خاص: حنان سليمان
قد تغيب فكرة الخروج عن ذهن المؤسس وصاحب العمل لوقت طويل وكلما أثير الحديث بشأنها تصور أنها أمر مستبعد وربما مستحيل في حالته لأنه لن يترك عمله أبدا فهو يحب شركته مع أن التخطيط الصحيح للخروج يأتي مع بداية الشركة نفسها.
خلال الخمس سنوات الماضية، أظهرت دراسة عن عمليات الخروج أن هناك 60 صفقة بيع تمت لشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أشهرها “طلبات” و”فوري” و”سوق” و”أطلب”. كان أكبر هذه الصفقات من حيث العدد في 2015 بواقع 16 صفقة وأكبرها من حيث القيمة في 2016 بواقع مليار و270 مليون دولار وكانت الإمارات دوما في المقدمة. أما في 2017، فقد سجلت صفقات البيع حتى الآن 731 مليون دولار دفعت في ثماني صفقات.
في ضوء هذا، فإنه من الضروري التفكير مليا في استراتيجية الخروج قبل أن يحين وقتها حتى لا تتسرع في الخطوة لذا احرص على إعطاء نفسك وقتا كافيا للتخطيط لعدة سيناريوهات للخروج تقارن بينها لتختار الأفضل والأنسب لوضعك، فليس شرطا أن يكون المقصود بالخروج هو البيع والدخول في مشروعات وتحديات جديدة، بل ربما تكون قد وصلت لسن المعاش أو طرأت ظروف حياتية اضطرتك للانسحاب من شركتك.
وقد حدد معهد تخطيط الخروج Exit Planning Institute سبع خطوات لاستراتيجية خروج ناجحة، نعرضها لك مع التنبيه على أن المبادئ الثلاثة الحاكمة لاستراتيجية خروج فعالة هي تعظيم القيمة، تقليل المخاطر والإبقاء على السيطرة حتى يتم إتمام الصفقة بالكامل وحتى أخذ جميع مستحقاتك المالية.
1– حدد أهداف الخروج
أكتب أهدافك الشخصية والمالية من الخروج والموارد المتاحة لتحقيق كل هدف منهم. قد تشمل الأهداف توقيت الخروج أو عدد السنوات التي ترغب في قضائها في العمل قبل مغادرته أو التاريخ الذي ترغب فيه ألا تكون الشركة عملك الأساسي، حجم المال المرجو الخروج به ونوع المالك المستقبلي الذي ترغب أن يخلفك في إدارة شركتك.
قد يكون لديك أهدافا ثانوية مثل الحفاظ على بعض الموظفين في مواقعهم أو استمرارية ملكية العائلة للشركة أو إعطاء مبلغ للمشروعات الخيرية أو تطوير الشركة بشكل ما وإحداث نقلة نوعية بها أو ترك أثر معين.
اذا لم تكن مستعدا للتعامل بعقلانية تغلب العواطف فلن يمكن لأي مستشار أو متخصص في صفقات البيع مساعدتك.
2- عدّد الموارد المتاحة
قد تتضمن الموارد قيمة شركتك، دخلك الشخصي من أي مصادر أخرى غير شركتك مثل استثماراتك المختلفة وحجم السيولة النقدية لشركتك وقت خروجك والفترة التي تعقبها.
وعن طريق الأهداف والموارد معا، يسهل عليك تقييم كل سيناريو وضعته للخروج كما يسهل التفاوض حول الممكنات الواقعية بدلا من الآمال والطموحات.
3- احفظ قيمة شركتك
من المهم أن تستعين بأحد المتخصصين لتقييم الشركة ووضعها في السوق وتأكد أن كل سيناريوهاتك للخروج تتناسب مع القيمة المقدرة للشركة. يجب أن تعرف كيفية رفع قيمة الفائدة على ملكيتك، حماية قيمة الشركة التي أسستها عن طريق تحفيز والإبقاء على الموظفين الرئيسيين في ظل الإدارة الجديدة وإبقاء السيطرة لبعض الوقت حتى تستقر الأمور وحتى تأخذ كافة مستحقاتك، وأخيرا ضمان استمرارية الإيرادات كما هي. وقد حدد موقع “نظام بناء القيمة” Value Builder System، ثمانية مقاييس عليك اختبار شركتك فيها قبل أن تشرع في بيعها.
4- البيع لطرف ثالث
يتوقع الكثيرون أن طرفا آخر سيظهر ليعرض شراء الشركة لكن المشتري غالبا ما يكون من داخل الشركة، ولكن اذا حدث، فاعلم كيفية نقل الملكية من دون خسارة تعظيم مكاسبك المالية والتقليل من المخاطر.
5- البيع الداخلي
البيع لشركاء أو أفراد من العائلة أو موظفين رئيسيين وهم غالبا من سيعرض شراء شركتك. كن واعيا لنقل الملكية من دون خسارة السيطرة على الشركة حتى تحصل كافة مستحقاتك المالية من عملية البيع ومع دفع أقل ضرائب ممكنة.
وتذكر أن الحافز الأساسي أن الموظف أو القريب أو الشريك المشتري لن يحتاج لمال عند الشراء أو سيدفع القليل جدا معتمدا على السيولة النقدية للشركة في سداد الباقي، مما يعرضك بالطبع لخطر عدم تحصيل كافة المبالغ المتفق عليها، لذا عليك وضع توقعات للسيولة النقدية بالشركة لضمان حقوقك المالية.
ولو كان المشتري عدة موظفين بالشركة بنظام الحصص على أن يتولى موظف أساسي ادارة العمليات، فالأفضل أن يجعلوك (المالك القديم) على صلة ما بالعمل. هذا الوضع مشجع للموظفين لأنهم يشترون حصة من الشركة بثمن مخفض بينما تحصل أنت على مستحقاته المالية كلها عند إتمام الصفقة، وإن كان عادة ما يرغب الموظفين الرئيسيين في شراء الشركة كلها أو الحصة الأكبر بالشركة.
6- خطط لاستمرارية الشركة
وضع خطة طوارئ يضمن استمرارية الشركة اذا لم تستمر أنت.
7- ضع خطة طوارئ للعائلة
وهذا يضمن لعائلتك عيشة كريمة بالدخل المطلوب اذا ما غبت عنهم.