دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
احتلت الاضطرابات السياسية الأميركية صدارة الاهتمام بعد أن أعلن عضوا مجلس الشيوخ الأميركي من الحزب الجمهوري مايك لي وجيري مورغان عن معارضتهما لاستبدال برنامج الرعاية الصحية المعروف باسم “أوباما كير” مما يشير إلى أن “قانون الرعاية الصحية الأفضل” قد مات حالياً. وقد دفعت هذه الأخبار اليورو إلى مستوى أعلى من 1.15 في حين هبط زوج الدولار الأميركي/ ين إلى ما دون 112، كما تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية والعقود الآجلة لمؤشر (S&P 500).
ويبدو أن الأسواق بدأت تفقد ثقتها في قدرة ترامب على الوفاء بوعوده وتنفيذ خططه الموعودة. فوجوده لمدّة 6 أشهر في منصبه دون التوقيع على أي تشريع رئيسي يشير إلى أن “فن صناعة الصفقات” ليس ناجحاً حتى الآن في السياسة الأميركية. وبما أنّ الإصلاحات الضريبية ستواجه على الأغلب حالة كبيرة من عدم اليقين، وبما أنّ البيانات الاقتصادية تدلّ على وجود تباطؤ اقتصادي، فإن حصول انعكاس في مسار أرباح الشركات الأميركية لن يكون إلا مسألة وقت ممّا سينهي حالة الرالي في أسواق الأسهم.
من جهته، كان الدولار الأسترالي أفضل العملات أداء صباح يوم الثلاثاء حيث وصل إلى أعلى مستوى في عامين مقابل الدولار الأميركي بعد أن أشار محضر اجتماع البنك المركزي الاسترالي إلى وجود تحسّن في التوقعات الاقتصادية. ورغم أنّ المحضر لم يشر إلى رفع وشيك للفائدة، إلا أن التقويم الإيجابي للوضع الاقتصادي، والارتفاع في أسعار خام الحديد والنحاس رفعا الفوارق بين عوائد السندات الأسترالية والأميركية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2016. وسيكون حاجز المقاومة الرئيسي عند مستوى 0.80، لكن ذلك يستدعي تدهوراً مستمراً في الدولار الأميركي وأخباراً اقتصادية إيجابية جديدة لكي يكسر هذا الحاجز.
كما أنّ الجنيه الاسترليني يستفيد من ضعف الدولار، لكن تسجيل ارتفاعات جديدة اليوم هو أمر يتوقف على بيانات التضخّم لشهر يونيو/ حزيران. فالتعليقات المتشدّدة الصادرة عن صنّاع السياسة النقدية والتحوّل في نبرة مارك كارني سوف تجعل الناس يولون اهتماماً خاصّاً لبيانات التضخّم. وأنا أعتقد بأن الرقم السحري اليوم سيكون 3%. فإذا وصل معدّل التضخم إلى 3% أو أكثر، فإنّ ذلك سوف يشير إلى احتمال كبير بحصول رفع للفائدة عندما يجتمع البنك المركزي الإنكليزي في أغسطس/ آب. ولكن إذا حدث تراجع في معدل التضخّم، فإن ذلك سيخفف من الضغوط المفروضة على المركزي الإنكليزي، مما سيجعل المتداولين يتوجّهون للتركيز على محادثات البريكس