القاهرة: حنان سليمان
في مطلع العام الحالي، ظهر في مصر جراج خاص قام بعض الشباب بتصنيعه لحماية السيارات من الحرارة والتراب والأمطار كما يقيها من أي خدوش أو كسر زجاج كسر مرايا جانبية وهي مصفوفة. المنتج الذي خرج إلى السوق المصري حتى الآن وانتشر في المدن الجديدة وبعض التجمعات السكنية الراقية، التي يقطن أصحابها في فيلات تسمح بوجود المساحة المخصصة الثابتة لصف السيارة، يطمح في التصدير لدول الخليج التي بدأت تطلبه بالفعل بل ومنافسة منتج مماثل في أوروبا باهظ الثمن.
بدأت فكرة “ساس جراج” SAS Garage بمتابعة أبو بكر علي، طالب بجامعة الأزهر، لصفحات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” يعرض فيها الكثيرون صورا لمنتجات يرغبون في شرائها لكن لا يعرفون لها طريقا. استطاع أبو بكر أن يحدد بعض السمات العامة لهذه المنتجات التي اعتبرها “منتجات متميزة” وقد اشتركت في الغالب في كونها منتجات جديدة بالكلية أو ذات تصميم جديد أو أن المنتجات نفسها لا توجد في الدولة المسئول فيها، كما أن المنتج المطلوب عادة ما يكون بسيطا غير معقد يسهل فكه وتركيبه والتنقل به، وهو يحل مشكلة فعلية يؤدي أكثر من وظيفة وليس منتجا ترفيهيا بسيطا كما أن سعره مناسب.
تكرر الأمر مع منتجات مختلفة حتى وقع نظر أبو بكر في يوم على صورة لجراج خاص يسع سيارة واحدة فقرر هو وشركاؤه تصنيعه محليا وكذلك تصنيع أي منتج متميز يختص بالسمات السالف ذكرها. لم يكن لأبي بكر أو أحد من شركاءه أي خلفية عن التصنيع فدراساتهم بعيدة كل البعد عن المجال، مما دفعه لتعلم أساسيات التصنيع على مدار 14 شهرا ثم فنيات التصنيع ليبدأ في عمل نماذج مختلفة للجراج وتجربتها للخروج بأفضل شكل ممكن.
وعلى مدار 8 أشهر في السوق المصري، حقق الجراج مبيعات جيدة في مناطق مختلفة مثل القاهرة الجديدة والساحل الشمالي والغردقة وتم تطوير “ساس جراج” من حيث التصميم إذ زود له فتحة للتهوية ومن حيث المقاسات فأصبح هناك أربع مقاسات مختلفة للسيارات وحتى الموتوسيكلات ومن حيث طرق الإغلاق التي تتنوع بين اليدوي والأوتوماتيكي ومنه الذي يعمل بالكهرباء وآخر بالطاقة الشمسية، وهو متوفر بألوان مختلفة.
يتوقع أبو بكر أن يحقق المنتج نجاحا كبيرا في دول الخليج وحتى في أوروبا. ويقول: “تلقينا بالفعل أربع طلبات من شركات مختلفة لتصدير المنتج منهم شركة سعودية ورغم أن لدينا مخزون جيد من الجراجات لكن لم يتم الاتفاق بعد مع أي منهم لبعض الأسباب منها قلة رأسمالنا ونقص بعض الآلات”.
أما بالنسبة للسعر، فالجراج يباع بما يقارب 280 دولار، في حين أنه يباع في أوروبا بحوالي 800 دولار، كما يقول أبو بكر. ورغم ارتفاع سعره بالخارج، إلا أنه لا يحقق النتيجة المطلوبة في المنطقة فهو مصنع من خامات غير مهيأة للتعامل مع البيئات الحارة على سبيل المثال مما يعرضه للتلف سريعا.
يشكو أبو بكر من تحديين رئيسيين أولهما نقص الموارد المتاحة فبعض الخامات متوفرة بمقاسات معينة والحصول على غيرها يتطلب عمل طلبيات كبرى بتكلفة أكبر، أما التحدي الثاني فهو في تأسيس الشركة الصناعية في مصر الذي يحتاج إلى راس مال أكبر من الشركات العادية لأنه يتطلب تواجد الشركة في منطقة صناعية، بخلاف التحديات المالية من تكاليف الخامات والآلات.
ويوضح: “وجدنا دعما كبيرا من وزارة التجارة والصناعة ومن جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بوزارة التجارة والصناعة لكنه لم يمول المشروع لأن المؤسس لا زال طالبا. للأسف حاضنات ومسرعات الأعمال في الغالب لا تهتم بالصناعة وتولي اهتمامها الأكبر بالتكنولوجيا فيما عدا مؤسسة أوتاد التي تم قبولنا في برنامجها الخاص بريادة الأعمال دون الحصول على تمويل أيضا”.