دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
بعد أن مؤشر (S&P 500) أكثر التراجعات الأسبوعية حدّة منذ شهر مارس/ آذار، تشير العقود الاجلة الآن إلى افتتاح إيجابي للأسهم الأميركية. كما ارتفعت الأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في أول يوم تداولات في الأسبوع مع تراجع التوترات السياسية بين واشنطن وبيونغ يانغ التي ظلت قائمة حتى نهاية الأسبوع.
وفي الأسبوع الماضي، تجاهل المستثمرون البيانات بالكامل، والتفتوا إلى حرب ترامب الكلامية مع كوريا الشمالية. فتهديداته بـ”النار والغضب” والحديث عن “السلاح الملقّم” في حال أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً، كانت وراء الارتفاع الحادة بنسبة 70% في مؤشر التقلبات والمخاوف (VIX)، والعمليات البيعية في الأسهم والهروب نحو الملاذات الآمنة. ورغم أن العمليات البيعية كانت محتواة، ولم تتجاوز الخسائر نسبة 1.5% في معظم المؤشرات الرئيسية، إلا أن المستثمرين زادوا من المخصصات النقدية ومراكز التحوّط لحماية محافظهم.
وقد ساعدت التصريحات الصادرة يوم الأحد من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مايك بوميو ومستشار الأمن القومي ماك ماستر في تهدئة مخاوف المستثمرين. فقد اتفقا كلاهما على أن المواجهة العسكرية مع كوريا الشمالية لم تكن وشيكة وبأن هناك إمكانية لتجنّب النزاع. ومن المرجّح أن تتراجع التوترات بين البلدين بعد هذا الاحتدام المفاجئ. ولكن بما أنّ يوم غد سيشهد احتفال كوريا الشمالية بعيد التحرير، فإن المستثمرين يظلون في حالة من الدفاع بما أنّ كوريا الشمالية تستغل هذه المناسبات الكبرى عادة لإطلاق تصريحات استفزازية، وربما القيام بأنشطة استفزازية حتّى.
وقد سجل الذهب تراجعاً طفيفاً بعد أن ارتفع يوم الجمعة إلى أعلى مستوى في شهرين حيث وصل إلى 1.291$. وأنا أعتقد بأن التوترات الجيوسياسية ليست فقط هي ما يبقي الذهب عند هذه المستويات المرتفعة، وإنما أيضاً ضعف أسعار المستهلكين في أميركا. فعلى الرغم من تسجيل أسعار المستهلكين للارتفاع خلال شهر يوليو/ تمّوز، إلا أنها لا تزال عند مستوى 1.7% وهو رقم بعيد عن مستهدف الفدرالي عند 2%. ومن المرجّح أن يصبح مسؤولو الفدرالي أكثر حذراً بخصوص المزيد من التشديد في السياسة النقدية في 2017، مما سيقدّم الدعم المطلوب للمعادن الثمينة. ولكن عندما ننظر إلى الرسوم البيانية والفنية، فإن الذهب يأخذ شكلاً ملفتاً كقمّة ثلاثية (triple top). وهناك حاجة إلى كسر حاجز 1.295$ للحيلولة دون دخول الدببة الذين قد يرسلون الأسعار إلى مستوى 1.200$.
وثمّة سلعة أولية أخرى من الجدير أن نراقبها عن قرب ألا وهي النفط الخام. فعندما ننظر إلى التحركات السعرية في الآونة الأخيرة، فإنها قد تبدو مثيرة للضجر. فقد ظل خام برنت عالقاً في نطاق عرضي بين 51.8 – 53.64$ خلال آخر 12 يوماً من التداولات. لكن أسعار عقود أكتوبر/ تشرين الأول أعلى مقارنة مع عقود التسليمات خلال الأشهر الستة التالية وهي حالة تعرف باسم “باكورديشن” (backwardation). كما هو معلوم. وإذا لم يكن هذا التحرك قصير الأجل، وإذا لم تعد الأسعار إلى حالة “الكونتانغو” (contango)، فإن ذلك قد يشير إلى أن الأسواق بدأت أخيراً تظهر علامات على عودة التوازن.
وقد خيّبت الصين الآمال اليوم في جميع البيانات الاقتصادية الصادرة. فقد جاءت مبيعات التجزئة، والاستثمارات في الأصول الثابتة، والناتج الصناعي كلها أقل من توقعات السوق. لكن الأرقام لم تكن سيئة بما يكفي للتسبّب بحالة بيعية في الأسهم الصينية.
ويجب على المتداولين في العملة اليوم الالتفات إلى الأسهم والسياسة بما أن قوائم البيانات الاقتصادية في كل من أميركا والمملكة المتحدة تخلو من أي بيانات تقريباً، فالرقم الوحيد المنتظر صدوره هو الناتج الصناعي لمنطقة اليورو.