تحتاج أعمال النظافة المنزلية لحوال 6 ساعات يوميًا في المتوسط من ربات البيوت، حسب استفتاءات منشورة على شبكة الانترنت.
وفي ظل زخم الحياة اليومية للمرأة العربية العصرية، ولاسيما العاملة، تتفاقم الحاجة للاستعانة بعناصر خارجية للقيام بمهام تنظيف المنزل.
وفي الوقت الذي يتراوح فيه راتب العاملة الأجنبية في دول الخليج إلى 600 إلى 800 دولار، يبلغ راتب العاملة الأجنبية في مصر من 500 إلى 600 دولار، وهو ما يمثل رقمًا باهظًا، وخاصة بعد تعويم الچِنّيه المصري مقابل الدولار.
من هذا المنطلق، وجد مصطفى غنام في “چِنّي” Jinni منصة طلب عمّال النظافة باليوم حسب الطلب؛ حلًا تقنيًا آمنًا لتوفير الخدمة بأسعار اقتصادية وجودة عالية.
أسس غنام “چِنّي” في ديسمبر 2016 في مصر، لسد ثغرة صعوبة العثور على عاملة نظافة تجمع بين الأمانة وجودة الأداء والسعر المعقول.
يشار إلى أن ” چِنّي” هي كلمة مصرية تُطلق (على سبيل الدعابة) على الأشخاص القادرين على القيام بمهام متعددة ببراعة في وقت قصير.
المؤسس والبداية ..
يتمتع غنّام بخبرة 5 سنوات في قطاع الهندسة المعمارية. ورغم أن تخصصه يبعد كثيرًا عن التكنولوجيا وإدارة الأعمال، إلا أنه قرر إطلاق شركته بعدما لمس وجود نقص لخدمة توفير عمّال النظافة للمنازل في السوق المصر، في دائرته الصغيرة المكونة من أسرته وأصدقائه وبعض الأقرباء، حسب تصريحات غنّام لمجلة “انتربرنور العربية”.
بشكل عام، تعاني السوق المصرية من طلب هائل على خدمات التنظيف، مع نقص شديد في العرض. درس غنّام السوق المصرية واحتياجاتها، واكتشف أن هناك العديد من مسؤولي النظافة في الفنادق فقدوا وظائفهم بسبب تراجع وفود السائحين على مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة، وبالتخديد في أعقاب ثورة يناير.
من ثم وجد غنّام في ذلك فرصة مثالية لحشد موظفين ذوي خبرة، وبناء منصة يربط من خلالها أصحاب المنازل والشركات الصغيرة والمتوسطة، بأصحاب الخبرة في أعمال التنظيف.
عمّالة مدربة وخدمات متعددة..
تختلف “چِنّي” عن مكاتب توفير العمالة التقليدية المتعارف عليها في مصر، من حيث نوع الكوادر التي يتم اختيارها للعمل.
“أهم ما يميز شريحة العاملين بأقسام النظافة في الفنادق هو أنهم يجمعوا بين التدريب والدقة والالتزام وحسن المظهر، وهي عناصر يستحيل توفرها مجتمعة في العاملين بقطاع النظافة والأعمال المنزلية من الأفراد التقليدين في مصر”، يقول غنّام.
كما ويتولى الموظفون القدامي بهذا القطاع تدريب غيرهم من حديثي العهد بأصول المهنة، الأمر الذي يؤهل “چِنّي” لتوفير جيش من العمالة الراقية المؤهلة والمدربة بعناية في قطاع أعمال اتنظيف المنزلي.
“ولضمان أمان العملاء التام، لا نقبل طلبات التحاق من العمالة، إلا إذا استوفوا كامل المستندات الأمنية الضرورية”، يضيف غنّام.
توفر “چِنّي” محطة واحدة تتجمع فيها خدمات التنظيف المُختلفة التي يحتاجها المنزل مثل؛ التنظيف الدوري، التنظيف الموسمي، التنظيف العميق، بالإضافة إلي تغطية قطاع المحلات التُجارية والمكاتب الإدارية والشركات كذلك.
“كما أننا متخصصون في قطاع التنظيف فقط، ولا نخطط لإضافة أنشطة أخرى كجليسات الأطفال أو الطهو، لأننا مؤمنون بأن التخصص هو السبيل الأول للنجاح”، يشرح غنّام.
تجربة الاستخدام..
يتم طلب الخدمة حاليًا عن طريق المحمول، إذ توفر الشركة فريق خدمة عملاء على مدار الساعة.
تبدأ رسوم توفير عامل/ عاملة نظافة في “چِنّي” من 150 چِنّيه مصري (8,5 دولار)، وهي رسوم في مستوى المنزل المتوسط في السوق المصري.
وتعتمد شركة “چِنّي” في تحقيق عوائدها على عمولة تتحدد وفقًا لإجمالي قيمة المهمة. ويعول غنام وشريكاه الاثنان، على استقطاب شركات كعملاء بنظام التسويق B2B.
وثبات سريعة ..
منذ إطلاق الشركة حتى الآن، “أكملنا 20 ألف ساعة من التنظيف المنزلي، وقدمنا خدماتنا لأكثر من 500 عميل، بواقع حوالي 1500 طلب”، يوضح غنّام.
كما واستقطبت “چِنّي” تعاقدات مع 5 شركات لتوفير عمّال النظافة لها شهريًا. يتضمن ذلك “كابيتال جروب بروبرتيز” Capital Group Properties، وشركة تطوير العقارات “وادي دجلة” Wadi Degla City for Urban Developments.
خطط مستقبلية..
وفي سبيل استقطاب المزيد من العملاء الأفراد والشركات، تسعى “چِنّي” لجذب استثمارات تُمّكنها من التوسع إلى أسواق جديدة داخل مصر ثم خارجها، وبالتحديد إلى دول الخليج.
“نعتمد في “چِنّي” على التمويل الذاتي حتى الآن، ورغم ما نعانيه من ضغوط مادية، إلا أن الأمر عزز فرصنا في جذب استثمارات، نظرًا لتمكننا من تحقيق نمط نمو واضح بإمكانات قليلة”.
كما وتعتزم إدارة “چِنّي” أيضًا إطلاق موقعها الإلكتروني وتطبيق للهاتف المحمول على نظاميّ أندرويد وiOS، خلال مطلع 2018، لتكون الخدمة أكثر تطوراً وأسهل في التعامل وخالية من المشاكل والتعقيدات التي قد يُعاني منها البعض أثناء طلب الخدمة.
أما على صعيد الخطط بعيد المدى، يعتزم غنّام وشريكاه تطوير مناهج تدريبية مُتخصصة في أعمال تنظيف المنزلي، لتوفير عمالة أكثر مهنية وأكثر احترافاً، “لنبدأ بعد ذلك في تأسيس أول أكاديمية متخصصة في تدريب الكوادر المتخصصة في أعمال النظافة المنزلية، ونخطط في سبيلنا لذلك إلى تدريب وتوظيف أكثر من ألفي عامل نظافة خلال السنوات الخمسة المقبلة”، يختتم غنّام حواره.