ايمان مصطفى – خاص
يُعد الحصول علي تمويل من أكبر المعوقات التي تواجه الشركات الناشئة. وتتنوع المصادر التي يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة أن تلجأ إليها للحصول على تمويل. يشمل ذلك الحاضنات ومشرعات الأعمال في المراحل الأوليّة جداً من عُمر المشروع.
كما ويلجأ البعض إلى القروض المصرفية، والتي تضع الشركة في مخاطر سداد الفوائد على القرض، في وقت قد لا تكون نمت فيها عوائدها بالقدر الكافي للوفاء بذلك.
أيضاً هناك منصات التمويل الجماعي Crowdfunding، والتي توفر فرصة للشركات للحصول على تمويل بدون حصة، إلا أنها حملات غير مضمونة النجاح ويعيبها محدودية المبلغ الذي يحصل عليه رائد الأعمال في النهاية، إلا أنها أثبتت جدوى كبيرة في الشركات التي تقوم على تصنيع نموذج أولي.
من ثّم فهناك العديد من أنواع الاستثمار التي تختلف عن بعضها البعض كليًا. ويختلط الأمر على رواد الاعمال أحيانًا فيما يتعلق بالتفرقة بين شركات الأسهم الخاصة Private Equity، وشركات رأس المال المُغامر Venture Capital، واللتان يفصل بينهما خيطًا رفيعًا.
كلا النوعيّن من الشركات التمويل (رأس المال المخاطر والأسهم الخاصة) تستثمران في الشركات الناشئة وتتربحان من بيع الأسهم والتخارج مع الوقت.
مع ذلك، هناك بعض الإختلافات الهامة في الطريقة التي تباشر كل شركة منهما أعمالها. فكلاً منهما تستثمر في نوع مُختلف من الشركات، وتنفق أحجامًا مُختلفة من مبالغ الاستثمار، بل ويتطالب أيضًا بنسبة مختلفة من الأسهم.
ما الفرق بين الأسهم الخاصة وشركات رأس المال المُغامر؟
تستثمر شركات الأسهم الخاصة ، في الشركات الكبيرة القائمة التي تُعاني من بعض المشاكل، ويتحكمون فيها بشكل كامل ليساعدوها علي تخطي المشاكل التي هي بصددها وتحسين كفائتها، وبناء علي ذلك يحصلون علي 70% – 100% تقريباً من الشركة التي يستثمرون فيها.
علي عكس شركات رأس المال المُغامر، التي تستثمر في الشركات في مراحلها المبكرة نوعًا ما، ولذا فإن معدل المخاطرة يكون أعلى، لكن فرص النمو لابد وأن تكون قابلة للتحقق على الأرض بقوة. وتحصل شركا رأس المال المخاطر علي 50% أو أقل من حصص الشركة.
وعلي الرغم من إختلاف وتنوع أشكال الشركات التي تستهدفها شركات رأس المال الُمغامر، إلا أن الشركات الناشئة، ولاسيما القائمة على التكنولوجيا، تُعد الأكثر استهدافاً من قِبل شركات رأس المال المُغامر.
علي صعيد آخر، تُحدد شركات رأس المال المُغامر مبالغ مُحددة ليتم إستثمارها ضمن محفظتها الاستثمارية لتقليص معدل المخاطرة.
هذا علي عكس شركات الأسهم الخاصة التي تُنفق ما يلزم لتحسين كفاءة الشركة وتحقيق النجاح المُخطط له بناءً لدراسات عديدة.
في سياق مُتصل، تستثمر شركات رأس المال المُغامر أموالها في الشركات الناشئة، وبالتالي تُدرك أن بعض الشركات التي تستثمر بها لن تُحقق النجاح المرجو؛ إلا أنها تتوقع أن بعضًا منهم سيتحول إلي قصة نجاح استثنائية، علي عكس شركات الأسهم الخاصة.
فضلاً عن أن شركات رأس المال المُغامر تستخدم نوعًا واحدًا من التمويل وهو الأسهم، علي عكس شركات الأسهم الخاصة التي تستخدم كلاً من شراء الأسهم وشراء الديون لتمويل الشركات.
يُعد رأس المال المُغامر، هو شريان الحياة للمساهمة في تحقيق نجاح المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما إنه يُحقق عائدات كبيرة للمُستثمرين، ليأتي بعد ذلك دور شركات الأسهم الخاصة لمساعدة الشركة على النمو والنضج ماليًا وهيكليًا. لذا يرى بعض الخبراء أنه ثمة دورًا تكامليًا بين نوعيّ شركات الاستثمار.
أهم شركات رأس المال المغامر والأسهم الخاصة في مصر والمنطقة العربية
هذا وتضم مصر والمنطقة العربية عددًا ليس بقليل من شركات رأس المال المغامر. يتضمن ذلك:
“بيكو كابيتال” التي تركز على منطقة الخليج، و”أرزان VC” في الكويت ودبي، و”ومضة كابيتال” المعنية بالعالم العربي ككل، و”MEVP” التي اشترى فيها رجل الأعمال محمد العبار حصة مؤخرًا، وتتواجد في دبي وبيروت وسيليكون فالي، ” Leap VC” في بيروت ودبي أيضًا، و”TwoFour54” في الامارات، و”داش فينتشرز” في الأردن، و”Iliad Partner” التي تركز على السوق الاماراتية والخليجية، و”سواري فينتشرز” و”الجيبرا كابيتال” في مصر، وiMena” المعنية بالشرق الأوسط، و”STC VC” في السعودية، و”فودافون فينتشرز” في مصر.
أما شركات الأسهم الخاصة فتعتبر محدودة عددًا بعض الشيء في المنطقة عن شركات رأس المال المغامر، وذلك رغم انتشارها عالميًا. وتتضمن شركات استثمار الأسهم الخاصة في المنطقة:
“EquiTrust“، و”أبراج كابيتال“، و”جلف كابيتال” و”بنك ستاندرد تشارترد” الذي استحوذ على حصة في موقع “سوق” للتجارة الإلكترونية قبل استحواذ “أمازون”، “سويكورب” في السعودية، و”EFG Hermes“، و”سيتادل كابيتال” في مصر.