دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
بعد حالة من الرالي لأكثر من 4 أسابيع، تعرّض الدولار للضغوط الأسبوع الماضي حيث تراجع مقابل معظم العملات الأساسية الأخرى، مما دفع العديد من المتداولين إلى التساؤل ما إذا كان الاتجاه الصاعد المسجّل مؤخراً في الدولار قد انتهى أم لا.
ورغم أن مؤشر أسعار المستهلكين قد ارتفع 0.5% في سبتمبر/ أيلول، وهي الزيادة الأكبر من ثمانية أشهر، إلا أن بعد استبعاد أسعار الغذاء والطاقة، مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي لم يسجل إلا زيادة طفيفة بنسبة 0.1% ممّا يدل على عدم وجود أي ضغوط تضخّمية في أكبر اقتصاد في العالم. وعلاوة على ذلك، فإن مبيعات التجزئة قفزت 1.6% في سبتمبر/ أيلول وهي القفزة الأكبر منذ مارس/ آذار 2015، ولكن عند استبعاد مبيعات السيارات والبنزين والخدمات الغذائية ومواد البناء، فإن مبيعات التجزئة الأساسية كما تسمّى لم تسجّل إلا زيادة بنسبة 0.4%. وقد كانت خيبة الأمل ملموسة في أسواق الدخل الثابت حيث تراجعت عوائد سند العشر سنوات بواقع 5 نقاط أساس يوم الجمعة. ومع ذلك فإن احتمالات رفع الفائدة للمرة الثالثة في ديسمبر/ كانون الأول ظلت عند 80% بحسب (CME’s FedWatch).
وبما أن رفع الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول بات شبه محتسب بالكامل، فإن المحرك الأساسي للدولار سيظل هو التوقعات على المدى الطويل. كما أن احتمالات رفع الفائدة لثلاث مرّات في 2018 كما يشير جدول النقاط الخاص بالفدرالي بعيدة تماماً عن توقعات الأسواق التي لا تنتظر إلا رفعاً واحداً. والخطر الأساسي الذي يواجه الدولار هو من سيقود الفدرالي بعد مغادرة يلين لمنصبها. فلكي يسيطر ثيران الدولار، فإنه بحاجة إلى بيانات اقتصادية قوية، وخاصة بيانات الأجور وتوقعات التضخم. وإذا ظل هذان المقياسان ضعيفين خلال الربع الأخير من العام، أعتقد بأن الدولار سيتعرض لضغوط هبوطية إضافية.
هي سيعلن كارليس بيجمونت الاستقلال؟
ينتظر المتداولون في اليورو البيان الذي سيصدر عن كارليس بيجمونت بخصوص ما إذا كان سيعلن الاستقلال عن إسبانيا أم لا، حيث تنتهي المهلة النهائية الممنوحة إليه اليوم الساعة 8 بتوقيت غرينتش. فإذا ما أُعلِن الاستقلال، فإن إسبانيا سوف تتّجه إلى حل برلمان كاتالونيا والإعلان عن انتخابات محلية جديدة. ولا نعلم حتى الآن كيف سينتهي هذا النزاع السياسي، لكن لا شك بأنه سيخلق حالة من الضغط الهبوطي على العملة الموحدة. لكنني لازلت أعتقد بأن هذه التهديدات هامة وبأن سياسة البنك المركزي الأوروبي ستظل هي المحرك المهيمن في الأيام المقبلة. وسيساعد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم الثلاثاء على الأغلب في تحديد التوقعات الخاصة بقرار السياسة النقدية الصادر عن البنك المركزي الأوروبي يوم 26 أكتوبر/ تشرين الأول.
النزاع في العراق يحرّك أسعار النفط
تُعتبر أسعار النفط هي الفئة الوحيدة من بين فئات الأصول التي سجلت تحرّكات كبيرة يوم الاثنين الهادئ. فقد ارتفع خام برنت بأكثر من 1%، ليتداول عند أعلى مستوى منذ 28 سبتمبر/ أيلول بعد أن بدأت القوات العراقية بالتقدّم باتجاه منطقة كركوك الكردية الغنية بالنفط. وقد أعلن عن صدامات بين المقاتلين الأكراد والقوات العراقية صباح اليوم، الأمر الذي يهدّد بحصول تقطع في الإنتاج النفطي من الحقول الواقعة تحت سيطرة الأكراد. فإذا ما توقفت الصادرات النفطية الكردية التي تبلغ 600 ألف برميل يومياً، فإنني أتوقع أن يختبر برنت المستويات المرتفعة المسجلة في سبتمبر/ أكتوبر والتي بلغت 59.49$. كما أن المتداولين في النفط يراقبون الوضع الأميركي – الإيراني عن كثب. فإذا مضى الكونغرس قدماً وأعاد فرض عقوبات اقتصادية على طهران بعد أن تراجع ترامب عن تصديق الاتفاق النووي، فإن أسعار برنت سوف تخترق على الأغلب حاجز الـ 60$.
المستثمرون الأغبياء حققوا أرباحاً تفوق 400% منذ بداية العام
رغم أن الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان تشيس جيمي ديمون وصف الناس الذي يشترون عملة بيتكوين بالأغبياء، وقال بأنهم سيدفعون الثمن، إلا أن هذه العملة الرقمية حلقت إلى مستوى قياسي جديد بلغ 5,846$ يوم الجمعة وظلت تحوم بالقرب من المستوى القياسي. ولا يبدو أن المحاولات الحكومية لمحاربة العملات المشفّرة ولاسيما الصين التي تعتبر المثال الأبرز في التصدّي لها، تجدي نفعاً في وقف التصاعد الحاصل في هذه العملة الرقمية. ومنذ أن دخلت بيتكوين إلى قائمة فئات الأصول المتداولة في السوق، فإن العديد من المستثمرين بما في ذلك صناديق التحوّط أرادوا في أن يشاركوا في هذه التجربة، الأمر الذي قاد إلى المزيد من التدفقات باتجاه البيتكوين. ومن الصعب تحديد ما إذا كانت هناك فقاعة تتشكّل بما أنّه ليس هناك مقياس محدّد مستعمل لمعرفة القيمة الذاتية الحقيقية للبيتكوين، ولكن بما أنّ هذه العملة الرقمية المشفّرة ستظل تجتذب مستثمرين جدداً على الأغلب، فإننا سنشهد تسجيل أرقام قياسية جديدة في الأسابيع المقبلة.