دبي – خاص
95% من كبار مسؤولي تقنية المعلومات يتوقعون أن تتغير طبيعة عملهم كلياً أو جزئياً بفعل التحول الرقمي
باتت جهود التحول الرقمي وتزايد أهمية تبني الابتكارات التكنولوجية تحمل رياح التغيير لطبيعة وظيفة رؤساء تقنية المعلومات. بينما يندفع قادة الأعمال لتبني الأعمال الرقمية، يشكل ماتبقى من العام الحالي والعام 2018 مرحلة مفصلية لكبار مسؤولي تقنية المعلومات ممن يسعون إلى ألا يفوتهم قطار التطور. هذا ما أظهره الاستطلاع السنوي لكبار مسؤولي تقنية المعلومات والتي تجريه مؤسسة جارتنر، حيث أشار الاستطلاع إلى أن وظيفة رؤساء تقنية المعلومات في المؤسسات تشهد تحولاً من وظيفة مسؤول تنفيذي إلى مسؤول يُعنى بتطوير أعمال، ومن وظيفة تنضوي على التحكم بالنفقات والعمليات الإجرائية المتعلقة بتقنية المعلومات إلى وظيفة أكثر أهمية تُعنى بتنمية العائدات واستثمار البيانات.
قام محللو مؤسسة جارتنر مؤخراً بعرض نتائج الاستطلاع خلال مؤتمر جارتنر للتكنولوجيا الذي عقد في أورلاندو بالولايات المتحدة. وجمع “استطلاع جارتنر 2018 لأجندة كبار مسؤولي تقنية المعلومات“ رقماً قياسياً من المشاركين وصل إلى 3160 من 98 بلداً ومثلوا مجمل قطاعات الأعمال. كما بلغ مجموع عائدات / ميزانيات الإنفاق للشركات والمؤسسات الحكومية التي يعمل فيها المشاركون حوالي 13 ترليون دولار، وبلغ مجموع ماتنفقه على تقنية المعلومات حوالي 277 مليار دولار. وتم تصميم الاستطلاع بحيث يقسّم المشاركون إلى ثلاث مجموعات تراتبية وفقاً لمستوى أدائهم فيما يتعلق بجهود التحول الرقمي تم تصنيفها كالأفضل، متبوعة بتلك التقليدية، بينما تذيلت القائمة المجموعة التي ضمّت من تأخر عن ركب التحول الرقمي من رؤساء تقنية المعلومات.
تشير نتائج الاستطلاع إلى أن 95% من كبار مسؤولي تقنية المعلومات يتوقعون أن تتغير طبيعة عملهم إما كلياً أو جزئياً بفعل التحول الرقمي. بينما باتت إدارة عمليات تقنية المعلومات بكفاءة عالية من المسلّمات، إلا أن الوقت الذي سينفقه رؤساء تقنية المعلومات على هذه المهام سيتضاءل على نحو متسارع. وقد أعرب من شارك بالاستطلاع إلى أن أكثر التغييرات في طبيعة عمل المسؤول الأول لتقنية المعلومات ستكون التحول إلى ريادة مبادرات التغيير، متبوعاً بتحمل المزيد من المسؤوليات والإمكانيات. على أن ينتهي المطاف أخيراً برؤساء تقنية المعلومات بعيداً عن المهام التقليدية الإجرائية في قطاعات أخرى في عالم الأعمال مثل إدارة الابتكار المؤسسي وبناء الكفاءات.
وفي هذا السياق قال أندي روسل-جونز، نائب الرئيس والمحلل الشهير لدى جارتنر: “لابد لطبيعة عمل رؤساء تقنية المعلومات من النمو والارتقاء بينما تشهد الأعمال الرقمية توسعاً متسارعاً ووصول التقنيات الخلاّقة الكاسحة مثل الأجهزة الذكية وتقنيات تحليل البيانات المتقدمة إلى عموم المستخدمين”. وأضاف: “بينما تبقى مهام إدارة عمليات تقنية المعلومات في صلب طبيعة العمل، إلا أن التركيز بات يتزايد على إنجاز طيف أوسع من الأهداف لمؤسساتهم”.
الاستجابة للتوجهات الصاعدة
أفضى الاستطلاع إلى أن معظم رؤساء تقنية المعلومات يرون أن الاتجاهات التقنية الصاعدة، بخاصة تلك المتعلقة بأمن المعلومات السيبراني والذكاء الاصطناعي، ستغيّر حتماً من طبيعة عملهم مستقبلاً. وبينما تستمر مسائل أمن المعلومات السيبراني بتشكيل خطر على بيئة الأعمال حول العالم في العام 2018، قال 95% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يتوقعون أن ترتفع وتيرة المخاطر التي تهدد أمن المعلومات وبالتالي تؤثر على مؤسساتهم.
وفي هذا الإطار أضاف السيد روسل-جونز: “كشف الاستطلاع، كنتيجة لوجود مخاطر محدقة، أن أمن المعلومات الرقمية يحتل مركزاً متقدماً على أجندة رؤساء تقنية المعلومات، حيث أفاد 35% من المشاركين أنهم قاموا فعلاً بالإنفاق على تبني تقنيات رقمية لحماية البيانات، بينما أشار 36% منهم إلى أنهم في طور التخطيط لتبني مثل هذه التقنيات. كما أن الاستطلاع كشف أن هناك نمو متزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي في المؤسسات التي يعمل بها هؤلاء المشاركين”.
وكشف الاستطلاع أن 84% من المشاركين يتحملون مسؤولية أجزاء من الأعمال خارج إطار ما تضطلع به أقسام تقنية المعلومات عادة، ويأتي على رأسها المسؤوليات المتعلقة بالابتكار ومبادرات التغيير. وأوضح 79% من المشاركين أيضاً بأن الأعمال الرقمية تساعد مؤسساتهم على أن تكون “أكثر جاهزية للتغيير”، مما يؤكد أن الوقت المناسب لإجراء تغييرات على أقسام تقنية المعلومات هو الآن، ما من شأنه أيضاً أن يجعل من عملية التحول في طبيعة عمل رؤساء تقنية المعلومات عملية سلسة وسهلة.