دبي – خاص
قيس الخنجي – الرئيس التنفيذي لشركة جينيسيس للمشاريع والاستثمارات
كان الطريق طويلًا ومحفوفًا بالصعاب إلى أن وصلت إلى المكانة التي أتمتع بها الآن، وأشعر بالفخر من كوني رجل أعمال لديه رؤية لتوفير فرص العمل وتوسيع حجم وقطاعات شركتي. وقبل نجاح شركتي قيس التجارية للمشاريع المتحدة “Qais United Enterprises Trading”وجينيسيس إنترناشونال، كنت قد شرعت في بعض المشاريع التي لم يحالفها التوفيق؛ ويرجع السبب في إحداهما إلى سوء التقدير في احتمالية عدم توافر الإمكانات اللازمة للمنتجات محليًا معتقدًا أن فكرة تغير السوق من شأنها أن تثير الاهتمام المباشر وتزيد الطلب.
وكنت مخطئًا في ذلك.
وكان هذا الدرس الأول بمثابة جرس إنذار لتوخي الحذر عند الخوض في استثمارات عالية المخاطر؛ أمر الذي من شأنه أن يصيب أو يخطئ. وبدلًا من ذلك وجدت أنه من المحكمة إجراء البحث عن العلامات التجارية الدولية المرموقة ودعمها بدراسة الجدوى على أساس تواجدها الحالي في السوق من أجل تحديد إمكانية النجاح محليًا وتقليل نسبة المخاطرة وزيادة فرص النجاح.
وكان الدرس الثاني هو خوض قطاع الخدمات إذا كنت تسعى إلى تحقيق الجودة بحيث تضع المقارنات المعيارية وتراقب مباشر جودة الخدمات التي تقدمها لتعزز بذلك اسمك وسمعتك في السوق.
وتمثلت الفكرة التالية في مفهوم “المدينة الذكية” لتيسير سداد فواتير الماء والكهرباء إلكترونيًا، والتي لم يتم الشروع بها بعد نظرًا لعدم وجود دراسات مناسبة عن حالة السوق فضلًا عن الإجراءات الحكومية والقوانين اللازمة، ولكننا نتابع الأمر عن كثب!
وأنا أؤمن بالمقولة التي تقول “لا تخف من الفشل”؛ فأنا لم أخف قط بل أستفيد من إخفاقي في هذه المشاريع كنقطة انطلاق لتطوير مجموعة جديدة من المهارات واكتساب الرؤية.
ولقد كان لدي دومًا الطبيعة الشغوفة لاكتشاف وتجربة كل جديد مع الحافز للقيام بذلك، وكنت أعرف أنه هناك دائمًا فرص لتحقيق النجاح أو الفشل. لذلك، في 2014 عملت في قطاع النفط والغاز بدءًا من شركة جينيسيس للمشاريع والاستثمارات بعد مضي عام من البحث الدقيق لحالة السوق، واكتشاف الفرص، ودراسة الأساليب المتبعة دوليًا من البحرين إلى مومباي وطهران لاكتساب الخبرات الفنية والتعرف على المعدات اللازمة. وكان الهدف من ذلك تحسين عملية إنتاج النفط، لذلك قمنا بالبدء بمختبرات تحليل النفط من المصب (تعزيز استخراج النفط) قبل التوسع في تحليل النفط من المنبع (تحليل الزيوت) لتعزيز أداء الآلات. وكشفت تقاريرنا معلومات مهمة تبين المستوى الذي ينبغي عنده أن يستخرج النفط مما يوفر الوقت والمال.
كانت إحدى التحديات الكبرى التي واجهتنا هي التحلي بالتفاؤل في الوقت الذي يشهد هبوط أسعار النفط ويواجه الاقتصاد حالة من عدم الاستقرار، ولكن بالرغم من هذه المخاطر انطلقنا في عملنا؛ فقد أمنت بفكرتي وقمت بتدعيمها بالبحث الدقيق ليتبين لي أنه كان الوقت المناسب حيث كانت هناك علاقة مباشرة بين أسعار النفط والإنتاج.
وقد انتهزت الفرصة في الوقت المناسب بالفعل.
نحن نحتاج إلى تذكر أن النجاح يأتي بالتجربة والإخفاق، وقد تعلمت من إخفاقاتي في العمل أن أنظر دومًا إلى الإمكانات الإيجابية والسلبية المحتملة قبل الانطلاق في مشروع جديد. وسوف نظل نصادف في طريقنا كشركة أو كرجل أعمال المزيد من التحديات، ولكنني على يقين أني أمتلك الآن الخبرات التي تعينني على التغلب على أي شيء.