*63 شركة ناشئة استفادت على مدار عامين والبرنامج تمويله يتجاوز 40 مليون جنيه
*افتتاح أول حاضنة متخصصة في “سلسلة الكتل” والذكاء الاصطناعي.. وإطلاق الشبكة القومية للحاضنات خلال العام الجاري
القاهرة: حنان سليمان
افتتح الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، منذ أيام قليلة بشكل رسمي حاضنة NU Techspace بجامعة النيل وهي أول حاضنة مصرية في سلسلة الكتل “بلوك تشين” والتكنولوجيا الإدراكية بدعم حكومي. وتأتي الحاضنة ضمن برنامج “انطلاق” الذي يسعى لأن يكون أكبر مظلة لإنشاء وإدارة الحاضنات التكنولوجية فى منظومة ريادة الأعمال والابتكار تغطى أقاليم مصر المختلفة.
بعد ثلاث سنوات من العمل، استطاع البرنامج تحويل الأفكار والابتكارات ومخرجات البحوث إلى شركات تكنولوجية ناشئة قادرة على المنافسة الإقتصادية والتكنولوجية، تحظى منتجاتها بقدرة تنافسية تحقيقا لهدف الاقتصاد المعرفي. تشير النتائج على الأرض إلى إنشاء 17 حاضنة دعمت 63 شركة ناشئة بتمويل حكومي يتجاوز مليوني دولار.
في حديثه لـ”انتربرونور العربية”، أعلن صقر عن اعتزام البرنامج إطلاق الشبكة القومية للحاضنات خلال عام 2018 لتكون منصة للحاضنات العاملة فى مصر سواء تكنولوجية أو صناعية. وإلى نص الحوار:
كيف جاءت فكرة “حاضنات انطلاق” ومتى بدأت عملها؟
بدأت فكرة حاضنات الأعمال فى مصر منذ فترة من خلال قطاع الاتصالات وحققت نجاحا ملموسا وتبعها عدد آخر من الحاضنات في إطار أصغر وبدون وضع أولويات لتخصص محدد يخدم الصناعة المصرية.
أما أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا فلما لها من دور رائد وقومي منذ عشرات السنين في مجال إحداث التنمية التكنولوجية الاقتصادية، فقد بدأت برنامجا طموحا يعتمد علي محاور عدة لتفعيل هذا الدور مرة أخرى بناءاً علي المستجدات التكنولوجية والاقتصادية وهي تتمحور في برنامج الابتكار التشاركي، برنامج مشروعات التخرج لطلاب السنوات النهائية فى الكليات العملية والمبادرات والحملات القومية.
وبرنامج الابتكار التشاركي هو نموذج يهدف لربط فئات المجتمع وخصوصا الأماكن النائية والمهمشة بأفكار وحلول مبتكرة للتحديات المحلية الموجودة، كما يهدف لإثبات فكرة أن الابتكار ثنائي الاتجاه فالمجتمع بكافه فئاته يمكن أن يفكر ويبدع ولكن يحتاج فقط إلى بعض المساهمات التكنولوجية البسيطة لرفع مستوى منتجه وأيضا المساهمة في تسويقه. هذا البرنامج يستخدم منهجية تم وضعها في تحديد التحديات وأولوياتها كما يستخدم منصة إلكترونية لربطها بالابتكارات البسيطة لتسهيل وتفعيل ومتابعة تنفيذها.
أما برنامج مشروعات التخرج لطلاب السنوات النهائية فى الكليات العملية فقد بدأ منذ أعوام قليلة ويهدف إلى تقديم دعم مالي للطلاب لتحويل الأفكار الخاصة بمشروعات تخرجهم إلى نماذج أولية بالإضافة إلى إعطائهم بعض المهارات في مجال ريادة الأعمال ويقوم الاختيار فى هذا البرنامج على شروط تنافسية، وأيضا يشجع البرنامج الطلاب للمشاركة في وضع حلول للتحديات المتاحة من خلال الابتكار التشاركي.
وأخيرا المبادرات والحملات القومية وهي مرحلة ما بعد البحث العلمي والتي تسعي إلى التعرف إلى التحديات القومية التي تواجه المحافظات والصناعات المصرية القائمة. وتقوم فيها الأكاديمية بتقديم نماذج اقتصادية وتكنولوجية مصرية قابلة للتطبيق لحل تلك المشكلة من خلال تقديم الدعم المالي للفريق العلمي صاحب أكثر الحلول قابلية للتطبيق. ومع النجاح المتزايد لتلك المبادرات والحملات القومية رأت الأكاديمية ضرورة المساهمة في تحويل قصص النجاح إلى شركات تكنولوجية ناشئة.
مؤخرا، عملت الأكاديمية على تجميع تلك الجهود وغيرها في برنامج واحد لإحداث طفرة تكنولوجية حقيقية في المجتمع العلمي والاقتصادي لمصر على أن يتم البدء بصناعات لمصر فيها ميزة نسبية ولا تحتاج إلى تكنولوجيات معقدة في مرحلة الإنطلاق مثل الأخشاب والأثاث وصناعة الألبان بدمياط، والغزل والنسيج بطنطا، والصناعات الحرفية واليدوية في شتي ربوع مصر، والصناعات الغذائية والزراعية والحرف اليدوية بالوادي الجديد وغيرها. ومن هنا، جاءت فكرة البرنامج القومى للحاضنات التكنولوجية “انطلاق”.
تبنت الأكاديمية هذا البرنامج فى أكتوبر 2015 وبدأت أولى خطواته التنفيذية فى يناير 2016.
ما هي ميزانية البرنامج ومن هم شركاؤكم في التنفيذ؟
وصل إجمالى موازنة البرنامج التي تتحملها الأكاديمية إلى 33 مليون جنيه حتى الآن لإنشاء وتوطين 17 حاضنة تغطى أقاليم مصر المختلفة من الصعيد إلى الوجه البحرى في محافظات قنا وسوهاج والسويس وأسيوط وطنطا ودمياط والإسكندرية والقاهرة، بالإضافة إلى 9,25 مليون جنيه لدعم 63 شركة تكنولوجية ناشئة. وهذا التمويل هو تمويل حكومى يقدم كمنحة لا ترد من أكاديمية البحث العلمى لرواد الأعمال وللشركاء العاملين فى مجتمع ريادة الأعمال والابتكار من جهات حكومية وجامعات ومراكز بحثية ومؤسسات قطاع خاص وكذلك بعض منظمات العمل المدنى.
ما هي تخصصات الحاضنات التكنولوجية المنشأة؟
يهدف برنامج “انطلاق” إلي إنشاء شبكة من الحضانات التكنولوجية المتخصصة وتجميع الجهود مع بعضها البعض بدلا من عمل كل جهة علي حدة في جزر منعزلة. وفي هذا الإطار، تعمل الحاضنات في مجالات مختلفة مثل مجال النسيج وصناعة الأثاث والتعليم والوسائط المتعددة والموضة والتصميم والحرف اليدوية والتراثية. وفي سبيل ذلك، تعاونت الأكاديمية مع عدد من الجامعات إلي جانب التعاون مع عدة وزارات مثل الاستثمار والصناعة والتجارة ومؤسسات المجتمع المدني مثل مصر الخير وجمعية إتصال، كما تعاونت في القطاع الخاص مع مؤسسة نهضة مصر ومساحة العمل المشتركة ice alexواتحاد الصناعات المصرية بالإضافة إلي التعاون مع المعاهد والمراكز البحثية مثل معهد بحوث الإلكترونيات، لتصبح “انطلاق” أكبر مظلة لإنشاء وإدارة الحاضنات التكنولوجية في منظومة ريادة الأعمال والابتكار بحيث تغطي أقاليم مصر المختلفة بحلول 2018، و تكون قادرة علي تحويل الأفكار والابتكارات ومخرجات البحوث إلي شركات تكنولوجية ناشئة قادرة علي المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية وتحظى منتجاتها بقدرات تنافسية تحقيقًا لهدف الاقتصاد المعرفي وتنمية الشباب رواد الأعمال واكتشاف الأفكار الخلاقة واحتضان أصحابها من الشباب .
** ما هي معايير اختيار المحافظات لإنشاء الحاضنات؟
يكون اختيار المحافظات التى نقوم بانشاء الحاضنات فيها عن طريق رؤية وخطة موضوعة من الأكاديمية تستهدف فيها قطاعات وتجمعات صناعية بعينها مثل التجمع الصناعى للنسيج بإقليم شمال الدلتا أو التجمع الصناعى لصناعة الأثاث والألبان بدمياط أو بعض المجالات التى ترى الأكاديمية أن الاقتصاد المصرى فى حاجة إلى تنميتها والتى تخدم النمو الاقتصادى وتحل بعض المشكلات والتحديات الملحة فى المجتمع.
وبشكل عام فإن الأكاديمية تبحث عن التنوع والتنافسية وهما أساس شراكاتنا، حيث نقوم بالإعلان عن خطتنا فى دعم قطاع أو تجمع معين عن طريق فتح باب التقدم للجهات المختلفة لتقدم مقترح متكامل فى جوانبه ثم نقوم بتقييم وتحكيم المقترحات المقدمة وعلى أساسها تقدم المنح لإنشاء الحاضنات .
هل هناك قصص نجاح ترغبون في مشاركتها؟
هناك ثماني شركات تخرجت من حاضنات “انطلاق” وحاضنة “بداية” التابعة للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، وذلك بعد تسعة أشهر احتضان حصلت خلالها على الخبرة الفنية والإدارية بخلاف الدعم المادي بقيمة ١٥۰ ألف جنيه لتطوير النموذج الأولي لكل منها. وبعض هذه الشركات حصل على استثمارات خارجية مثل شركة NileBot وهي نظام قياس ومراقبة لمستوي جودة المياه في المزارع السمكية و”قابس” التي تستخدم تكنولوجيا انترنت الأشياء لتوفير الطاقة الكهربائية و”Nano Fib Tech” التي تستخدم تقنية النانوتكنولوجي في تصنيع محاليل مطهرة من مركبات سكرية طبيعية دون كيماويات و”Green Sky” للزراعة التكاملية و”Bubble” لألعاب الأطفال التفاعلية مع المواد التعليمية.
**هل من تحديات تواجهكم؟
فرق سعر الدولار بعد تعويم الجنيه لأن التعاقدات كانت وُقّعت بالفعل لشراء أجهزة ومعدات فنية لازمة للشركات المحتضنة. وعند الشراء، اختلف السعر.
لماذا لا تستثمرون كجهة حكومية في الشركات الناشئة مثل حاضنات القطاع الخاص؟
لا توجد حاليا آلية لذلك لكن ربما تستحدث مستقبلا. البرنامج خدمي للشباب في النهاية يظل غير هادف للربح ومنحه مقدمة من أكاديمية البحث العلمي وهي منح حكومية.
ما جديدكم الفترة القادمة؟
افتتحنا مؤخرا حاضنة متخصصة في الذكاء الاصطناعي و”بلوك تشين” بالتعاون مع جامعة النيل ونقوم قريبا بافتتاح حاضنة متخصصة فى الوادى الجديد فى التراثيات والحرف اليدوية. وسيتم تدشين الشبكة القومية للحاضنات بالتعاون مع وزارة التخطيط وبرنامج رواد 2030 وحاضنة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتكون منصة للحاضنات العاملة فى مصر سواء تكنولوجية أو صناعية وذلك لضمان عدم التداخل بين أهداف كل حاضنة وضمان التنسيق الكامل والتعاون على أكمل وجه وتقديم كافة التسهيلات الضرورية. وأخيرا سنقوم بتفعيل حاضنة أسيوط بالتعاون مع جامعة أسيوط.