ايمان مصطفى – خاص
تقول دراسات نشرها المنتدى الاقتصادي العالمي، أن 75% من المعلمين والطلبة في العالم يشعرون بعجز حيال قدرتهم على الوفاء بمتطلبات سوق العمل بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
ولإعداد جيل قادر على تلبية احتياجات عصر الاقتصاد الرقمي، على دول العالم الإسراع بمواكبة الطلب على الكفاءات التقنية المتنامية بسرعة صاروخية، حيث أن 65% من أطفال العالم اليوم (حسب تقرير المنتدى الاقتصادي) سيجدون أنفسهم مجبرين على العمل بوظائف رقمية لا وجود لها اليوم.
في هذا تشير توقعات بأنه بحلول 2020 سيكون هناك 1.5 وظيفة مرقمنة حول العالم، علمًا بأن 90% من مؤسسات العالم الآن لديها عجز في الكوادر المؤهلة للعمل بقطاع تكنولوجيا المعلومات.
ورغم أن قطاع التعليم كبير الحجم من حيث من الإنفاق السنوي العالمي، والذي يصل غلى 5 تريليونات دولار، إلا أن التعليم التقني لم يستقطب استثمارات من العيار الثقيل خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حتى أن حجم الاستثمارات التي حصلت عليها شركة “أوبر” في 2015 فقط، يفوق حجم التمويل الذي حصل عليه القطاع بأكمله في العام ذاته.
مع كل هذا فالرؤية ليست قاتمة، إذ تتوقع تقارير بأن يصل حجم الاستثمارات العالمية في قطاع التعليم التقني إلى 252 مليار دولار، بحلول 2020.
التعليم في مصر …
في مصر، لا يزال التعليم بحاجة إلى الكثير من الجهود، وتكاتف بين القطاعيّن العام والخاص، للوصول بالقطاع إلى بر الأمان. فقد خرجت بلد الـ 100 مليون نسمة من التصنيفات العالمية منتصف العام الجاري.
هذا وتعكف الحكومة المصرية على العمل على تطوير العملية التعليمية في مصر، في محاولة لتقديم منتج بشري يرتقي لمتطلبات سوق العمل، إذ تسخّر 88% من ميزانية وزارة التربية والتعليم لهذا الغرض. ومما لا شك فيه، أن مساعي الحكومة المصرية لن تنجح دون إقحام التكنولوجيا كجزء رئيسي لا يتجزأ من العملية التعليمية.
هذا وانطلقت شركات مصرية ناشئة على مدار الأعوام الماضية، محاولة الإسهام بشكل مباشر في تحقيق أهداف الحكومة المصرية، في ما يتعلق بتطوير ورقمنة العملية التعليمية.
تضمن ذلك منصة “نفهم” Nafham، التي تقدم فيديوهات تعليمية قصيرة للمناهج التعليمية، و”تيوتوراما” التي تتيج لطلبة المدارس الدولية الحصول على دروس خصوصية مع خريجي تلك المدارس (تحت مظلة الاقتصاد التعاوني). حصلت الأخيرة على تمويل تأسيسي غير مُعلن من شركة الاستثمارات A15، إلا أن القطاع (رغم صغره) لم يجذب استثمارات رنانة، سواء من الداخل أو الخارج حتى الآن.
لماذا Ed.Ventures؟
لعل هذا الفراغ كان المحفز الرئيسي لمؤسسة “نهضة مصر” للطباعة والنشر، والتي يعود عمرها في قطاع المطبوعات التعليمية إلى أكثر من 80 عامًا؛ لإطلاق Ed.Ventures كأول شركة رأس مال جريء معنية بقطاع التعليم الرقمي.
حضر فاعلية الإطلاق كلً من خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي المصري، وطارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وياسر القاضي، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ومن جانبه، علّق عبد الغفار على هذه إطلاق Ed. Ventures قائلًا: “إن مصر بحاجة لإعادة النظر فى منظومة التعليم بشكل عام، والعلوم والتكنولوجيا والابتكار بشكل خاص، فإن تأسيس الشبكة القومية للحاضنات التكنولوجية هى أحد الآليات الخاصة بدفع عجلة تطوير منظومة العلوم والتكنولوجيا فى مصر”.
وأوضح عبدالغفار أن وزارة التعليم العالي تولى أهمية قصوى بالتوسع فى شبكة الحاضنات التكنولوجية، والتى بلغت حتى الآن 14 حاضنة بتكلفة إجمالية بلغت 28 مليون جنيه (1.5 مليون دولار)، حيث تضم محافظة القاهرة 8 حاضنات تتنوع بين حاضنات عامة ومتخصصة، إضافة إلى حاضنات المحافظات.
وأشار عبدالغفار إلى أن عدد الشركات التى تم تخريجها فعلا من تلك الحاضنات بلغ 8 شركات حتى أبريل 2017، منهم 7 شركات تعمل فى السوق المحلية، موضحًا أن عدد الشركات المحتضنة فعليًا يبلغ الآن قرابة 45 شركة محتضنة بتمويل من أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا.
“ساهمت تلك الحاضنات فى توفير 160 فرصة عمل لأعضاء الفرق المحتضنة، بالإضافة إلى توفير دخل شهرى لهم خلال فترة الاحتضان”، يقول عبد الغفار.
هذا وأكد خالد إسماعيل، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة استثمارات رأس المال الجريء “كي آي انچل” KI Angels، على أهمية أن تخرّج المراحل التعليمية بالمدارس، طلاب قادرين على استيعاب الطفرة التكنولوجية التي تسعى الجامعات لتوفيرها الآن.
خدمات ومزايا..
أما داليا إبراهيم، رئيس مجلس إدارة “نهضة مصر” فقالت: “نحن على دراية بتحديات التعليم الراهنة، ونرى أن جزءًا من مسيرة الإصلاح يبدأ من خلق بيئة متكاملة ومستدامة لأطراف المنظومة التعليمية والتي تضم: الطلبة، وأولياء الأمور، والخريجين، والحكومات ورواد الأعمال والمستثمرين”.
وأكدت إبراهم على التزام Ed.Ventures بتوفير كل ما يلزم الشركات الناشئة من خدمات ومزايا، تدعم مسيرتها نحو النمو.
تستقبل Ed.Ventures طلبات الانضمام لدورتها الأولى الآن. وستحصل كل شركة تنضم للدورة المقبلة على برنامج دعم مستقل يتناسب مع احتياجاتها.
هذا بالإضافة إلى توفير مدربين ومساحة عمل مشتركة، وخدمات تأسيس، بالإضافة إلى مبلغ تمويل وفقًا لمتطلبات كل شركة.
تتضمن معايير اختيار الشركات الناشئة للانضمام لدورة Ed.Ventures المقبلة، توفر فريق عمل من بينهم فرد متفرغ، وجدوى الفكرة مالياً، أن تخدم قطاع التعليم تقنيًا عبر قيمة حقيقية مضافة.