**33 مسرعة أعمال في 13 دولة عربية.. والعام الماضي شهد إطلاق 30 مؤسسة تمويلية جديدة
**900 مليون دولار استثمارات العام الماضي في الشركات التكنولوجية.. وتزايد الاستثمار في شركات أسستها نساء
خاص – حنان سليمان:
أظهرت دراسة لشركة “عرب نت” بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، أن مسرعات الأعمال هي أكثر أنواع المستثمرين انتشارا إذ تتواجد 33 مسرعة أعمال في 13 دولة عربية يليها التمويل المبدئي Seed Fund وشركات الاستثمار الخاصة (رأس المال المخاطر) Venture Capital وشبكات الاستثمار الملائكي Angel Network إذ يصل إجمالي كل منهم إلى تسعة في الدول العربية مجتمعة يليهم تمويل الشركات الخاصة Corporates ونمو رأس المال Growth Capital الذي يغيب عن كثير من الدول العربية. وتعتبر غالبية الشركات الخاصة الممولة موجودة في دول الخليج، وقد لحقت بهم لبنان العام الماضي. وقد استثمروا في 27 صفقة على مدار الأربع سنوات الأخيرة بما يمثل 4$ من إجمالي استثمارات هذا النوع من المستثمرين في العالم.
وبينت الدراسة التي نشرت منذ أسابيع قليلة بعنوان بعنوان “حالة الاستثمارات الرقمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2013-2016” واعتمدت على حوارات مع قرابة 75 مستثمر ومسرعة أعمال، أنه بينما يعد التمويل في المراحل المبكرة هو الأوسع انتشارا في الدول العربية ممثلا وحده نحو نصف أنواع الاستثمارات الموجودة (ربعه لمسرعات الأعمال وربعه للتمويل المبدئي وشبكات الاستثمار الملائكي)، فإن عدد شركات الاستثمار الخاصة (رأس المال المخاطر) يزيد بشكل خاص في الإمارات ولبنان عن غيره من أنواع الاستثمارات الأخرى كما قالت الدراسة.
ولفتت الدراسة إلى أن العام الماضي كان عاما قياسيا بالنسبة لتمويل الشركات التكنولوجية الناشئة في المنطقة إذ شهد إطلاق 30 مؤسسة تمويلية جديدة -وإن أغلقت ست منها سريعا- 60% منهم في الإمارات وحدها، كما شهد ضخ استثمارات بقيمة 900 مليون دولار بالمنطقة وهي أكثر من مجموع الاستثمارات كلها بين أعوام 2013-2015 والتي تقدر بـ750 مليون دولار تقريبا.
تصدر الإمارات
وتظل الإمارات مركز الانطلاق للشركات التكنولوجية الناشئة يُجرى فيها أكبر عدد من الصفقات وتحظى بـ90% من نسبة استثمارات نمو رأس المال بالمنطقة. وتعتبر الإمارات موطن ثلث المستثمرين بشكل عام يليها السعودية ولبنان مجتمعين يحتضنان ثلثا آخر والثلث الباقي للدول العربية الأخرى. ولفتت الدراسة إلى أن لبنان تضم عددا كبيرا من المستثمرين رغم قلة عدد سكانها مقارنة بدولة مثل مصر التي يصل عدد سكانها إلى 90 مليونا وبها عدد أقل من المستثمرين. وأشارت إلى صعوبة العثور على استثمارات بكل من مصر وفلسطين وإن كانت مصر شهدت ظهور ممولين جدد العام الماضي مما حسن وضعها قليلا، لكن يظل معدل الإغلاق لديها مرتفع.
ورغم تزايد عدد المستثمرين كل عام إلا أن عدد الصفقات الاستثمارية سنويا ظل بين 200-220 صفقة حتى العام الماضي الذي شهد قفزة بنسبة 70% في قيمة هذه الاستثمارات عن العام سابقه بصفقتي “كريم” وقيمتها 350 مليون دولار و”سوق” وقيمتها 275 مليون دولار. والملاحظ بحسب التقرير أن الربع الأخير من العام يشهد توقيع أكبر عدد من الصفقات.
وتتصدر الإمارات ولبنان عربيا من حيث عدد وقيمة الصفقات الاستثمارية مع فارق ملحوظ لصالح الأولى إذ حظيت الإمارات وحدها العام الماضي بـ78 صفقة استثمارية تلتها لبنان والسعودية ومصر والأردن بصفقات يتراوح عددها من 20-40 تليها فلسطين وتونس والبحرين والمغرب وسوريا بصفقة واحدة إلى عشرة، فيما غابت الجزائر والكويت وسلطنة عمان وقطر عن المشهد الاستثماري كلية. أما من حيث القيمة، فكان حجم الاستثمارات في الإمارات 799 مليون دولار تلتها لبنان بـ 56 مليون دولار ثم الأردن والمغرب 15 مليون دولار. وعلى الرغم من أن السعودية لديها عدد صفقات كبير نسبيا مقارنة بالدول العربية الأخرى إلا أن قيمة هذه الصفقات لم تتجاوز 5 مليون دولار العام الماضي في دلالة على أن عددا قليلا من الشركات الناشئة في مرحلة النمو. أما المغرب وتونس فرغم قلة عدد الصفقات الاستثمارية (5 و7 على التوالي) إلا أن قيمة الاستثمارات نفسها ضخمة بواقع 15 مليون دولار للأولى و8 مليون دولار للثانية.
مجالات الاستثمار
وعلى الرغم من أن التجارة الإليكترونية ما زالت تهيمن على المشهد الاستثماري خاصة في صفقات النمو المرحلي بحسب الدراسة، لكن مجالات أخرى بدأت في الظهور مثل الصحة الرقمية والتكنولوجيا المالية وانترنت الأشياء والأجهزة الذكية. وتستهدف غالب الاستثمارات بشكل عام قطاعات نمط المعيشة lifestyle والترفيه والمشاريع المغامرة والإعلام.
وأوضحت الدراسة أن 42% من الاستثمارات في 2016 كانت لشركات التحويلات transactional فيما كان 21% في الشركات التي تدمج التكنولوجيا في مجالات مختلفة Software as a service ثم 18% في الشركات التكنولوجية و16% في الشركات الإعلامية. وبينت أن 15% من الشركات الناشئة التي حصلت على استثمارات في الأربع سنوات الأخيرة قد أغلقت.
والملاحظ أن دعم الشركات التي أسستها وتديرها نساء في تزايد إذ مثلت هذه الشركات 26% من الشركات التي تم الاستثمار فيها العام الماضي في نقلة عن العام سابقه حين كانت النسبة 15%. وتزداد الشركات التي أسستها رائدات أعمال نساء في منطقة الشام وعلى عكسهم تونس ومصر، بحسب الدراسة.