلسل من إنتاجها، ليصل عدد أعمالها إلى حوالى 130 موزعة بين الأفلام والمسلسلات، والـ «ستاند أب كوميدي»، والبرامج الوثائقية. وقد وصل عدد المشتركين في الشبكة العملاقة إلى ما يقارب 100 مليون متابع من مختلف أنحاء العالم.
الشبكة الأميركية الشهيرة تبدو مثالاً يحتذى به في حال قررت الدراما العربية الاستثمار في هذا القطاع، كونه يبدو الواقع الأكيد لمستقبل الدراما في العموم. وقد اندلعت بوادر الدراما الرقمية في العالم العربي مع مسلسل «بدون قيد» (كتابة رافي وهبي وباسم بريش، وإخراج أمين الدرّة). لكن رغم ثنائه على التجربة، إلا أنّ المخرج السوري سيف الدين السبيعي (الصورة) اعتبرها أقرب إلى مشروع الهواة.
في زيارته السريعة إلى دمشق، أخبرنا السبيعي عن نيته اعتزال الدراما بشكلها الحالي، والتخلّص كلياً من شروط المنتجين وأميّة غالبيتهم، والاتجاه نحو مشروع فني جديد عساه يكون نسخة عربية من «نتفليكس»البثّ الحي والفيديو حسب الطلب. وقد باشر صاحب «طالع الفضة» بتأسيس شبكة «تين تايم» الرقمية، أوّل منصة معنية بصناعة الدراما وبثها عبر شبكة الانترنت لجمهور خاص يشترك فيها، برسم شهري لا يزيد عن 10 دولارات أميركية. على أن يكون مقر هذه الشركة في دبي، وبمساهمة من رجال أعمال عرب مقيمين في أميركا وبريطانيا. وسيكون المخرج السوري عضو مجلس إدارة في الشركة، والمدير المسؤول عن المحتوى كاملاً، وصاحب القرار النهائي في المنتج سواء ما سيتم إنتاجه من قبل الشركة، أو ما سيتم شراؤه وعرضه. وعلى الرغم من أن مقر الشركة هو دبي، إلا أنها ستقدّم أعمالاً تتوزع بين الأفلام، والمسلسلات، والأعمال الوثائقية، ويمكن الغنائية، بشرط أن تحاكي سوريا ولبنان والعراق وتونس. وستعتمد أعمال الشركة في المجمل على مواهب شابة ومغمورة سواء لناحية الكتابة أو الإخراج أو التمثيل، ولن يطول موعد انطلاقها أكثر من أسابيع قليلة. أما عن باكورة أعمالها، فيقول السبيعي: «سنقدّم فيلماً روائياً طويلاً من كتابتي وإخراجي بعنوان «ليلة هادئة»، وسيكون بمثابة اختبار للجو العام. هو شريط يحكي عن ثلاثة شباب وشابات سوريين يلتقون في سنة 2013 بعد انقطاع دام وقتاً طويلاً. وفي سهرة واحدة، تقع مكاشفة عميقة بينهم، تودي نحو خلاف حاد بسبب افتضاح شخصيات ومواقف اجتماعية وسياسية حقيقية لهؤلاء الشباب لم تكن واضحة قبل اندلاع الحرب في سوريا».
إذاً لن يغيب الهم السوري عن محتوى الشبكة الرقمية، بحسب مديرها، بل ستحرص الأعمال على الاشتباك اليومي مع قضايا الناس في أكثر المناطق العربية سخونةً. وعن موضوع الرقابة والمنع الذي تقوم عليه معظم الدول العربية، يوضح السبيعي: «الدولة التي ستجد مشكلة في محتوى ما نقدّمه كونه بمنتهى الجرأة، ستلجأ إلى حجب هذه المنصّة كما هو معتاد مع المواقع التي لا تروق لبعض الحكومات. لكن في النهاية، لم يعد هناك شيء على الانترنت اسمه حجب، لأن الجمهور يعرف تماماً كيف يصل إلى مبتغاه عن طريق عدد كبير من البرامج التي تفكّ التشفير». من جهة ثانية، يؤكد مخرج «الحصرم الشامي» بأنّ مشروعه سيكون مجدياً مادياً إلى درجة كبيرة، وبأنه يتطلّع إلى استقطاب نحو 10 ملايين مشترك خلال فترة وجيزة.