دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
ظل الدولار الأميركي في حالة من الدفاع عن النفس قبل يومين بعد أن سجل تراجعات على خلفية تزايد حالة عدم اليقين بشأن حصول رفع إضافية للفائدة في 2017 والأجندة المالية للرئيس الأميركي ترامب بعد أن ألغى المجلس الصناعي ومنتدى الاستراتيجيات والسياسات.
وقد كانت حالة الشقاق بين ترامب والشركات الكبرى في أميركا أحدث ضربة لإدارتة التي تمر بحالة متزايدة من الضعف، ولن أفاجأ إذا ما خسر المزيد من الدعم من القادة الجمهوريين نتيجة لعدم تجاوبه بالطريقة المناسبة مع الهجوم المميت في تشارلوتس فيل. ورغم أن هذا لا يعني بالضرورة بأن إصلاحاته المالية قد غيّبها الموت، إلا أن هذا الأمر على الأقل سيُبطئ من تقدّمها، وهذا خبر سيء للأسهم والدولار على حدّ سواء.
فقد أظهر محضر الاجتماع الأخير للفدرالي وجود حالة من الاختلاف في الآراء بخصوص وتيرة رفع الفائدة. ففي حين يشعر البعض بالقلق بخصوص التراجع الحاصل مؤخراً في التضخّم، يخشى آخرون من أن يقود هذا التشديد في سوق العمل إلى ارتفاع الأسعار بحيث يكون القطار قد فات الفدرالي. لكن المحضر أظهر أيضاً بأن هناك دعماً للبدء بتقليص الميزانية البالغة 4.5 ترليون $ وهو أمر قد يُعلن في اجتماع شهر سبتمبر/ أيلول. وما كان يجب أن يكون هذا الانقسام بخصوص الرفع المقبل للفائدة مفاجئاً بسبب الاختلاف في الآراء التي سمعناها من أعضاء الفدرالي خلال الأسبوع الماضي، لكن الأسواق شعرت بأن المحضر قد كان متساهلاً نوعاً ما، الأمر الذي قاد إلى تراجع في الدولار وعوائد السندات الأميركية. وما لم تبدأ الأسعار بالارتفاع، فإن الفدرالي من غير المرجح أن يرفع الفائدة مجدداً هذا العام، وسيظل الدولار معرضاً للضغوط. ولهذا السبب فإن المستثمرين يجب أن يراقبوا مؤشر أسعار المستهلكين ونفقات الاستهلاك الشخصي وبيانات الأجور في الأشهر المقبلة.
كما استفاد الجنيه الاسترليني من ضعف الدولار حيث ارتفع فوق مستوى 1.29 بعد أن وصل إلى أدنى مستوى في 5 أسابيع. لكن الأمر لم يكن مرتبطاً بضعف الدولار فقط. فسوق العمل لا تزال تبدو في وضع مثالي على الرغم من الدراما التي يتسبب بها البريكست حالياً. فقد تراجع معدل البطالة في المملكة المتحدة إلى أدنى مستوى في 42 عاماً، حيث وصل معدل العاطلين عن العمل إلى 4.4%. والأهم هو أن الأجور نمت إلى 2.1% من 2% مما يشير إلى أن سوق العمل المتشددة قد بدأت تؤثر على الرواتب. وعلى الرغم من أن الأجور الحقيقية تقع في المنطقة السالبة بعد أن نأخذ تأثير التضخم بالحسبان، إلا أن الرقم يتحسّن بما أن التضخم قد وصل إلى الذروة في مايو/ أيار.
وسوف نعلم اليوم ما إذا كان التحسن في البيانات سينعكس في العادات الإنفاقية للمستهلكين أم لا. فالبيانات السابقة لم تكن مشجّعة حيث أظهر مؤشر (BRC) بأن الإنفاق الاختياري تراجع 0.7% خلال فترة الأشهر الثلاثة حتى يوليو/ تموز، وبالتالي فإن أي مفاجآت إيجابية من المرجح أن توفر الدعم الإضافي للجنيه. ومن المتوقع صدور محضر آخر اجتماع للبنك المركزي الأوروبي وسوف يعلم المتداولون ما إذا كان البنك يشعر بالقلق بخصوص آخر نوبة من الارتفاع في اليورو أم لا.