**خطط لفتح مراكز في مخيمات لاجئين عربية وأفريقية
**ميزانية كل مركز من 600 ألف – مليون و200 ألف دولار ويحتاج قرابة 18 شهرا لتحقيق الاستدامة
خاص: حنان سليمان
قرابة ثلاثة أعوام عملت فيها Startup Cup وهي مسابقة دولية في ريادة الأعمال كبرت لاحقا إلى شركة غير ربحية باسم Griffin Works ، على فتح خمسة مراكز نسائية لريادة الأعمال تحت اسم We Create في باكستان وكينيا وفيتنام وزامبيا وكمبوديا وتخطط حاليا للانتشار في مخيمات لاجئين عربية وأفريقية. المشروع الذي تموله الخارجية الأمريكية يهدف لتحسين حياة النساء وتدريبهن على إدارة الأعمال بدءا من الفكرة وحتى خروج المنتج أو الخدمة للسوق والتوسع والنمو في مرحلة لاحقة. حول هذا المشروع، حاورنا المصرية داليا السعيد، نائب الرئيس التنفيذي لشركة Griffin Works:
**قرابة عامين تتنقلين فيهما من بلد أفريقي لآخر.. ماذا كانت توقعاتك عن القارة السمراء وماذا وجدت في أرض الواقع؟
كنت أتوقع أن أنزل من الطائرة على الأحراش لأتعامل مع أناس جهال بلغة الإشارة لكن الحقيقة أنهم يتكلمون اللغة الإنجليزية أفضل من كثير من العرب. التعليم في كينيا أفضل من كل الدول العربية وهو ما جعل الإنجليز يبحثون عن فرص عمل حتى يلتحق أبناؤهم بالمدارس هناك. كينيا تتميز بالتعليم والخبرة. زامبيا فرص العمل فيها مفتوحة بشكل كبير والمرأة منتجة. المديرة التنفيذية لـWe Create في زامبيا تسكن فيما يشبه الأرض الزراعية تربي فيها الدجاج وتبيع البيض رغم أن راتبها جيد جدا. النساء في زامبيا يشبهن النساء في مصر في الخمسينات حين كان كل بيت في حالة عمل يخبز وينتج. فيتنام أيضا كذلك. يعملون طوال اليوم وعندما يعودون للمنزل يضعون ستاند عصير أو قهوة أمام منزلهم للسياح. البلد كلما طالها التلوث الغربي كلما فسدت. التواجد الغربي موجود في كينيا أكثر من زامبيا فثقافة العمل بدون نصب والإنتاج تلاشت هناك لكنها لا تزال حاضرة في زامبيا.
الثقافات عامة تختلف ففي فيتنام مثلا الناس “حريقة شغل” أما في كمبوديا فالأجازات السنوية 90 يوم بخلاف الأجازة الأسبوعية. يعملون في بيئة مريحة جدا ولا يعرفون العمل تحت ضغط أو في وقت ضيق لهذا الفريق هناك تغير ثلاث مرات في سنة واحدة قبل الوصول لفريق قوي.
**كيف تفتتحون مركزا جديدة لـWe Create؟
يستغرق افتتاح فرع جديد لـWe Create ستة أشهر على الأقل حتى يكون المركز جاهزا للتشغيل من بعد انتهاء الزيارات في البلد مع الشريك المحلي. بعد هذه المدة، تبحث الشركة بالتعاون مع المدير التنفيذي للفريق المحلي عن شراكات مع متبرعين ومنظمات أهلية ورعاة فالمهم أن يستمر المركز في عمله بعد مغادرتنا ويحقق الاستدامة دون الاعتماد علينا. شركاؤنا المحليون عادة يكونون ممن عملوا معنا في Startup Cup لتنظيم فعاليات. اختيار الشريك التنفيذي المحلي مهم جدا لأنه يجب أن يكون نمط عمله يشبه نمط عملنا كما أنه يجب أن يكون معروفا في بلده وذا سمعة جيدة.
باكستان شريكنا فيها قوي جدا. في زامبيا المركز تحول لمنظمة أهلية في نفسه والشريك المحلي غادر وأصبح الفريق هو مالك المنظمة. ما يميز زامبيا هو الالتزام النابع من أسباب دينية زي لإيمانهم أن السيدات وأطفالهن يستحقون وضعا أفضل فالعمل بالنسبة لهم ليس مجرد وظيفة.
**ما هي أكثر النماذج نجاحا حتى الآن؟
زامبيا مثال ناجح جدا لبلد أفريقي. لا يوجد فيها تقريبا ريادة أعمال وهي آمنة بعكس كينيا مثلا التي يكثر فيها الإجرام. عملنا في زامبيا في حارة تفتقر للاحتياجات الأساسية فالمياه والكهرباء مثلا متوفرة بوصلات مسروقة لكن مجلس البلدية كان متعاونا معنا لأقصى درجة فالمنطقة احتياجاتها كثيرة. أعطونا مبنى اجتماعي مهجور بالمجان نعمل منه لمدة ثلاث سنوات والموقع كان جيدا إذ يسهل الوصول إليه بالمواصلات. في اليوم التالي للافتتاح، ذهبنا للمقر فوجدنا صفا من النساء حوالي 540 سيدة قدموا بباصات بعد أن سمعوا من الجيران عنا. هؤلاء جاءوا للتعلم وفقط. جهات كثيرة أرادت دعمنا في زامبيا لأن المركز هو المكان الوحيد الذي يقدم دعما لمشروعات صغيرة ومتوسطة وتديره نساء.
دربنا حتى الآن 3400 امرأة ودعمنا أكثر من 800 عمل تجاري ووفرنا نحو ألف وظيفة بما فيها وظائف حرة. شركتنا هي الوحيدة التي تعمل في مجال ريادة الأعمال هناك بعكس كينيا مثلا التي تنشط فيها منظمات دولية وشركات الاتصالات والبنوك ومساحات العمل المشتركة بالمجال نفسه. كينيا غالية جدا في الإنشاء وفيتنام رخيصة في تكاليف التشغيل.
**ما هي أنواع التدريبات المقدمة؟
تدريبات متخصصة في البيزنس وإدارة الأعمال لتسهيل تعليم ريادة أعمال وكيفية إطلاق مشروع من مجرد فكرة للسوق أو تطوير العمل نفسه للأعمال القائمة بالفعل والتوسع والنمو والانتقال لمرحلة أخرى ومساعدتهم في فرص الاستثمار. المواد التعليمية تسهل التعليم على النساء اللائي يمثلن 70% من المستفيدين من خلفيات تعليمية واجتماعية مختلفة وحتى منهم من لا تعرف القراءة والكتابة.
هناك أيضا تدريبات لمواجهة العنف على أساس النوع الاجتماعي لأنه منتشر ويؤثر سلبا على عمل النساء في أفريقيا. في زامبيا مثلا 68% من النساء تعرضوا لعنف بشكل من الأشكال في مرحلة ما في حياتهم. هذه التدريبات تعلمهن كيفية التصرف وطرق العلاج النفسي حتى لا تتأثر حياتهن العملية وأيضا كيفية تربية الأبناء في ظل مناخ أسري مضطرب حتى لا يكونوا مثل آبائهم عند الكبر. هناك أيضا منظمات أخرى تتعامل مع الأزواج لتخاطب نفسياتهم وعقولهم بحيث تكتمل المنظومة. نحن نخلق أول جيل من المدربين سيقومون بتدريب آخرين بعد ذلك ليزداد العدد.
**كيف تتحقق الاستدامة المالية لهذه المراكز؟
تتراوح ميزانية كل مركز لتحقيق الاستدامة بين 600 ألف – مليون و200 ألف دولار أما المدة فهي 18 شهرا تقريبا. في بعض الدول، ضمت مراكز We Create مساحات عمل مشتركة ومساحات لتنظيم الفعاليات وحضانات للأطفال كلها كمشروعات تدر دخلا للمركز وأيضا كنوع من الأمان للسيدات صاحبات الأعمال للاطمئنان على أبنائهن أثناء التدريب والعمل. أحيانا هذه الأفكار لا تصلح لبعض الدول فزامبيا مثلا لم تنجح فيها مساحة العمل المشتركة إذ ما زال المفهوم مبكرا عليها. أما كينيا وعلى رغم انتشار الفساد إلا أنها نجحت فيها مساحة العمل المشتركة فلديهم مساحة 2 فدان يتم تأجيرها لفعاليات مختلفة.
منظمات أخرى تتطلب مواصفات معينة ولها نظم تمويلية مختلفة تنفذ برامج احتضان أيضا داخل مراكز We Create. حاليا هناك برامج احتضان في باكستان وكينيا أما زامبيا ففي الطريق.
نأمل أيضا في بناء سوق لكل منتجات سيدات We Create. لدينا اتصالات بالمستوردين الرئيسيين في أمريكا مثل kmart وغيرهم عن طريق الخارجية الأمريكية ممن يستوردون الحرف اليدوية والمحاصيل من خارج البلاد. المجال الزراعي هو الأول في أفريقيا والأزياء تشتهر بها كينيا وباكستان بالمنسوجات بالإضافة للتقنيات، لكن ما زال الأمر بحاجة إلى تمويل وفريق عمل مستقل.
نحن نعتبر We Create شركة ناشئة في نفسها تتطور بالتجربة العملية مع الأخذ في الاعتبار أن طريقة العمل والتعامل مع الرواد وطبيعة البرامج والأنشطة تختلف من دولة لأخرى.
**هل لديكم خطط للعمل في الشرق الأوسط؟
نرغب في الانتشار في الشرق الأوسط. حاليا نسعى لإيجاد متبرع في مصر وكذلك الوضع في أي بلد نرغب في العمل فيه ثم نختار الشريك التنفيذي المحلي. نحلم أيضا بفتح مركز في مخيم الزعتري للاجئين بين الأردن وتركيا الذي تحول لما يشبه المدينة يضم أعمالا كثيرة وأيضا يعاني من ارتفاع نسب الاغتصاب والتحرش عالية والنساء هناك بحاجة لحياة أفضل.
نفكر أيضا بنقل تجارب رائدة لهذا المخيم فلدينا رائدة أعمال في كينيا تقوم بزرع البطاطس في أجولة مليئة بالرمل بإحدى الحارات الخطرة. نعمل أيضا مع قائد قبيلة في معسكر للاجئين بين زامبيا والكونغو على الحدود لفتح مركز هناك قبل نهاية العام الحالي.