**خاص – حنان سليمان
مع نمو الاقتصاد التشاركي في المنطقة والأعمال التجارية القائمة عليه، شهد العام الماضي وتحديدا في شهر أكتوبر/تشرين الأول توجها جديدا برز على الساحة في سوق النقل والمواصلات المعتمد على الاقتصاد التشاركي مع ظهور خدمة جديدة من نوعها في دبي لكنها تغطي الإمارات كلها وهي استئجار سيارات النقل التي يتم طلبها كما سيارات الأجرة أو التاكسيات عن طريق تطبيقات على الهواتف الذكية وأيضا مواقع إليكترونية، مع اختلاف نوعية المنقولات فالأولى تنقل أشياء والثانية تنقل أفرادا.
“أوبر لسيارات النقل” هو نموذج العمل الخاص بخدمات ثلاث هي “تراكر” Trukker و”يلا بيك أب” Yalla Pickup ومؤخرا “تراكسل” Traxl التي انطلقت الشهر الماضي في القاهرة في مرحلة التجربة قبل إطلاق الخدمة رسميا قبل نهاية العام الحالي من القاهرة وإلى كافة أنحاء مصر تحت شعار “النقل بيسر”. توفر الخدمات الثلاث للطالب سيارة نقل ذات حجم يناسب طبيعة المنقولات في دقائق قليلة. الميزة الحقيقية في الخدمة أنها تنظم جزءا غير منظم من وسائل النقل سواء في الإمارات أو في مصر؛ فحجز سيارة النقل ليس أمرا سهلا إذ لا يكون بتوقيفها في الشارع كسيارة الأجرة بل بالاتفاق مسبقا إما بالهاتف أو بالتوجه مباشرة لمكان معين.
وتعتبر “تراكر” هي البيزنس الأضخم بين الثلاثة مع عملها على مدار الساعة على جبهتين مختلفتين بفريق من السائقين يصل قوامه إلى مائة سائق وحجم طلبات يومي يفوق السبعين طلبا؛ فلديها خدمة للمستخدمين الأفراد مباشرة وهو الجزء الأكبر من عملها وخدمة أخرى بدأت في 2017 مع الشركات والأعمال التجارية بتعاقدات خاصة. وتتعاقد الشركات الكبرى عادة مع شركات النقل أما الباقي فيجري اتصالاته في كل مرة يحتاج فيها إلى نقل أشياء للتفاوض ومقارنة الأسعار.
لا يرى جوراف بيسواس، الرئيس التنفيذي لـ”تراكر”، أن هناك تنافس بين مقدمي نفس الخدمة بالنسبة لسيارات النقل بل تكامل. ويقول :”ربما يحدث التنافس بين 5-7 سنوات عندما يتغير شكل صناعة النقل على صعيدي الطلب والعرض”. تحصل “تراكر” على نسبة ربحية من كل رحلة تختلف حسب المسافة وحجم سيارة النقل والتكدس المروري، لكنها تصل إلى 15% في المتوسط. وتأتي الغالبية العظمي من الطلبات عن طريق الموقع الإليكتروني.
توفر خدمة استئجار سيارات النقل إمكانيات مختلفة لا تتوفر في النقل التقليدي من تتبع السيارة من لحظة توفيرها للطالب وحتى وصولها للعنوان المطلوب، بالإضافة إلى تسهيل عملية الوصول وعدم إهدار الوقت إذ يستخدم السائق رابطا بخريطة تفاعلية للعنوان المرغوب. وتزيد المزايا في الخدمتين اللتين انطلقتا من دبي في توفيرهما لخدمة التوثيق فالبيانات كلها يتم تحميلها على قاعدة بيانات سحابية يمكن للطالب الرجوع إليها وقتما أراد خاصة إن كان شركة فسيمكنه مراجعة الفواتير وهويات السائقين والمدن التي تم إرسال إليها شحنات معينة، بالإضافة لخدمة التخزين لبعض الوقت قبل النقل لمكان آخر. ويقدر رأسمال الشركتين العاملتين في دبي بحوالي مليون درهم إماراتي.
ومثلما شجعت شركة “أوبر” السائقين على تشغيل العديد من السيارات لصالحهم، صار سائقو النقل يشترون المزيد من السيارات لتشغيلها تبعا لخدمة “تراكر” التي شهدت نموا كبيرا لتعمل في كل أنحاء دولة الإمارات مع بعض الرحلات العابرة للحدود إلى المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. وهي تخطط الآن لإطلاق الخدمة رسميا وبشكل كامل في السعودية قبل نهاية العام.
يوضح بيسواس: “كنت في البداية أدعو السائقين إلى الطعام حتى يكون هناك وقت للدردشة فأعرف كيف يعيشون حياتهم كما أركب معهم سيارات النقل لأقف على كل تفصيلة صغيرة تفرق معهم للخروج بخدمة تعمل على تحسين أوضاعهم المعيشية. سياستنا كانت دوما عدم قبول سائقين إلا إذا دعت الحاجة حتى يبقى الحافز لدى العاملين معنا ويحققوا دخلا جيدا لتحصيل أكبر منفعة ممكنة”. ويتم الدفع مستحقات السائقين عن الرحلات كل أسبوعين إذا ما دفع العملاء إليكترونيا، أما بالنسبة للمدفوعات الكاش فيتم تحصيل أجرتهم مباشرة.
وتشترك الشركات الثلاث في تقديم تدريبات للسائقين. يقول إيلي التوم، الرئيس التنفيذي لـ”يلا بيك أب”، إن لديهم قرابة 50 سائق لديهم رخصة قيادة ويستطيعون التحدث باللغة الإنجليزية موضحا أن من ضمن الاشتراطات للقبول أن يتم النظر في تاريخ السائق للبحث عن أي حوادث. أما في “تراكسل” فالمعيار هو الثقة والقيادة الآمنة والتواصل المحترم، كما يتم تقييم كل سائق من قبل المستخدم بعد كل رحلة لاستبعاد أي سائق يقل تقييمه إجمالا عن المستوى المطلوب.
وتوفر “تراكر” و”يلا بيك أب” ميزة التأمين على المنقولات بتكلفة إضافية، بينما تسمح “تراكسل” للمستخدم بالاستعانة بشركة تأمين خارجية للتأمين على المنقولات. يقول علي المصري، الرئيس التنفيذي لـ”تراكسل”: “لو فقد أو تعرض أي من المنقولات للتلف أو الكسر بسبب القيادة المتهورة للسائق فسنتخذ كافة الإجراءات القانونية لمقاضاة السائق”.