بقلم عمر البوسعيدي، مؤلف كتاب التطوير الذاتي “Just Read It”
تعتبر النظرة الإيجابية والسعي المستمر وراء السعادة والنمو الشخصي من الضرورات الأخلاقية الأساسية في الحياة اليومية، حيث تلعب هذه العوامل دوراً كبيراً عندما يتعلق الأمر بالتطوير الذاتي. ولكن ما هو التطوير الذاتي؟ وكيف يمكن للمرء أن يبدأ بتطوير ذاته؟ وما الذي يتطلبه الأمر للوصول إلى أهدافه على هذا الصعيد؟
يبدأ التطوير الذاتي أو الشخصي عندما يركز المرء على مجالات معينة لتطوير ذاته؛ وغالباً ما يبدأ ذلك مع الوعي الذاتي والقدرة على تغيير عاداتك.
ولبدء مسيرتك على طريق تطوير الذات، تكمن الخطوة الأولى في تحديد وإدراك وإرادة السعي للوصول إلى أفضل نسخة من ذاتك.
بالنسبة لشخص مثلي يبدأ جدول أعماله من ساعات الصباح الأولى ويستمر حتى وقت متأخر من اليوم، أقوم بمتابعة مسيرتي في تطوير ذاتي عبر مجالات التحسين التي أطلق عليها اسم “الركائز” وسأذكر خمساً منها على سبيل المثال لا الحصر وهي الجسدية، والفكرية، والاجتماعية، والمالية، والروحية. وبمجرد اتخاذك القرار بتطوير ذاتك، تتمثل الخطوة التالية في تحديد أي من الركائز قادر على إظهار أفضل ما لديك، ومن ثم التركيز أولاً على تطوير الركائز الأدنى في قائمتك هذه.
كما أن تحديد أولويات الأهداف يجعلك تقطع شوطاً طويلاً عندما يتعلق الأمر بالتطوير الذاتي. ومن الضروري أيضاً وضع الأهداف وفهم ما تريد إنجازه وكيفية إنجازه. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب بمتابعة الدراسة لتحصيل شهادة الماجستير بحلول عام 2018، يجدر بك العمل لتحقيق ذلك على الفور قبل فوات الأوان.
كتاب “Just Read Itأ”، هو دليل يومي حول التطوير الذاتي يلامس مجالات التطوير الرئيسية بما في ذلك:
من الأفضل لك إيجاد نظام دعم قوي خلال مسيرتك. فالمرشد الشخصي يمكنه المساعدة بتقديم التوجيه والدعم اللازم لك فيما تعمل لتحقيق هدفك، ويساعدك ذلك في امتلاك مهارات التركيز التي تحتاجها للبقاء على المسار الصحيح.
احصل على الإلهام – فقط اقرأ
الكتب هي مصادر الحكمة، وكلما قرأت مزيداً من الكتب زادت حكمتك. وأنا شخصياً ألهمتني قراءة السير الذاتية عندما كنت أعمل على تطوير ذاتي وتحقيق أهدافي الشخصية. ويمكن لتجارب الحياة والدروس المنشورة في هذه الكتب أن تصبح مصدراً للتحفيز والمعرفة خلال مسيرتك.
وداعاً لمنطقة الراحة
إن الخروج من منطقة الراحة لا يساعد المرء فقط على تعزيز ثقته بنفسه، وإنما يساهم كذلك في تحديد فرص تطويره الذاتي. ويكون ذلك بتطوير مهارات التواصل مع الآخرين من خلال التفاعل المستمر مع أشخاص جدد، وتعزيز الثقة بالنفس من خلال التطوع للتحدث في المناسبات التي تستضيفها المدارس والجامعات والمؤسسات.
المراقبة
تساهم البيئة والأشخاص المحيطين بك إلى حد كبير في عملية التطوير الذاتي. وتتيح لك مراقبة بيئتك وأصدقائك وعائلتك فهم نقاط قوتك وضعفك الحقيقية. تذكر أن الجميع لديه مخاوف: الخوف من المجهول، الخوف من التحدث أمام جمهور، الخوف من المجازفة…الخ، ومخاوفنا هذه هي التي تبقينا في مكاننا وتمنعنا من التطور. وما عليك للتغلب على مخاوفك سوى مواجهتها واعتبارها مجالات للتطور.
أهلاً بالتغيير
إن عملية التطوير الذاتي ترتكز برمتها على التغيير المستمر، فتبني نهج ثابت للتطور قد يعيق نموك ويدفعك بعيداً عن أهدافك.
إننا كأفراد نواصل النمو والتطور داخل مجتمعاتنا، مما يجعل التركيز على التعلم المستمر مدى الحياة أمراً ضرورياً. وكلما عملنا على تطوير أنفسنا، كلما جعلنا عالمنا مكاناً أفضل لنا وللأجيال القادمة.