ايمان مصطفى – خاص
عاماً بعد عامٍ تُسلِّطُ الحكومةُ المصرية الضوءَ على أهميةِ تطوير المنظومة التعليمية محلياً، إذ يُعد التعليمُ أحد أعمدة بناء المُجتمع الأساسية.
وتتناسب أهمية تطوير التعليم طردياً؛ مع وجوب تسليط الضوء على أهمية إعداد المسئولين عن العملية التعليمية.
ولمّا كانت اللغة الإنجليزية أحد أهم مكونات العملية التعليمية، بوصفها العامل المشترك بين كافة الأنظمة التعليمية المحلية والدولية، ومع تزايد مُتطلبات سوق العمل، ووضع اللغة الإنجليزية كشرط أساسي لقبول أي مرشح؛ يهتم الآباء دائماً بضرورة حصول أبنائهم على قسط وافر من تعلّم اللغة الإنجليزية.
من ثم يعد تأهيل مُدرسين لغة إنجليزية على درجة عالية من الكفاءة أمرٌ ضروريٌ وهام.
لتلك الأسباب، أطلق الزوجان بسمة عبدالحميد ومحمد أبوالعنين مشروعهما TEFLship (Teaching English as a Foreign Language) كأول مجتمع إلكتروني في مصر والوطن العربي لتأهيل وتوظيف مُدرسيّ اللغة الإنجليزية.
وفي حواره لـ”أنرتبرنور العربية” يقول أبوالعنين ضاحكاً: “منذ أن تزوجنا أنا وبسمة ونحن نعتبر مشروع TEFLship هو ابننا”.
ويتابع أبوالعنين: “إن إطلاق TEFLship هدفه الأساسي هو تأهيل المُعلم لا الطالب، عن طريق تعليمه عدة مهارات مثل: طرق التدريس، مهارات إدارة الفصول الدراسية، خطة الدرس، وطرق تقييم الطلاب، وتنظيم الوقت، فضلاً عن تهيئة المعلم نفسياً وعلمياً للاختلاط بالطلاب، مما يتوقع أن يسهم في إعداد جيل قادر على استيعاب اللغة الإنجليزية بصورة أفضل، ويوفر فريقاً من المُعلّمين المؤهَلين”.
وعن أسبابِ إطلاق المشروع يقول أبوالعنين: “وجدنا أن الطالب يمكث في المدرسة 12 عاماً، ثم يخرج إلى سوق العمل في النهاية ليس على المستوى المطلوب من جودة إتقان اللغة الإنجليزية. بدأنا في تحليل العملية التعليمية لنجدها تتكوّن من 4 عوامل أساسية، المدرس والطالب والمنهج والأبنية التعليمية. فقررنا أن نعمل على تطوير العملية التعليمية من جذورها، ألا وهي المدرس، كونه المؤثر المباشر في باقي العناصر، فهو الذي يتابع الطالب، ويقدّم المنهج التعليمي بطريقة مناسبة، ويستطيع تهيئة بيئة التعلّم السليمة في أي مكان”.
تخرّجت عبدالحميد في جامعة عين شمس، كلية التربية، الشعبة الإنجليزية. كما إنها حاصلة علي دبلومتين في مهارات التدريس وتعمل الآن على رسالة الماجستير في طرق تدريس اللغة الإنجليزية.
تعمل بسمة كمُدرسة للغة الإنجليزية في الجامعة الأمريكية وجامعة الأهرام الكندية، فضلاً عن خبرات عملٍ سابقة لها تزيد عن 10 سنوات بالمجال.
أما أبوالعنين، فهو مهندس نانوتكنولوجي. كان رئيس أول اتحاد طلاب في مدينة زويل، بالإضافة إلي إنه مؤسس النشاط الطلابي التابع لجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، فضلاً عن تأسيسه لنادي تكنولوجيا برعاية شركة ميكروسوفت.
وتتضافر جهود أبوالعنين وزوجته، إذ يقتسمان خبراتهما التقنية والفنية للخروجِ بمشروعِهما إلى حيّز النمو.
الخطوات الأولى لـ TEFLship
أطلق الزوجان الشابان مشروعَهما الخاص، بتصويرِ بعض الفيديوهات التعليمية بالجوال، ونشرها مجاناً علي قناة “اليوتيوب” الخاصة بهما. كان ذلك في بداية مايو 2015.
استعان المؤسسان بمنصات التواصل الاجتماعي للترويج للفكرة، وبالتحديد فيسبوك. لاقت الفكرة ترحيباً وانتشاراً، إذ تم دعوتهما لمؤتمر التعليم والتكنولوجيا السنوي في مصر EduVation Summit.
كان ذلك بمثابة الضوء الأخضر لتطوير المشروع، والانتقال به إلى المرحلة الثانية؛ ألا وهي ورش عمل، ثم إضافة بُعد جديد إلى المشروع عبر إطلاقِ منصة للتوظيف، لتتحول TEFLship إلي أول منصة لتأهيل وتوظيف مُدرسيّ اللغة الإنجليزية.
حققت TEFLship وثباتٍ سريعة، إذ أصبحت تضم الآن أكثر من 400 مُدرس لغة إنجليزية، ونحت في جذب ما يزيد عن 53,000 مُشاهدة لمقاطعها ومساقاتها التعليمية التي تستهدف المعلّمين.
وتستهدف المنصة استقطاب 60 ألف مدرس مسجّل، وتسهم في تعيين 1000 مدرس على الأقل خلال عام، حسب أبوالعنين.
طريقة عمل المنصة
تسعى المنصة إلى تطوير العملية التعليمية عن طريقِ توفير دوراتٍ تدريبية أونلاين، بالإضافة إلى بعض الفعاليات على الأرض.
هذا إلى جانب منصة التوظيف، التي يُدخِل عليها المُدرس جميع بياناته، لتكون المنصة حلقة الوصل بين المعلم والجهة التي تبحث عن مُدرسين لغة إنجليزية. ولا يشترط دراسة الدورات على المنصة ليتمكّن المعلم من مشاهدة الوظائف الخالية أو التقدّم لها.
لم تقتصر خدمات TEFLship على ذلك، بل أطلقت منتدي إلكترونياً، يوفّر البيئة الخصبة للمدرسين، ليُشاركوا تجاربهم، ويطوروا من موادهم التعليمية وأداءهم في التدريس.
خطط مُستقبلية
بحسب أبوالعنين، يسعي مؤسّسا المنصة أن تكون TEFLship هي “الوجهة الأولى للباحثين عن مُدرسي اللغة الإنجليزية الأكفاء، فضلاً عن رفع جودة المحتوى”.
يتخرج في جامعات مصر سنويًا أكثر من 60 ألف طالب في قسم اللغة الإنجليزية من كليات اللغات (تربية، ألسن، لغات وترجمة، آداب). “نستهدف هؤلاء من السنة الدراسية الأولى بالجامعة وحتى المتخرجين من ذوي الخبرات، ونصل إليهم عبر منصات التواصل والفعاليات داخل الجامعات”، يقول أبوالعنين.
ولا يتوقع أن تهتم المنصة بغير معلمي اللغة الإنجليزية، لكونها من أهم وأكبر متطلبات سوق العمل في الوقت الراهن، حسب رؤية المؤسسيّن، الذيّن لا يعتزمان إطلاق أي تطبيق على المحمول، مكتفيان بأن تكون المنصة داعمة لمتصفح المحمول.
أما على صعيدِ الخطط الربحية، يوضح أبوالعنين: “نعتمد حاليّاً على جهودنا الذاتية لتمويل المشروع، وفي الفترة الأولى سيظل بإمكان المُدرسين مُتابعة المحتوى التعليمي الرقمي مجاناً، وسيظل صاحب العمل قادراً على الإعلان عن وظائف مجاناً، بالإضافة إلى الوصول إلى قاعدة بيانات المُدرسين مجاناً. ولكن نخطط مُستقبلاً أن تجني المنصة عوائدها من الاشتراكات الشهرية أو السنوية لأصحاب العمل، على أن تظل اشتراكات المُدرسين مجانية، وأن تكون رسوم الاشتراكات في متناول الجميع”.
فهل ستجد TEFLship استثمارًا جريئاً يدعم خططها التوسّعية ويدعمها لتحقيق رؤيتها نحو تطوير جزء هام من المنظومة التعليمية؟ سؤال تجيب عنه الأشهر البضع المقبلة.