ايمان مصطفى – خاص
في 2016، أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “UNICEF” مبادرة لتمويل الابتكارات التقنية للأفكار المتعلقة بتحسين نمط حياة الأطفال في الدول الناشئة، باسم صندوق الابتكار التابع لليونسيف UNICEF Innovation Fund.
لدعم صندوق الابتكار، الذي يستهدف تسخير التكنولوجيا لتوفير فرص أفضل من الصحة والتعليم للأطفال في الدول محدودة الإمكانات الاقتصادية؛ تمكنت منظمة يونيسيف من جذب 9 ملايين دولار من الجهات المانحة التي تتعامل معها، لصالح المبتكرين في الدول النامية، بهدف دعمهم لتطوير نماذجهم الأولية وتحويل أفكارهم إلى مشروعات تجارية مُربحة.
وتعتزم إدارة صندوق الابتكار التابع لليونيسيف تمويل 34 شركة ناشئة من مختلف الجنسيات خلال 2018.
ومنذ أيام، وتحديدًا خلال فعالية قمة “رايز أب” التي انطلقت من 1 إلى 3 ديسمبر الجاري، أعلنت منظمة اليونيسيف عن تفعيل صندوق الابتكار التابع لها في مصر، بهدف تمويل عدد غير محدد بعد من الشركات المصرية الناشئة.
يصل مبلغ التمويل إلى 100 ألف دولار، ويستهدف الشركات في مراحلها التأسيسية المبكرة. ويستقبل صندوق الابتكار طلبات من أفكار أو مشروعات قائمة، على أن يتوفر بها بضعة شروط أهما أن تعمل في قطاع التكنولوجيا، ويمكن الاستفادة من خدماتها أو منتجاتها التقنية لصالح الأطفال.
وأوضحت “سونيتا جروت” Sunita Grote المدير الاستشاري لمكتب الابتكار، في حوارهاٍ لـ “انتربرنور العربية”، قائلة: “أن التمويل يُمنح للشركات الناشئة بدون حصة في المقابل، وليس من الضروري أن تكون فكرة المشروع موجهة للأطفال، ولكن من الضروري أننا عند دراسة الفكرة نجد فيها قيمة واضحة وأن نجد سهولة في تطبيقها على أغراض أخرى تناسب مخاطبة مشكلات تتعلق الأطفال”.
تابعت “جروت”: “نكثف مجهوداتنا الآن للبحث عن أفكار أو مشروعات تخاطب فئة عمرية أقل من 25 عامًا، وأن يستهدف تعليم الفئة المستدفة التعامل مع المنتجات المبتكرة والتفاعل معها، لمساعدة المستخدمين على الاتصال والتواصل”.
كما ويهتم صندوق الابتكار التابع لليونيسيف بالأفكار التي تتعامل مع البيانات وتقوم بتحليلها، بالإضافة إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي، وبلوك تشين، والبرمجة ذات المصدر المفتوح، وغير ذلك من القطاعات سريعة النمو تجاريًا في العالم، والتي تقدر قيمتها السوقية بمليارات الدولارات.
“حتى الآن وعلى مدار أيام فاعلية “رايز أب”، قابلنا العديد من الشركات والأفكار التي أبهرتنا وعكّست لنا المدى التطور الذي وصل إليه القطاع الريادي في مصر، فالفرص هنا واعدة، ونحن متحمسون كثيرًا للعمل مع الشباب المصري، لكنني لن أتمكن من الإفصاح عن أسماء أي شركات الآن قبل دراسة الطلبات والإعلان الرسمي”، تشرح جروت.
وتوضح “جروت” أسباب مشاركة منظمة اليونيسيف بالقطاع الريادي في الدول الناشئة قائلة: “لم تعد ريادة الأعمال مجرد أفكار، وإنما تحولت لأدوات تساعد في إحداث تغيير في حياة المجتمعات بشكل ملحوظ، وبما أننا في المنظمة نعني بحياة الأطفال، فكانت الشركات الناشئة وجهتنا لإحداث تغيير في حياتهم، لأنهم يستحقون ذلك، وبما أننا لسنا متخصصين في تطوير حلول تقنية، فكان الأولى لنا أن ندعم المتخصصين”.
معايير اختيار الشركات للحصول على تمويل صندوق الابتكار التابع لليونيسيف، لا تختلف كثيرًا عن المتعارف عليه، ولكن الإجراءات تتمثل في 3 خطوات، التقدم على النموذج المتاح على الموقع، ثم يُطلب من الشركات التي تتخطى المرحلة الأولى إرسال معلومات أكثر عن الشركة، ثم يتحدد موعد المقابلة لتقييم الفريق. “نسعى لاختيار فرق عمل متنوعة من حيث الخبرات والمهارات، ونهتم جدا بأن يكون المنتج ذا جدوى مالية واضحة، وأن يكون قادرًا على درّ العوائد في وقت ليس بالطويل، حتى نضع التمويل في مكانه الصحيح”، تشرح “جروت”.
لن يتوقف دعم صندوق الابتكار على منح التمويل، ولكن سيمتد ليشمل التدريب والتوجيه والدعم افني عبر شبكة اليونيسيف العالمية من خبراء التقنية، وتوفير الشراكات والتشبيك بين شركات القطاع الواحد في مختلف الدول، هذا بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات القانونية محليًا وعالميًا، بفضل شبكة علاقات اليونيسيف العنكبوتية مع حكومات دول العالم.
هذا وتستقبل “يونيسيف” طلبات التقدم لحصول على تمويل صندوق الابتكار من الشركات الناشئة حتى منتصف الشهر الجاري.