سلمى شهيم – الشريك ورئيس أسواق الشرق الأوسط في مجموعة فاين آرت
في عالم اليوم، يصعب جداً تخيل شخص ما يسير خارجاً من متحفٍ وهو يحمل لوحة تحت ذراعه، ولكن هذا ما حصل بالفعل في 21 أغسطس 1911 عندما خرج أحد موظفي “متحف اللوفر” حاملاً لوحة الموناليزا.
استغرقت السلطات الفرنسية حينها عامين كاملين لاستعادة لوحة الموناليزا التي لم يشهد التاريخ مثيلها في الغموض والجاذبية، عندما تم العثور عليها أخيراً في منزل فينتشنزو بيروجي، الموظف السابق في “متحف اللوفر”. وعقب إدانته، تم تكريم بيروجيي من موطنه الأصلي إيطاليا على هذا التصرف النابع من حسه الوطني.
وبحسب الشائعات ضمت قائمة المشتبهين بهم حينها شخصية رفيعة المستوى وهي الفنان بابلو بيكاسو.
وبفضل التطورات الأمنية فائقة الحداثة، أصبحت هذه القصص اليوم نادرة للغاية في عالم الفن. ومع ذلك، لا تزال السرقة مشكلة تواجهها البلدان التي مزقتها ويلات الحرب، كما كان حال حوالي 20٪ من الفن الأوروبي خلال الحرب العالمية الثانية.
وباعتبارنا إحدى الجهات الاستشارية الفنية، نضمن أن كل عمل فني نحصل عليه بالنيابة عن عملائنا، سيتم التأكد من موثوقيته وسيتم إرفاقه باسم المنشأ الذي يمكن التحقق منه. وهذا أمر لا مفر منه عند التعامل مع الأعمال الفنية الشرق أوسطية المعاصرة، ولا سيما عندما يكون بلد المنشأ عرضة للاضطرابات السياسية.
ويتولى جامعو ورعاة الأعمال الفنية مسؤولية ضمان تخزين الأعمال الفنية بشكل آمن وسليم. ويجب أن يكون المرء بالغ الحذر لتجنب تعرض العمل الفني لأشعة الشمس المباشرة أو الحرارة والرطوبة، خاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تصل فيها الرطوبة إلى مستويات عالية جداً.
ولا شك أن تركيب العمل الفني يعتبر فناً بحد ذاته، إذ يتطلب الاستعانة بخبير متخصص بهذا المجال بدلاً من استدعاء نجار قريب لذلك.
وغالباً ما يتم التغاضي في دولة الإمارات العربية المتحدة عن تأمين القطع الفنية نظراً لتدني احتمال ارتكاب الجرائم ذات الصلة. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن تحمي الاستثمار الخاص بك من أضرار المياه والحرائق وليس فقط السرقة.
وعادة ما تكون الأعمال الفنية المعرضة للسرقة هي تلك التي أبدعها فنانون يتمتعون بتاريخ عريق واكتسبوا شهرة واسعة مع مرور الزمن، مثل لوحة “الصرخة” للفنان إدفارد مونش. فقد أبدع مونش 4 نسخ من هذه اللوحة خلال حياته، تمت سرقة اثنين منها. وسرقت النسخة الأولى في عام 1994 من “المتحف الوطني للفن” في أوسلو، ليتم العثور عليها بعد عدة أشهر. أما الثانية، فقد سرقت من متحف “مونش” عام 2004. وعلى الرغم من استرداد هذه الأعمال الفنية في نهاية المطاف، إلا أنها أصيبت بأضرار كبيرة تعذر ترميمها فيما بعد.
ولا تشكل التجارة الإلكترونية عرضاً مغرياً بالنسبة لجامعي الأعمال الفنية الخبراء والجادين عندما يتعلق الأمر بالحصول على أعمال فنية مرموقة. ولكنهم غالباً ما يفضلون التعاون بشكل وثيق مع ممثلي دور المزادات مثل “كريستيز” و”سوثبيز”، والمستشارين الفنيين الخاصين الذين يمكنهم التحقق من إمكانات العمل الفني والمكاسب عالية القيمة المنبثقة عنه. علاوة على ذلك، فإن العديد من جامعي الأعمال الفنية يدعمون الفنانين ويتعاونون بشكل وثيق مع مالكي صالات العرض أو التجار عند الحصول على أعمال جديدة. ويعتبر تسوق الأعمال الفنية عبر الإنترنت وسيلة جديدة نوعاً ما، فهو يلعب دوراً إيجابياً برأيي في تلبية حاجة السوق إلى جامعي الأعمال الفنية المبتدئين ممن يتطلعون للحصول على أعمال فنية ومطبوعة منخفضة القيمة نسبياً. ولا تزال طريقة البيع التقليدية في المعارض والمزادات هي الوسيلة المفضلة في هذا المجال عند يتعلق الأمر بالأعمال الفنية الحصرية والمرموقة.