دبي – خاص
موريس هاميلتون، الرئيس التنفيذي العالمي لمجموعة “اس ام سي”
إن الأصوات المؤثرة في جميع المنصات الرقمية هي التي تغذي حركة عقارب الصرعات السائدة في مختلف المجالات، ابتداء من أحمر الشفاه المطفأ وانتهاء بلعبة “فيدجت سبينر” المسببة للإدمان، وهي التي تؤدي إلى انتشار السلع والخدمات في السوق الرقمية كانتشار النار في الهشيم، وبالتالي إلى الربح.
وبعدما انتهت حقبة التسويق المجاني عبر وسائط التواصل الاجتماعية، بالتوازي مع ازدهار التسويق الشفهي (بواسطة الكلام المنقول)، فإن المواهب تشكل المكون الأساسي في “خلطة التسويق الاجتماعي والرقمي”.
واستناداً إلى خبرته في التعامل مع أبرز العلامات التجارية العالمية، مثل “كوكاكولا” و”يونيليفر”، يسلط موريس هاميلتون، الرئيس التنفيذي العالمي لشركة شراء حقوق الملكية “إس إم سي”، على أبرز التحديات أمام توريد المواهب في المنطقة:
1. توظيف الخبراء/ تحديد القيمة المهنية
غالباً ما يتم تحديد نطاق عمل خبراء التوريد عبر مجموعة من وكالات التسويق والعلاقات العامة والإبداع الموهوبة في المنطقة. ولكن المشكلة الحقيقية قد تكمن في تكليف مديري التسويق بمهمة تحديد القيمة التي يمكن لخبير التوريد أن يحققها في ما يتعلق بخفض التكاليف، واستراتيجية توظيف المواهب، والكفاءة المالية. وفي حين تتسم بالبساطة بعض الأصول التي يمكن لخبير التوريد اكتسابها على صعيد معرفة السوق، وخبرة التفاوض، والعلاقات، فإن أصولاً أخرى هي أكثر تعقيداً، مثل المصلحة التعاقدية والمشتريات العالمية. وهناك حاجز أكبر أمام نجاح المناطق المختلفة في توريد المواهب، ألا وهو أسلوب التعامل قصير المدى مع السوق بالاعتماد على المهارات الذاتية. وإذا ما استمر ذلك على المدى الطويل، فإنه يؤدي إلى استنزاف ميزانية العلامات التجارية.
2. آمال صغيرة ميزانيات كبيرة، وميزانيات صغيرة آمال كبيرة
لإنشاء سوق تعي فيها العلامات التجارية ما هو السعر العادل على نطاق عالمي، لا بد وأن يشرف عى إدارة مثل هذه السوق مختص في التوريد. وفي أغلب الأحيان، نصادف محادثات مع وكلاء أو مواهب يطالبون بثلاثة أضعاف السعر الحقيقي لقاء تقديم حد أدنى من الخدمات، وذلك ببساطة لأنهم وجدوا من لبى طلبهم ذلك عندما قدموا عرض خدمات سابق. ومن جهة أخرى، فإننا نتعامل مع علامات تجارية ترفع سقف توقعاتها بصورة غير منطقية، بحيث يتوقعون نتائج أسطورية بأبخس الأسعار. وهنا بالضبط يلعب خبير التوريد دور “بيضة القبان” بحيث يوازن بين توقعات العلامة التجارية وواقع سعر السوق.
3. الوثوق بالإجراءات
تمثل الإجراءات عنصراً أساسياً في إدارة توريد المواهب، ولكنها للأسف لا تؤخذ بعين الاعتبار في المنطقة. وفيما يعتبر الوقت عنصراً بالغ الأهمية لضمان توريد أفضل المواهب بأقل قدر من المال، فإن الإجراءات تستحق العناء لضمان الاستخدام الأمثل والأجر الأفضل عبر تفعيل أداء المواهب.
وخلافاً لممارسات التوريد الأخرى، من الضروري استخدام مورّد وحيد لتنفيذ هذه الإجراءات، إذ يجب أن تضع البيض كله في سلة واحدة عندما يتعلق الأمر بتوظيف خبير توريد. ففي حين ترتفع قيمة علامتك التجارية عند اللجوء إلى قنوات متعددة لتوريد أو توظيف المواهب لها، فإن ذلك يؤدي في المقابل إلى رفع سعر المواهب بالنسبة لبقية السوق. وهذا يستند إلى القاعدة الاقتصادية الراسخة للعرض والطلب، أي زيادة الطلب + انخفاض العرض = ارتفاع الأسعار.