خاص – ايمان مصطفى
تشهد الكويت في الفترة الآنية طفرة من حيث نمو عدد الشركات الناشئة بها، ولاسيما منذ إنشاء الحكومة لصندوق الكويت الوطني لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة بإجمالي رأس مال حوالي 7 ملايين دولار في 2013.
لعل تزامن بداية أزمة انخفاض سعر النفط وتأثيرها على الاقتصاد الكويتي المحلي بشكل مباشر، هو السبب الرئيسي وراء توجه الحكومة الكويتية للاهتمام بالمشروعات الناشئة، اعتبارها المخرج الاقتصادي الآمن المحتمل للبلاد.
استديو “ايه بلس ديزاين” A+Design لخدمات التصاميم الدعائية والمعمارية والإنشائية مجتمعة، هو أحد الشركات الناشئة التي يدعمها الصندوق الوطني بالكويت، والتي كان لنا الحوار التالي مع أحد مؤسسيها؛ فيصل عبد العزيز العوضي.
حدثنا عن خدمات شركتكم؟
العوضي: “نسعى في “ايه بلس ديزاين” إعادة تعريف صناعة التصاميم بمفوهمها الشامل، بإلغاء الحواجز بين المعمار والتسويق والإعلام الرقمي، إذ ندمج تلك الخدمات الثلاثة عن طريق مجموعة من العاملين بنظام الدوام الحر والمتعاونين”.
“الشركة عبارة عن استديو تصاميم صغير بالكويت، يقدم حلولًا تصميمية متعددة. يحظى استديو “ايه بلس ديزاين” بفريق مكون من 15 فردًا من المبدعين القادرين على تقديم حلول مبتكرة متكاملة لعملائنا من أصحاب الشركات”.
كيف كانت البداية؟
العوضي: “انطلقت أعمال استديو “ايه بلس ديزاين” عام 2010، بمساعدة فريق محترف من العاملين المتعاونين بنظام الدوام الحر. توسع القائمون على الاستديو بأعماله، لتشمل المعمار وتصاميم الجرافيك وتصاميم الويب”.
“كنا في البداية نتعاقد مع المشروعات بشكل منفصل، لكننا اكتشفنا حاجة في السوق لشكل أكثر تكاملًا من الخدمات. أسسنا شركتنا في 2016، ونستعد لاستئجار مقرًا أكبر وإطلاق موقع جديد بنهاية العام الجاري”.
هذا وقد تأسس المشروع على يد كلِ من العوضي (مهندس معماري)، بالشراكة مع أحمد يوسف دابول (مصمم جرافيك)، وآرجان (مصمم جرافيك) أيضًا، وجميعهم يتمتعون بخبرة في مجالهم 8 و10 و4 سنوات على التوالي.
ما هي شريحتكم المستهدفة؟
العوضي: “تقدم الشركة خدماتها للشركات الصغيرة والمتوسطة. نقوم بخدمة تعهيد التصاميم المعمارية للشركات، إذ نوفر لهم دورة حياة سلسة لمشروعاتهم، بدايًة من أعمال البحث المنهجي، ووصولاً إلى التنفيذ على أسس علمية وفنية مبتكرة”.
كم عدد المشروعات التي أنجزتموها حتى الآن؟
العوضي: “تمكننا من إنجاز 40 مشروعًا منذ 2010 حتى الآن من مختلف الأحجام والقطاعات. يتضمن ذلك التصاميم التسويقية والديكورات الداخلية للشركات والمتاجر والمطاعم والمقاهي والمعامل. كما قدمنا الكثير من الدعم لمشروعاتنا لتحقيق تواجد قوي على شبكة الانترنت”.
كيف تقومون بالتسويق لخدماتكم؟
العوضي: “نسوق لخدماتنا عبر موقعنا الإلكتروني، وصفحاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي، ونعتمد في التسويق على الالتزام أمام عملائنا بالاحتفاظ بثقافتنا المحلية وهويتنا العربية، في ما نقدمه من تصاميم فنية تجمع بين الجمال والحس الفني”.
ما هو نطاق عملكم، محلي أم إقليمي؟
العوضي: “كانت نيتنا هي التركيز على السوق الكويتي المحلي، لكننا وجدنا فرصة متاحة في كلِ من الرياض ودبي وأبو ظبي، وهي مدن قمنا فيها بتنفيذ بضعة مشروعات بالفعل. من ثم قررنا افتتاح مقر في المملكة العربية السعودية خلال العاميّن المقبليّن، لننطلق منها إلى البحرين”.
كيف دعمكم الصندوق الوطني؟
العوضي: “حظينا بفرصة الحصول على تمويل من الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الكويت، وقد دعمنا بالتدريب وتنظيم الفعاليات، وسنقوم بالانتقال إلى مقرنا الجديد وتعزيز فريق العمل، بمساعدة تمويل الصندوق”
“في البداية، كنا نعتمد على التمويل الذاتي خلال فترة التعهيد، ومنذ أن حقق المشروع نقطة التعادل، حددنا شريحة عملائنا ضمن الفئة المميزة من الشركات، وبالفعل تحسنت الامور كثيرًا”.
ما هي ختطكم التسويقية؟
العوضي: “نعتمد على الانترنت بشكل رئيسي للتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إذ أنها الوسيلة الأكثر فاعلية والأقل تكلفة للوصول إلى عملائنا المستهدفين”.
“كما ونعتزم إضافة التسويق عن طريق تحسين محركات البحث والإعلانات على المواقع الإلكترونية وباستخدام “جوجل آدز”. وتبقى الوسيلة التسويقية الأكثر قوة وتأثيرًا هي السمّعة الحسنة التي تنتقل من عميل لآخر”.
ما هي أسباب تطور مشروعكم؟
العوضي: “لعل اعتمادنا على الدمج بين العلوم والفنون هو السر الحقيقي وراء تطور “ايه بلس ديزاين”، هذا بالإضافة إلى اعتمادنا بالشركة على التقنيات الحديثة”.
ما هي ميزتكم التنافسية؟
العوضي: “نعتبر أنفسنا رواد في مجال تقديم خدمات التصاميم المختلفة بنظام التعهيد، سواءً في الكويت أو في المنطقة بأكملها. ونحتفظ لأنفسنا بسمة أننا استديو صغير وسنظل كذلك لوقت ليس بقصير”.
“ورغم وجود العديد من المنافسين الآن، إلا أننا نمتلك أدولتنا من حيث التقنية والإبداع الفني التي تجعل مشروعاتنا مميزة أمام منافسينا، ولاسيما أننا ندمج في مشروعاتنا بين القدرة على توفير هوية مميزة لعلامات عملائنا التجارية، وبين فنون التصميم الداخلي وتصاميم الويب والتسويق على الانترنت، بينما يبرع كلُ من مافسينا في أحد هذه الفروع منفردة”.
ما هي أبرز التحديات التي واجهتكم أو لاتزال تواجهكم؟
العوضي: “إضافة إلى اعتمادنا التام في التسويق على الانترنت لمحدودية الإمكانات المالية، وهو ما يحدد قدراتنا في تكبير قاعدة عملائنا، لعل أبرز التحديات التي نواجهها باستمرار هي العثور على دور طباعة مميزة من حيث التقنيات المستخدمة، لتوفير الجودة التي نلتزم بها أمام عملائنا، مع الاحتفاظ بانخفاض تكلفة تنفيذ مشروعاتنا”.
“وهي المشكلة ذاتها التي نواجهها مع متعهدي البناء (شركات المقاولات)، ألا وهي عدم التقدم التقني. نتمنى أن الطلب المتزايد على الخدمات التقنية تمثل حافزًا كافيًا لشركائنا في النجاح لتقديم تقنيات أكثر تقدمًا للسوق المحلي والإقليمي أيضًا”.
“كما ويعد التباطؤ الاقتصادي أحد المشكلات التي تواجهنا الآن، إذ يؤثر انخفاض سعر النفط بشكل مباشر على قدرتنا على توقيع عقود أكثر وتحقيق مبيعات أكبر بالكويت، البلد القائم اقتصاديًا على تصدير النفط. فمعظم الشركات تأثرت بالأوضاع الاقتصادية الجديدة ، وهو الأمر الذي شجعنا على التحول إلى بعض بلدان المنطقة”.