دبي – خاص
أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي العاطفي متطورة على نحو كبير مما دفع مؤسسة جارتنر إلى درجة أنه سيكون بإمكان الأجهزة الشخصية التعرف على حالة مستخدميها العاطفية أكثر من أفراد عائلاتهم. وأضحت عناصر الذكاء الاصطناعي جزءاً محورياً من شأنه أن يجعلنا نعيد النظر في الطريقة التي نتعامل فيها مع أجهزتنا الشخصية.
“تسمح أنظمة الذكاء الاصطناعي العاطفي وتقنيات الحوسبة الوجدانية للتطبيقات اليومية أن بالتعرف على مزاج الناس وحالتهم العاطفية وأن تحللها وتتجاوب معها، بغية توفير تجربة أفضل وأكثر خصوصية للمستخدم.” وفقاً لما قالته روبيرتا كوزا، مديرة الأبحاث في جارتنر، والتي أردفت بالقول: “إذا ما كانت الشركات المصنّعة تود أن تحظى باهتمام المستخدمين فلابدّ لها أن تدمج الذكاء الاصطناعي في كافة الأجهزة التي توفّرها أو أنها ستتعرض للتهميش”.
ما يدفع الموجة الحالية من أنظمة الذكاء الاصطناعي العاطفي هو الانتشار الكبير لتطبيقات المساعد الشخصي الرقمي VPAs وغيرها من التقنيات التحاورية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. ومن المنتظر أن تشهد الموجة التالية دوراً أكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي ستوفر تجارب غنية لمستخدمي عدد من التطبيقات مثل برمجيات التعليم، وألعاب الفيديو، وبرمجيات التشخيص، والأداء الصحي والرياضي، والسيارات ذاتية القيادة.
وأضافت كوزا: “هناك عدد من المنتجات قيد التجريب وأخرى جاهزة للسوق تزخر بمزايا التعرف على المساق العاطفي من خلال تحليل البيانات الناتجة عن تعابير الوجه، وحدة الصوت، والسلوك والتي من شأنها أن ترفع سوية التجربة التي يحصل عليها المستخدم”. وقالت: “إلى جانب الهواتف الشخصية والمنازل الذكية، ستعمل الأجهزة القابلة للارتداء والسيارات المرتبطة بالشبكة على جمع وتحليل بيانات الحالة العاطفية للمستخدم من خلال الصور أو الصوت أو المستشعرات المختلفة وبالتالي ستعمل هذه الأجهزة على جمع البيانات السلوكية والتكيف معها للتجاوب مع مايريده أو يحتاجه المستخدم”.
بحلول العام 2021 سيكون 10 بالمائة من مستخدمي الأجهزة القابلة للارتداء قد غيروا من أسلوب حياتهم، وبالتالي رفع معدل أعمارهم حوالي ستة أشهر. بينما تتطور أنظمة الذكاء الاصطناعي العاطفي، سيكون هناك سوق كبيرة للأجهزة المتخصصة مثل أساور اليد الطبية الذكية التي من شأنها أن تكتشف مؤشرات الحالات الصحية الخطيرة وأن تشكل أداةً للإنذار المبكّر. كما أن هناك تطبيقات متخصصة بخدمات التشخيص والعلاج قيد التطوير من شأنها أن تساعد على التعرف على حالات الاكتئاب، أو مساعدة الأطفال الذين يعانون من مرض التوحّد.
بحلول العام 2020، ستعمل 60 بالمائة من الشركات المصنّعة للأجهزة الشخصية على الاستعانة بخدمات الذكاء الاصطناعي عبر الحوسبة السحابية لتعزيز خصائص أجهزتهم والخدمات التي تقدمها.
توفّر تقنيات الذكاء الاصطناعي عبر الحوسبة السحابية تجارب متميزة للمستخدمين من خلال العديد من الأجهزة المتصلة بالسحابة. وبات ما توفره الشركات الكبرى مثل جوجل، ومايكروسوفت، وأمازون، وتينسنت، وبايدو، وآي بي إم، من حلول سحابية تحظى بانتشار واسع نظراً لمزاياها المرتبطة بالأسعار، وسهولة الدمج، وماتوفره من إمكانيات تتيح تصميم خدمات معقدة. ولربما كان العامل الرئيسي الذي بات يدفع الشركات لتبني خدمات الذكاء الاصطناعي في السحابة هو التزايد المضطرد لاستخدام تطبيقات المساعد الشخصي الرقمي وتقنيات محاكاة اللغة الطبيعية.
بحلول العام 2022، ستتيح تقنيات حماية البيانات، التي تعتمد على تعلّم الآلات والمعطيات الحيوية وسلوك المستخدم، خفض الاعتماد على كلمات السر إلى أقل من 10 بالمائة من مجموع حالات الولوج الإلكتروني.
لم تعد طريقة الولوج إلى الأجهزة الشخصية عبر استخدام كلمات السر التقليدية البسيطة عمليّة. كما أن أكثر أساليب الولوج اعتماداً على المعطيات الحيوية – مثل بصمة الإصبع – باتت تحقق نسب نجاح لاتتجاوز 75 بالمائة بسبب تأثرها بعوامل مثل تجمّع الغبار والتعرّق.