ايمان مصطفى – خاص
رغم انتشار مواقع إلكترونية للتعارف بغرض الزواج بين المسلمين، إلا أن أيًا من تلك المواقع لم يستطع أن يُحكم الرقابة على الحسابات المزيفة للمستخدمين، الأمر الذي أعاق تحقق الغرض من أهداف تلك المواقع.
“شاهزاد يونس” هو باكستاني الأصل مقيم في لندن، قرر إطلاق “Muzmatch“ كأول تطبيق على نظاميّ تشغيل أندرويد وiOS في أبريل 2015، يستهدف التعارف (مُحكم الرقابة) بين المسلمين والمسلمات بهدف الزواج.
بعد عام على الإطلاق، انضم ريان برودي ليونس، كشريك مؤسس ومدير تقني، وقررا أن يشقّان طريقهما معاً نحو تسويق تطبيقهما بين الجالية الإسلامية في المملكة المتحدة.
قرر المؤسسان سد الثغرة الرئيسية التي تواجه المسلمين نحو التعارف الجاد على الانترنت، بتوفير عدة مزايا. تضمن ذلك:-
- إمكانية عدم الكشف عن هوية المستخدمات إلا بناءً على طلبهن.
- إمكانية تعيين حارس شخصي افتراضي لأي مستخدمة حسب الطلب.
- إمكانية دخول مِحرم للمستخدمة أثناء المحادثة.
- تحظى المستخدمات بمزايا أكثر تساعدهن على التحكم في خصوصية ملفاتهن.
- حظر أي مستخدم يتم الإبلاغ عن التشكك في هويته من قبل مدراء المنصة.
- تزويد التطبيق بأجهزة استشعار للتعرف على أية ألفاظ مسيئة.
- تزويد النساء بخواص إضافية في التحكم في من يراسلوهن.
- يطلب النظام من المسخدم التحقق من هويته أثناء التسجيل، عبر البريد الإلكتروني وبطلب إرفاق صورة “سيلفي” بملفه، للتحقق من الصورة.
- يطلب النظام من المستخدمين من الجنسين اختيار أسباب تعطيل أو إلغاء ملفاتهم، ليتمكن من حصد عدد مرّات التعارف الناجح.
بالفعل أتت ثمار تطوير المنصة بتلك المزايا ثمارها، وحصد “Muzmatch” منذ إطلاقه حتى الآن 25 ألف مستخدم مسجل، متوسط أعمارهم 27 عامًا. وينمو الموقع 10% شهريًا، حسب تصريحات المؤسسين.
كما وجذب 200 ألف زيارة، وساهم في إتمام نحو 600 زيجة من 160 دولة “إن لم يكن أكثر، لأن ليس كل المستخدمين يحرصون على مراستلنا بعد إتمام الارتباط رسميًا”، يقول يونس في حواره لـ “انتربرنور العربية”.
يأتي نصف مستخدمي “Muzmatch” من بريطانيا، والثلث من كندا واستراليا وجنوب أفريقيا. كما جذب التطبيق مستخدمين من الأردن والسعودية والإمارات والعراق ومؤخرًا من مصر، “بعدما تحدث الداعية عمرو خالد عن التطبيق في إحدى حلقات برامجه، مما ساعدنا على الانتشار في بلد الـ100 مليون نسمة دون أي مجهود تسويقي من جانبنا”، حسب يونس.
تتركز مجهودات المؤسيين تسويقيًا على المسلمين في بلاد الغرب، “لأن مجتمع الجاليات يصعب على أفراده العثور على شركاء الحياة، نظرًا لقلة الأعداد التي لا يزيد إجماليها عن 60 مليون، والمنتشرة عبر قرى ومدن قد تكون في نفس الدولة، كما هو في الحال في كندا وبريطانيا”، يوضح يونس.
لا يتطلب الاشتراك بالتطبيق أو تحميله أي رسوم، ولكن يتم طلب رسوم إضافية لكل باقة من المميزات. يتضمن ذلك منح المستخدم المميز مرّات تصفح غير محددة لملفات المستخدمين الآخرين، بينما يمكن للمستخدم المجاني تصفح 100 ملف فقط يوميًا. كما يقوم النظام بترشيح الملفات المناسبة للمستخدم المميز، وفقاً لبيانات ملفه المُسجلة.
ومنذ شهر أبريل الماضي وحتى الآن، تمكن “Muzmatch” من تحقيق عوائد كافية لتغطية مصروفاته.
وفي يونيو الماضي، حاز “Muzmatch” على تمويل تأسيسي من مسرّعة أعمال YCombinator الأمريكية، كما وسافر يونس إلى أمريكا مطلع الشهر الجاري لإغلاق الجولة الأولى بقيمة مليون دولار من مجموعة من المستثمرين وصندوق استثمارات “الراي كابيتال” Alrai Capital الأمريكي.
وعن أسباب اهتمام مستثمرين أمريكيين بشركة ناشئة تخاطب المسلمين حول العالم، يقول يونس: “المستثمر لا يهتم إلا بمعدل العائد على الاستثمار، وهم يعرفون حجم السوق فيما يتعلق بالمسلمين، ولاسيما أن الشرع الإسلامي ينظر إلى الزواج كخطوة لإتمام الدين، وإذا كانت التكنولوجيا أصبحت عنصرًا لاختيار الملابس والإلكترونيات والمأكولات والأصدقاء، فلا عجب أن تلعب دورًا في اختيار شريك الحياة أيضًا”.
الآن، يعتزم المؤسسون توجيه مبالغ التمويل للمزيد من التطوير التقني، وإتاحة التطبيق بكل اللغات، وتعيين فريق عمل في مختلف التخصصات.
“توفير منصة للتعارف بين المسملين بغرض الزواج يعتبر مهمة ليست سهلة على الإطلاق، إنها سلاح ذو حدّين، ولاسيما أن نصف عدد المسملين حول العالم أعمارهم تقل عن 30 عامًا، ويحتاج الأمر إلى جهد مستمر على صعيد التطوير التقني لنضمن أن أهدافنا تتحقق كما رسمناها”، يختتم يونس حواره.