ايمان مصطفى – خاص
يشعر العديد من رواد الأعمال بالقلق حين يتعلق الامر بمرحلة التمويل الأولى، فالحصول على تمويل ليس بالأمر السهل.
ففي ظل وجود العديد من الشركات الناشئة، يميل المستثمرون من أصحاب الخبرة إلى التحقق جيدًا من الفرص المتعددة المقدمة لهم.
ومن أجل فهم كيفية اختيار المستثمر للشركة التي يضع فيها أمواله، ينبغي فهم الأولويات التي يبحث عنها في الأساس، وفيما يلي نسرد بعضًا من أولويات المستثمرين في كل شركة.
هل تقدم الشركة حلًا لمشكلة فعلية؟
هذا هو السؤال الأول الذي يطرحه المستثمر، لأنه يتعلق بحجم السوق، فإذا كانت الشركة لا تحل مشكلة تهم العديد من الأشخاص، فإنها لن تصل إلى كثيرين، ولن تكون مصدر جذب للاستثمار بها.
يرغب المستثمر في أن يرى أرقام حقيقية تساعده على تحديد حجم السوق، وليس مجرد إحصاءات عامة.
فمن أجل أن تنمو الشركة يجب أن يكون هناك عدد كبير من الأشخاص الذين يريدون شراء المنتج أو الخدمة، لأنها تحل مشكلة محددة لديهم.
لذلك يجب أن يتأكد رائد الأعمال أن لديه فكرة قوية بالنسبة لحجم السوق الذي يستهدفه، قبل أن يتحدث مع المستثمر.
هل تخاطب الشركة أشخاص لهم وجود فعلي؟
يعني ذلك أن المنتج أو الخدمة التي تقدمها الشركة يجب أن تتناسب مع ذوق الجمهور في السوق، فلا يريد المستثمر وضع أمواله في منتج لا يصلح للسوق.
من أجل عدم حدوث ذلك ينبغي على رائد الأعمال أن يكون مدركًا أنه يحتاج إلى إجراء الكثير من الاختبارات على الجمهور، للتأكد أن منتجه يناسبهم.
ومن المهم أن يدرك أيضًا أن ردود أفعال الجمهور سوف تساعده كثيرًا في تطوير منتجه وفي بدء العمل، وأن يفهم أن عليه التكيف باستمرار، وإدخال التغييرات لإبقاء المنتج صالحًا للجمهور ومرغوبًا به في ظل المنافسة الشرسة.
فالمستثمر يرغب في رؤية رائد الأعمال يسعى لتطوير منتجه دائمًا، قبل أن يقرر العمل معه.
هل فريق العمل مناسب؟
من بين الأشياء المهمة التي يضعها المستثمر في اعتباره هي قوة فريق العمل، لأن ذلك يؤثر بشكل مباشر على مسار الشركة.
يتم تقييم فريق العمل من خلال بعض المعايير مثل التعليم، الخبرة العملية السابقة، المهارات التكميلية، تجارب الفشل السابقة في الشركات الناشئة، وتجارب العمل مع أكبر الشركات التكنولوجية.
من المهم أن يكون لدى فريق العمل الاستعداد للاستماع إلى الآراء، فالشركات الناشئة تعتمد بالأساس على التغذية المرتدة وآراء الجمهور، فإذا شعر المستثمر أن الفريق ليس لديه استعداد للاستماع للآراء، فكيف سيضمن أنه سوف يستمع إلى آراء الجمهور.
يبحث المستثمر أيضًا عن فريق يمكنه العمل والتعامل معه، وعن فريق حريص على التعامل مع المستثمر.
هل تنمو الشركة بمعدل واضح؟
يولي المستثمر أهمية كبيرة لنمو الشركة، الذي يتمثل في أمرين، الأول نمو الإيرادات، أو نمو المستخدمين النشطين.
يريد المستثمر أن يرى نموًا في أحد الأمرين على الأقل إن لم يكن في الأثنين.
في مرحلة البذور وما قبلها، ينظر المستثمر إلى النمو على أساس أسبوعي، لأنها تعطيه فكرة عن عدد مرات نمو الشركة خلال عام، خاصة كلما كان معدل نموها الأسبوعي أفضل.
لا يمكن للمستثمر أن يتخذ قرارًا بالاستثمار دون أن يكون هناك نمو، لذلك ينبغي على رائد الأعمال أن يتأكد أنه يحقق جذبًا للجمهور من اليوم الأول، من خلال استخدام الأدوات التحليلية العديدة المتاحة.
هل التوقيت مناسب لإطلاق المشروع؟
يقول بيل جروس مؤسس شركة “Idea Lab” إنه نحو 42% من نجاح الشركات الناشئة يرجع إلى اختيار التوقيت المناسب.
فموقع “ماي سبيس” الذي تم إطلاقه عام 2003 وضع الأساس لتغيير سلوك مستخدمي الإنترنت، وجعلهم أكثر نشاطًا واجتماعية على الإنترنت.
كما استفاد موقع “فيسبوك” – حين تم إطلاقه بين 2004 و2005 – من النمو المتزايد للإنترنت، وانتشاره عالميًا في ذلك الوقت.
فالمستثمر يفكر فيما إذا كان توقيت إطلاق المنتج أو الخدمة توقيتًا مناسبًا، ويجب أن يكون رائد الأعمال على استعداد لسؤاله عن ذلك، وأن يكون لديه إجابات واضحة ومحددة على هذه الأسئلة.
هل تحقق الشركة عنصر الجذب التجاري؟
من الأمور الهامة التي تجذب المستثمرين أن يكون رائد الأعمال قد بدأ بالفعل في إتخاذ الإجراءات لبناء مشروعه، ولا يكون خططه مجرد كلام مرسل.
فمن المهم أن يبين رائد الأعمال للمستثمر أن هناك مستخدمين للمنتج بالفعل في السوق، وهناك آراء إيجابية عنه، ومن الأفضل أن يكون الكلام مدعومًا ببيانات حقيقية.
ما هو سعر شراء السهم؟
يتعلم المستثمرون أصحاب الخبرات عدم شراء الأسهم في الشركات الضخمة بمجرد طرحها بأسعار كبيرة.
فعلى سبيل المثال عند طرح أسهم “فيسبوك” للاكتتاب العام في مايو 2012، كان سعر السهم 38 دولارًا، وتهافت الجميع لشراء الأسهم، إلا أن سعر السهم انخفض إلى 19 دولارًا، أي انخفض بنسبة أقل من 50%.
حدث الأمر نفسه مع شركة “إيباي”، حين اشترى المستثمرون أسهمها وقت زيادة الطلب عليها عام 2004، والتي شهدت انخفاضًا أيضًا بنسبة 81%، قبل أن يعاود السوق استقراره.
لذلك من الأفضل بالنسبة للمستثمرين الانتظار حتى يقل الطلب على الأسهم، وتبدأ في التداول بأسعار معقولة.
عوامل أخرى
هناك لحظة محددة يتخذ فيها المستثمر قرار الاستثمار، قد تتوقف هذه اللحظة على وجود خلفية مشتركة بينه وبين رائد الأعمال مثل العمل المشترك أو التجربة التعليمية.
وقد ترجع إلى شعور المستثمر بإعجابه برائد الأعمال والرغبة في العمل معه، أو تكون انطباع لديه بأن المستثمر يتطور.
فالخلفية الشخصية للمستثمر ورائد الأعمال يمكن أن تكون فرصة لتكوين أرضية مشتركة بينهما، تساعد على إتخاذ قرار الاستثمار.