**لوس أنجليس نقطة تحول.. والصندوق الاستثماري يضم 10 مستثمرين ويغلق على 150 مليون دولار بنهاية 2017
خاص: حنان سليمان
في سبتمبر/أيلول 2008، أطلق أحمد شبانة موقع “أجزخانة”” Agzakhana لتكون أول صيدلية إليكترونية في مصر ليدخل المحمول إلى سوق الدواء في مصر ثم توسع شبانة في السعودية وأمريكا ولاحقا طور نظاما إليكترونيا لإدارة الصيدليات لتنظيم عمليات البيع وطلبات الدواء وتخزين البيانات على السحاب cloud ليسهل استخراجها.
خطرت فكرة الصيدلية الافتراضية لشبانة في عام 2006 حين كان طالبا بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة، وبدأ في إعداد الموقع مع أحد الفنيين منذ حينها حتى انطلاق الموقع رسميا في 2008. في 2012، شارك الشاب العشريني في عدة مسابقات خاصة بريادة الأعمال كان أهمها حصوله على المركز شبه النهائي في مسابقة “إم آي تي بيزنس بلان” MIT Business Plan وصعوده لقائمة العشرين في مسابقة جوجل ابدأ. نجحت “أجزخانة” كـ”بيزنس عائلي” لأحمد مع شقيقه شريف حولا فيها الصيدليات الفعلية التي تملكها العائلة إلى صيدليات إليكترونية. وحققت الشركة نموا ملحوظا حتى تلقت جولة استثمار من “فودافون فنتشرز” Vodafone Ventures في منتصف 2013 لم يُعلن عن قيمتها، مقابل حصة نسبتها 22.22% في الموقع.
لكن التغيرات السياسية التي عصفت بمصر في هذا العام أثرت سلبا على المناخ العام لريادة الأعمال في مصر وباتت المفاوضات مع المستثمرين تستغرق وقتا طويلا وربما في النهاية لا تصل إلى شئ لتكون بمثابة “تضييع للوقت” كما وصفها شبانة. يقول أحمد في حديثه لـ”انتربرونور العربية”: “توصلنا لصفقة مع أحد المستثمرين ثم أثناء توقيع العقد مع محاميه فوجئت باتصال منه يلغي الصفقة على خلفية الأحداث السياسية في البلاد وقراره بالسفر إلى الخارج. مررنا بتقلبات شعورية رهيبة من أعلى لأسفل”.
ورغم هذه التقلبات وعدم جدية البعض، كانت الأمور تسير بشكل جيد في “أجزخانة”، لكن حجمها كفرصة تجارية لم يكن ليقارن بفرص أخرى خارج مصر، كما رأى أحمد.
الانتقال للولايات المتحدة
سافر الشاب المصري، الذي كان قد قارب على الدخول في العقد الثالث، إلى كاليفورنيا مرارا حيث مكتب “فودافون فنتشرز” وبات يتنقل بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 2014، بدأ أحمد رحلته كمستثمر ملائكي في عدة شركات أمريكية ناشئة وأجرى أكثر من 20 صفقة استثمارية بصفة شخصية تعتمد كلها على دوائر المعارف دون شكل تنظيمي أو إداري.
وبعد حصوله على ماجيستير في إدارة الأعمال من كلية مارشال الشهيرة في مدينة لوس أنجليس عام 2016، بالإضافة لدراسته لبيزنس الصور المتحركة، رغب أحمد في إطلاق صندوق استثماري Venture Capital Fund. ولما كان العديد من نجوم هوليوود يتجهون للاستثمار في العقارات والشركات الناشئة بجانب التمثيل، تعرف أحمد إلى بعض هؤلاء الفنانين بمساعدة من كليته الأمريكية، لتتأسس شركة Parkpine Capital في مدينة سان فرانسيسكو بشراكة ثلاثية بين أحمد والفنان الأمريكي بيلي زين، ممثل الدور الثاني في فيلم “تايتانيك”، وإيلي سماحة اللبناني المستقر في الولايات المتحدة منذ 40 عاما وشارك في إنتاج نحو 500 فيلم.
عادة ما يُنظر لمؤسسي صناديق الاستثمار على أنهم يجب أن يكونوا معروفين في الوسط لكن شبانة لا يرى أنه شرط خاصة وأن هناك تاريخ من الإنجازات. يقول أحمد: “الناس في أمريكا تجمع تمويلات على أفكار ونحن لدينا قصة نجاح في أجزخانة عمرها 10 سنوات في اقتصاد كالاقتصاد المصري. ما يهم هو توفر التعليم الجيد ووجود صفقات ناجحة بالفعل وشركاء عاملين بالمجال.. هذا ما يحظى بالثقة”.
يضم صندوق Parkpine حاليا عشرة مستثمرين من الشرق الأوسط وآسيا والمكسيك ومن المقرر أن يصل حجم تمويله إلى 150 مليون دولار بنهاية العام الحالي. وتعد أولى استثماراته في شركة Shimmr وهي منصة تواصل اجتماعي لمن هم دون العشرين عاما. أنهى أحمد الصفقة الاستثمارية مع الشركة قبل تسجيل الصندوق رسميا لكنه ضمها إليه لاحقا.
أما شروط الحصول على تمويل من الصندوق فهي أن تكون شركة تكنولوجية تدر عائدا ماليا بالفعل ويمكنها أن تتوسع في عملياتها إلى خارج حدود دولتها بسلاسة ويسر دون تعقيدات سياسية أو اقتصادية أي أن نموذج الأعمال الخاص بها يصلح للتطبيق في أي مكان دون خصوصية أو تقيد بقوانين معينة.
وكوسيلة للتسويق والتعرف على الشركات الناشئة الواعدة في العالم عن قرب، أطلق أحمد العام الجاري فعالية Global Ventures Summit التي تقام في أربع مدن سنويا هي بالي في أندونيسيا ولوس أنجليس في أمريكا والمكسيك ودبي وتجمع رواد الأعمال بالمستثمرين حول العالم. وقد انتهت فعالية دبي مطلع الأسبوع الجاري.
“هي رحلة طويلة لكنني سعيد للعب دور فارق في حياة الناس على صعيد عالمي خاصة أنني أفهم وضع رواد الأعمال جيدا وأحاول تعظيم الاستفادة من خبراتي وتجاربي في العمليات اليومية” هكذا يعبر أحمد عن تحوله من عالم ريادة الأعمال إلى عالم الاستثمار. ويختم قائلا: “وضع رائد الأعمال في مصر يختلف كثيرا عن وضعه في الولايات المتحدة وآسيا فالتحديات في مصر أصعب بكثير. إذا كنت رائد أعمال ولديك هدف تسعى لتحقيقه يتطلب عشر خطوات في الولايات المتحدة على سبيل المثال، فإنه سيتطلب مائة خطوة لتحقيق نفس النتيجة في مصر”.