القاهرة: حنان سليمان
استمرارا لظهور حاضنات ومسرعات الأعمال المتخصصة في قطاعات محددة في المنطقة العربية، دشنت أكاديمية البحث العلمي في مصر أول مساحة تقنية متخصصة في التكنولوجيا المعرفية أو الإدراكية Cognitive technology في شراكة مع جامعة النيل تحت اسم NU Techspace ببرنامجي مسرع وحاضنة أعمال لتبدأ عملها رسميا في الشهور الأخيرة من عام 2017.
وتتبع المساحة التقنية البرنامج القومي للحاضنات التكنولوجية “انطلاق” وهو أحد مشروعات أكاديمية البحث العلمي. وتجري مفاوضات لضم شريكين آخرين قد يكون أحدهما بنك.
يقول محمد جودة، مدير حاضنة أعمال جامعة النيل: “هناك مشكلة في دعم البرامج الفنية خاصة تلك التي بها تقنية عالية أو تشغل فيها التكنولوجيا حيزا كبيرا.. فالدعم لا ينبغي أن يقتصر على نموذج العمل أو غيره من أمور البيزنس لكن أيضا العنصر التكنولوجي. هذا ما نحاول معالجته عن طريق بناء القدرات”.
ويشير أحمد أبو اليزيد، المسئول التنفيذي عن الحاضنة، إلى أن مجال “بلوك تشين” أصعب من التكنولوجيا الإدراكية في العثور على محتوى تدريبي فيه بجودة عالية فالموضوع لم ينضج بعد حتى يتم شرحه لكنهم يسعون لوضع دليل تشغيل خاص بهذه التقنية. وفي هذا الصدد، تتعاون الحاضنة مع شركات متخصصة لتنظيم تدريبات فنية لتحسين الجودة.
وقد درس القائمان على المساحة التقنية هندسة الاتصالات وكلاهما حاصلان على ماجيستير في إدارة التكنولوجيا من جامعة النيل.
واستعانت المساحة التقنية بشركة IBM كشريك مزود للتكنولوجيا لمدة عام، وذلك لتقدمها في مجال التكنولوجيا الإدراكية، إذ لديهم مدربون متخصصون ومحتوى إليكتروني متخصص. كانت المساحة التقنية قد نظمت فعاليات تعريفية بالاتجاهات التكنولوجية الجديدة وهي مستمرة فيها، لكنها رأت أن تنظم كذلك مخيمات تدريبية للخروج بنتائج ملموسة ومؤثرة وأكثر فاعلية في عجلة الإنتاج والتطوير. ويعتزم القائمان على المساحة التقنية تنظيم مخيم تدريب في التكنولوجيا الإدراكية يليه مخيم تقني آخر في تكنولوجيا “بلوك تشين”، والذي سيكون الأول من نوعه في مصر لضمان جودة المنتجات التكنولوجية. وتملك الشركة العالمية منتجات على بلوك تشين منذ عام 1992.
ويوضح جودة أن الإقبال حاليا على التكنولوجيا الإدراكية وهي مستخدمة في منصات موجودة بالفعل تتماشى مع عصر البيانات والذكاء الاصطناعي، وإن كان العاملون في هذه التكنولوجيا لا يدركون قدراتها وأبعادها جيدا، مقارنة بتكنولوجيا “بلوك تشين” التي لا تزال جديدة على السوق المصري. أما بالنسبة لجودة الأفكار والتنفيذ فسيمكن قياسها بعد أول دورة للحاضنة بعد بضعة أشهر وتحديدا في مارس 2018 حين تنظم حاضنة الأعمال أولى دوراتها لاستقبال شركات تعمل في تكنولوجيا المستقبل أي التكنولوجيا الإدراكية وتكنولوجيا “بلوك تشين”.
وذكر جودة إحدى الشركات الناشئة العاملة التي تطور تطبيقا باسم Pass app. تتعاون معها الحاضنة حاليا على سبيل التجربة في بناء منظومتها بتكنولوجيا بلوك تشين لتكون العملية تعليمية من الدرجة الأولى عن طريق التجربة ومفيدة للطرفين.
حاضنة ومسرع أعمال
وبخلاف مخيمات التدريب، تملك المساحة التقنية برنامجين لمسرع الأعمال وللحاضنة لكل منهما دورة واحدة في السنة؛ يستمر برنامج الأول ثلاثة أشهر ويحصل فيه كل فريق على تمويل نقدي بقيمة 15 ألف جنيه مصري لدعم النموذج الأولى للمنتج التكنولوجي الذي تطوره بالإضافة لخدمات سحابية على حسابه على IBM Bluemix بقيمة 12 ألف دولار وخدمات صناعية من ماكينات تابعة لجامعة النيل بقيمة 50 ألف جنيه، فضلا عن الورش والتدريبات المختلفة ومساحة العمل.
أما برنامج حاضنة الأعمال فيستمر سبعة أشهر، وتحصل الشركة فيه على 150 ألف جنيه مصري كتمويل نقدي بالإضافة لخدمات سحابية على حساب Bluemix بقيمة 20 ألف دولار.
ويفترض أن تستقبل مسرعة الأعمال عشر أفكار لم تتحول لشركات رسمية بعد في دورتها السنوية، بينما تستقبل الحاضنة ست شركات.
يقول أبو اليزيد: “نجري حاليا مفاوضات مع أحد البنوك للدخول كشريك في الحاضنة وهو مهتم بمجال التكنولوجيا المالية. وندرس معه إمكانية تنظيم دورة احتضان كاملة في مجال التكنولوجيا المالية على بلوك تشين لتخطي مركزية التحويلات المالية والذي قد يحدث ثورة جديدة في عالم الانترنت”.
وتجري المساحة التقنية مفاوضات مع شركتين للدخول كشركاء للدعم الفني هما “بلوك ستاك” التي تصف نفسها بأنها الانترنت غير المركزي الجديد، وأخرى تتعامل بالعملة المشفرة “فايل كوين” بنظام الملفات الداخلية الدوارة ipfs filecoin.
ويختم جودة قائلا: “كدولة نامية، فإن نموذج البقاء لدينا يعتمد على تكنولوجيا بلوك تشين والتكنولوجيا الإدراكية. هذه التكنولوجيا لا تحتاج إلى بنية تحتية لكن تحتاج معرفة تكنولوجية يمكننا أن نغير بها موقعنا بين دول العالم. هذه ميزة كبيرة لا بد من استغلالها”.
تعرف على أول مسرع أعمال في مجال المدن الذكية بالمنطقة وطالع دليلك الكامل لمسرعات الأعمال في العالم العربي. واقرأ أيضا عن انطلاقة جديدة لانترنت الأشياء في مصر.