خاص- ايمان مصطفى
تتوالى الأنباء يوميًا عن استثمارات في قطاع التكنولوجيا المالية في المنطقة، لتتجه الأنظار إلى القطاع ترقبًا بما قد يحمله المسقبل القريب من وثبات.
في الوقت ذاته، أعلنت شركة “باي موب” Paymob شركة تطوير خدمات الدفع الرقمي، عن إطلاق أحدث منتجاتها “أكسيبت” Accept كبوابة دفع تقدم حلولًا تقنية مبتكرة من شأنها تسهيل المعاملات المالية بين الشركات والعملاء.
“نهدف من طرح “أكسيبت” مساعدة قطاع الأعمال على استلام الأموال من عملائهم بكافة الطرق المتاحة، سواءً كانت نقدًا في المتجر أو عن طريق البطاقة الإلكترونية أو عبر محافظهم الإلكترونية”، تقول ايميلي ريني، مدير منتج “أكسيبت” في “باي موب”.
وبما أن هدف كل شركة هو تحصيل أموالها من العملاء، “نتطلع أن يصبح منتج “أكسيبت” هو الخيار الأول للشركات المصرية وحتى الأجنبية في زيادة حصتها السوقية داخل بلد كبير كمصر يضم نحو 100 مليون نسمة”، تضيف ريني.
لخدمة “أكسيبت” من الناحية التسويقية، دخلت الشركة الأم “باي موب” في شراكات مع مؤسسات من القطاع الريادي كـمقر المساحات المكتبية في القاهرة “جريك كامبس”، وشركة “رايز أب ايجيبت” وحاضنة الأعمال “فلات 6 لابز“، بهدف تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على استخدام “أكسيبت” كبوابة دفع إلكترونية تدعمهم في تحصيل أموالهم من العملاء.
تدعم استراتيجية الشركة أهدافها التسويقية، إذ أنها تتيح الاستفادة من خدمات “أكسيبت” للشركات بدون اشتراكات أو مصاريف نظير الإعدادت التقنية. “كل ما تتكلفه الشركة هو عمولة عن كل عملية دفع تتم عبر بوابة الدفع “أكسيبت”، وتتحدد العمولة وفقًا لقيمة العملية المالية، توضح ريني.
عن “باي موب” أكثر..
وبنظرة عن كثب على “باي موب”، فهي مزود خدمات دفع رقمي، متخصصة في بناء وتطوير المحافظ الرقمية وبوابات الدفع الإلكترونية.
تؤمّن “باي موب” أنظمة دفع للمصارف وشركات الاتصالات، وتقدّم بوابات دفع إلكترونية وتطبيقاً يسمح بالمدفوعات ببطاقات السحب والائتمان عند التسليم.
تأسست “باي موب” مطلع 2014، على يد كلِ من إسلام شوقي (مديرًا تنفيذيًا)، وآلان الحاج (مديرًا للعمليات)، ومصطفى منسّي (مديرًا للشئون التقنية).
تلقت”باي موب” أول تمويل تأسيسي “غير مُعلن” في سبتمبر الماضي من مسرعة الأعمال A15.
دخلت “باي موب” في شراكات مع شركات كبرى. تضمن ذلك “فودافون مصر”، حيث طورت لها المحفظة الرقمية “فودافون كاش“. أيضًا بنك “سايب” SAIB، الذي طورت له “باي موب” المفظة الرقمية “سايب كاشاتي” SAIB Cashati. هذا بالإضافة إلى منصة التجارة الإلكترونية “جوميا مصر” التي طورت لها “باي موب” بوابة دفع إلكترونية، كما زودتها بحلول تحصيل إلكتروني من المنازل عبر نقاط دفع نقالة.
وللوصول إلى أكبر شريحة من المستخدمين في مصر، دخلت “باي موب” في شراكة مع البنك العربي الأفريقي وشركة “ماستر كارد”، لتسهيل الدفع الإلكتروني عبر الإنترنت لحملة البطاقات الإئتمانية من المنازل، عبر خدمة “باي آت دور””Pay@Door”.
تستهدف استراتيجية الشراكات المتعددة لـ “باي موب” الوصول لكل عميل محتمل، لتسهيل مدفوعاته. “قد لا يدرك العميل اسم “باي موب”، إذ تصله خدماتنا عبر الشركات والمؤسسات التي نزودها بحلول الدفع الرقمي، ولكننا في النهاية نتطلع إلى أن يتمكن كل فرد في المجتمعات الناشئة من استلام وتحويل امواله إلكترونيًا”، تقول ريني.
ومما لا شك فيه أن مساعي “باي موب” يعززها الإحصاءات المُعلنة، التي تؤكد وجود زيادة في عدد حاملي بطاقات السحب والائتمان في مصر بنسبة 40% لبطاقات الائتمان و36% لبطاقات السحب، في الفترة من 2010 وحتى 2015.
التجربة الكينية..
هذا ويتطلع القائمون على “باي موب” إلى التوسع إلى بلدان “شبيهة بالوضع في مصر، من حيث المساحة والتعداد السكاني والوضع التقني فيما يتعلق بالمدفوعات، ومن ثم فنحن نخطط للدخول إلى دول أفريقية وشرق أوسطية لكن ليس لدينا خطط توقيت واضحة حاليًا”، توضح ريني.
وتتخذ إدارة “باي موب” من تجربة الشركة الكينية “M-Pesa” نموذجًا يُحتذى به. تلك الشركة تمكنت في غضون 10 سنوات من نشر الوعي تجاه الدفع الإلكتروني في كينيا، حتى أن 50% من إجمالي الناتج المحلي في كينيا يتم التعامل عليه عبر شبكاتها.
“ومع الأخذ في الاعتبار مجهودات البنك المركزي المصري الحثيثة نحو تحفيز الدفع الرقمي في مصر، والتعاون في ذلك مع مؤسسات ومصارف القطاع الخاص، نتوقع أن نتمكن من تحقيق النجاح ذاته في مصر في وقت أقل بكثير مما استغرقته “M-Pesa” في كينيا”، تشرح ريني.
وإذا علمنا أن قيمة عمليات الدفع الرقمي التي أجُريت على شبكات “باي موب” تجاوزت 1.6 مليار جنيه مصري (حوالي 90 مليون دولار) من واقع 3 ملايين عملية دفع، خلال عام 2016 فقط؛ فهل لنا أن نتوقع أن تصبح “باي موب” “M-Pesa” المصرية؟