ايمان مصطفى – خاص
لعل أهم ما يشغل بال أي رائد أعمال هو تقييم شركته الناشئة. فتقييم الشركات يعد أمرًا ضروريًا لكل شركة، لأنه يساعد مؤسسها على تحديد مقدار الأسهم التي سوف يمنحها للمستثمرين مقابل أموالهم.
تعتمد عوامل تقييم الشركات الناشئة على رأس المال الأوليً أو التمويل الأوليّ الذي تحصل عليه. ففي مراحل الشركة المبكرة سوف تكون قيمة الشركة قريبة من الصفر، في حين يجب أن يكون الاستثمار أكثر من ذلك بكثير.
وهناك مصطلحان أساسيان يجب أن يفهمهما رائد الأعمال قبل تقييم الشركة، وهما “Pre-Money” ومعناه قيمة الشركة الناشئة قبل التمويل، والآخر هو ” Post-Money” ومعناه قيمة الشركة الناشئة بمجرد أن يضع المستثمرون أموالهم.
1- القيمة قبل التمويل
على سبيل المثال إذا كان رائد الأعمال يسعى للحصول على استثمار أوليّ في مرحلة التأسيس قيمته 100 ألف دولار، مقابل 10% من أسهم الشركة، سوف تصبح قيمة الشركة قبل التمويل مليون دولار.
لا يعني ذلك أن القيمة الحقيقية للشركة مليون دولار، ففي المراحل المبكرة لا يعبر التقييم عن القيمة الحقيقية للشركة، وإنما يعكس قيمة الأموال التي سوف يحصل عليها المستثمر، إذا ما قام بالاستثمار في الشركة.
يتم التقييم بمضاعفة العائد النقدي 10 أضعاف الرقم الحقيقي، وهذا ما يتوقعه المستثمر من استثماره في المراحل المبكرة.
2- تحديد قيمة الاستثمار
إذا كان رائد الأعمال يسعى للحصول على 100 ألف دولار خلال مرحلة التأسيس، من أجل أن يدير الشركة خلال الـ 18 شهرًا التالية، فلن يكون لدى المستثمرين سببًا للتفاوض حول الرقم المطلوب، لأن ذلك سوف يشير بوضوح أنه لا يمكن إدارة الشركة بشكل جيد دون المبلغ المطلوب، ولن يرغب المستثمرون في حدوث ذلك.
3- أسهم الشركة
يحتاج رائد الأعمال في هذه المرحلة إلى حساب قيمة الأسهم التي ينوي منحها للمستثمرين.
إذا كان رائد الأعمال ينوي الحصول على تمويل بقيمة 100 ألف دولار، فإن نسبة الأسهم للمستثمرين سوف تتراوح بين 5 إلى 20%. أما إذا كان يرغب في تمويل أوليّ ضخم، فإن نسبة 30% سوف تكون مناسبة.
إذا زادت النسبة عن ذلك فسوف تقلل نسبة الأسهم التي يمكن أن يستخدمها رائد الأعمال في مراحل الاستثمار التالية.
4- كيفية تحديد نسبة الأسهم
تعتمد آلية تحديد كمية الأسهم على عامليّن، الأول مدى تقييم المستثمرين للشركة، والثاني ذكاء رائد الأعمال في التأثير على المستثمرين.
5- حجم العملاء
إذا كان لدى الشركة عدد كبير من العملاء، يصبح ذلك مصدر جذب للمستثمرين لوضع أموالهم في الشركة.
فإذا أصبح لدى الشركة 100 ألف عميل في فترة تتراوح بين 6 إلى 8 شهور من إطلاقها، فإن ذلك يساعد في الحصول على استثمار كبير قد يصل إلى مليون دولار.
6- السمّعة الحسنة
يكون لرواد الأعمال ممن يتمتعون بسمعة طيبة تأثير كبير على المستثمرين، ويمكنهم جذب المستثمرين حتى ولو لم يكن لديهم عدد كبير من العملاء أو أي نجاح سابق.
فعلى سبيل المثال تمكن مؤسس “إنستجرام” كيفن سيستروم من جمع 500 ألف دولار في مرحلة التأسيس، حين كان يعمل على نموذج عمل أوليّ، رغم أن تجربته الوحيدة كانت عمله كموظف في “جوجل” لعامين.
7- الإيرادات
يتباطىء معدل النمو عند فرض رسوم على العملاء، ويشير معدل النمو البطيء إلى انخفاض الإيرادات على المدى الطويل، وبالتالي تقل قيمة الشركة.
8- قنوات التوزيع
رغم أن الشركة قد تكون في المراحل الأوليّة، إلا أنه قد يكون لديها قنوات توزيع بالفعل، يمكن ذلك من خلال متابعيها على صفحة “فيسبوك”، ومن الممكن استخدامها كقناة توزيع.
9- عامل تحقيق إيرادات
العامل الأول الذي ينظر إليه المستثمر هو عدد السنوات التي سوف تستمر الشركة خلاله في تحقيق مبيعات قبل خروجها من السوق.
ولما كانت الاكتتابات العامة أمرغير شائع، فمن الصعب التنبؤ بأداء الشركة، لذلك يمكن افتراض أن نشاطها التجاري سوف تبلغ قيمته مليون دولار.
ثاني عامل يضعه المستثمرون في اعتبارهم هو مقدار الاستثمار المطلوب لنمو الشركة حتى يمكن بيعها بقيمة مليار دولار، ففي حالة “إنستجرام” تلقى مؤسس الموقع تمويلاً قيمته 56 مليون دولار.
يساعد ذلك في تحديد المبلغ الذي سوف يحصل عليه المستثمرون في النهاية، فخصم 56 مليون من مليار دولار يساوي 940 مليون دولار، وهذه هي قيمة “إنستجرام”.
ينبغي خصم الديون وأية تكاليف خاصة بتشغيل الشركة من القيمة أيضًا.
10- الأسهم المخصصة للموظفين
هي الأسهم المخصصة لجذب الموظفين في المستقبل، ويمكن تحديد هذه الأسهم بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20%، وكلما زادت نسبة هذه الأسهم قل تقييم الشركة، لأن هذه النسبة تُخصم من قيمة الشركة.