دبي – خاص
بقلم آرون وايت، المدير الإقليمي لشركة “سيج” في الشرق الأوسط
في الأول من يناير عام 2018، ستدخل ضريبة القيمة المضافة حيّز التنفيذ للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبلا شك، فإن شركات الأعمال الصغيرة تشعر بالقلق حيال التأثيرات المالية والتشغيلية الناتجة عن التزامها بضريبة القيمة المضافة، خاصة وأنها قد اعتادت العمل في بيئة الأعمال منخفضة الضرائب.
وفي حين ستكون هناك تأثيرات على الأنظمة والبنى التحتية والمهارات والتدريب، لكن هناك أيضاً عدد من الفوائد للنظام الضريبي الجديد على الأعمال التجارية والاقتصاد.
الضغوط الاقتصادية
ولكن أولاً، دعونا نأخذ خطوة للوراء لفهم لماذا يتم تطبيق ضريبة الضريبة المضافة في المقام الأول.
على مر العقود، استفاد اقتصاد دول مجلس التعاون الخليجي من ارتفاع أسعار النفط، ومع ذلك، فإن انخفاض الطلب، وزيادة المنافسة العالمية، والانخفاض الكبير في سعر برميل النفط الخام، من ذروة قدرها 147 دولار في عام 2008 لتصل اليوم إلى حوالي 50 دولار، أجبر دول مجلس التعاون الخليجي على البحث عن مصادر أخرى للإيرادات لتنويع اقتصادها بحيث تظل قادرة على المنافسة عالمياً.
تُعد ضريبة القيمة المضافة أحد مصادر الدخل، ولأن موضوع الضرائب أمر غير مألوف في دول مجلس التعاون الخليجي، فقد تراودكم بعض الاستفسارات عن كيفية تأثيرها على نشاطكم التجاري الصغير والمتوسط.
ما هي ضريبة القيمة المضافة:
تُعرّف ضريبة القيمة المضافة بكونها ضريبة على استهلاك السلع والخدمات، وقد حُددت بنسبة 5% في جميع دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا المعدل هو الأدنى في العالم، حيث تفرض بعض البلدان ضريبة القيمة المضافة بنسبة تتجاوز 20%.
يتم تحصيل ضريبة القيمة المضافة في كل مرحلة من مراحل سلسة التوريد، من الشركة المُصنعة، إلى تاجر الجملة، إلى تاجر التجزئة، حيث يتم فرض ضريبة القيمة المضافة على الشركات في كل نقطة في السلسلة، على سبيل المثال، ترتفع قيمة القطن الخام عندما يتحرك ضمن سلسلة التوريد ليتم تصنيعه في نهاية المطاف إلى “تي شيرت”، أو إلى المنتج النهائي.
وسيتم إعفاء بعض القطاعات من دفع ضريبة القيمة المضافة، مثل قطاعات الرعاية الصحية والتعليم وبعض الأطعمة، وبعض أنواع المعاملات التجارية العقارية والنقل المحلي، ولكن قد تختلف هذه الإعفاءات بين البلدان الأعضاء، أما صادرات السلع خارج دول مجلس التعاون الخليجي فستصبح بنسبة صفر، مما يعني أنه يمكن للمصدرين المطالبة باسترداد الضرائب.
ما هي مزايا ضريبة القيمة المضافة؟
تعتبر ضريبة القيمة المضافة طريقة فعالة وشفافة للحكومات لزيادة إيراداتها، ويتوقع صندوق النقد الدولي أن تتمكن دول مجلس التعاون الخليجي عند تطبيق ضريبة القيمة المضافة من زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.5٪، مما سيساعد دول مجلس التعاون الخليجي على تنويع اقتصاداتها بعيداً عن النفط، ويُسهم في تنفيذ متطلبات الخدمة العامة.
كيف ستؤثر ضريبة القيمة المضافة على نشاطي التجاري؟
إذا كان حجم مبيعاتك السنوي يبلغ 375،000 درهم (أو ما يعادله في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى)، فستكون ملزماً بالتسجيل كمُكلّف بدفع الضرائب، أما إذا كانت أعمالك بنسة 50٪ من هذه القيمة، فيمكنك التسجيل طوعاً لضريبة القيمة المضافة، والتي لها مزاياها وعيوبها.
الشيء المهم الذي يجب ملاحظته هو أن ضريبة القيمة المضافة ليست نفقة من نفقات العمل ولكن هي التكلفة التي تصل في نهاية المطاف إلى المستهلك النهائي عندما يشتري المنتج، وتعمل الشركات بمثابة “وكلاء تحصيل “، تجمع الضرائب نيابة عن الحكومة، وبهذه الطريقة، فإنها تساعد على جعل الاقتصاد أكثر ازدهاراً وكفاءةً.
ومع ذلك، من المحتمل أن تكون هناك تكاليف غير مباشرة مرتبطة بالامتثال، والتي قد تؤثر على العديد من مجالات نشاطك التجاري، بما في ذلك التسعير والتدفق النقدي والتقارير المالية والمحاسبة الضريبية وسلسلة التوريد وعمليات الامتثال.
وفي حال عدم الامتثال للتكليف الضريبي ستكون التكلفة أكبر، وستحدد الغرامات بحد أدنى من 500 درهم إلى خمسة أضعاف قيمة ضريبة القيمة المضافة التي كانت ستُدفع عن الفترة المعنية، والمحددة بنسبة 5% من ضريبة القيمة المضافة، وهذا يعرضك كحد أقصى لمخاطرة دفع غرامة بنسبة 25% من المبيعات.
كيف يمكن أن ألتزم بدفع ضريبة القيمة المضافة؟
إذا لم تكن ملتزماً ضريباً بعد، فقد حان الوقت الآن للاستثمار في حل محاسبي يبسط عملية تحصيل ضريبة القيمة المضافة وحفظ السجلات وعمليات إعداد التقارير، ويؤدي إلى أتمته إصدار فواتير ضريبة القيمة المضافة باللغة العربية.
في حين أن لديك الوقت حتى 1 يناير 2018 لتكون ملتزماً تماماً، فقد تستغرق عملية الانتقال الكامل ما بين 9-12 شهر، لذلك، إن لم تكن قد فعلت ذلك بعد، فيجب عليك تفعيل خطط إتمام عملية الالتزام بضريبة القيمة المضافة في أقرب وقت ممكن.
على الشركات التي يجب أن تصبح ممتثلة لضريبة القيمة المضافة أن تعمل مع شريك تجاري موثوق به مثل “سيج” لإرشادها على مراحل التنفيذ والعمليات، لقد بدأنا بالفعل في إشراك وتثقيف شركائنا بشأن متطلبات ضريبة القيمة المضافة حتى يتمكنوا من مساعدة عملائهم لتجنب العقوبات.
ويتم اعتماد نظام فعال لضريبة القيمة المضافة قائم على المسؤولية المشتركة بين الحكومات والشركات والمستهلكين، حيث ستوفر الإيرادات الإضافية وسيلة فعالة للحفاظ على الخدمات العامة وجعل دول مجلس التعاون الخليجي دول ذات تنافسية عالمية تتمتع باقتصادات ذات تنوع حقيقي.
وعلى الرغم من أنه قد يكون أمراً شاقاً في البداية، فإن إعداد نظامك لتحصيل الضريبة على القيمة المضافة ودفعها إلى الحكومات ليس بالضرورة أن يكون عملاً هائلاً أو مكلفاً، فهناك أكثر من 150 دولة لديها أنظمة ضريبة القيمة المضافة. ومن خلال الشراكة مع مزود حلول لديه خبرة في هذه الأسواق، ستأخذ خطوة أولى ذكية لتصبح مُكلف ضريباً.