تلعب تطبيقات الهاتف المحمول دوراً حيوياً متنامياً في الحياة اليومية، وذلك في ضوء اعتماد أعداد متزايدة من المستهلكين على مزاياها ووظائفها، التي تشمل على سبيل المثال توفير معلومات عامة، وقوائم الأسعار، واستمارات الحجز، ومحركات البحث، فضلاً عن ضمان التواصل بين الناس حول العالم من خلال تطبيقات الدردشة والاطلاع على الأخبار وغيرها الكثير. وأثمر ذلك بشكل مباشر عن زيادة في أعداد رواد الأعمال في مجال تطوير التطبيقات ممن يبحثون عن طرق لتيسير إنجاز الأنشطة الاعتيادية اليومية بمنتهى السهولة.
وتنطوي التطبيقات الحالية على أهمية بالغة بالنسبة لمجتمع المقيمين المتنامي في المنطقة. فمن خلال الاطلاع على الأخبار وإرسال الرسائل الفورية مجاناً وتبادل الصور، تساعد هذه التطبيقات المقيمين المنتقلين حديثاً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة على الاندماج بسرعة مع المجتمع الإماراتي والتكيف مع التغيير، بحيث لا يجرفهم الحنين إلى أوطانهم.
ومن خلال مراعاة احتياجات أهالي المقيمين الجدد في المنطقة، ابتكرت شميم كسيباوي تطبيق Play:Date التفاعلي لبناء دوائر العلاقات الاجتماعية للأطفال مع أقرانهم الذين يشاطرونهم الاهتمامات ذاتها. ويستطيع الأهالي اختيار الحسابات التي تواكب اهتمامات أبنائهم وتقديم النصائح وترتيب لقاءات اللعب للأطفال بالتعاون مع الأهالي الآخرين.
وشاركت كسيباوي في ابتكار هذا التطبيق مدفوعةً بإيجاد حل للمشكلات التي واجهت شقيقتها المقيمة والأم لطفل في السنة الأولى من عمره. وقالت بهذا الصدد: “يهدف التطبيق إلى توطيد الصداقة وتعزيز بناء العلاقات، الأمر الذي يبدو ضرورياً خلال المراحل الأولى من حياة الطفل. وكانت شقيقتي تسعى لإيجاد فرص تتيح لطفلها المشاركة في أنشطة مفيدة وحافلة بالمتعة مع أطفال من أبناء جيله”.
ومع ذلك، فإن تطوير التطبيقات لا يخلو من الصعوبات، إذ يجب مراعاة الكثير من العوامل قبل البدء بالخطوة الأولى. وتقدم كسيباوي إلى مطوري التطبيقات الجدد ممن يخوضون غمار العالم الرقمي 3 من أهم النصائح هي:
إجراء دراسات معمقة
يسهل علينا ابتكار أفكارٍ لتطبيقات جديدة، وإنما تكمن الأهمية في دراسة مدى إمكانية تنفيذها وتفادي المشكلات المرتبطة بها مثل انتحال الملكية، فضلاً عن ضرورة دراسة مختلف جوانب الأمان المرتبطة بها. وتقول كسيباوي بهذا الإطار: “حرصنا على ضمان سلامة التطبيق، لاسيما وأنه يشجع الآباء والأمهات على تحميل الصور الشخصية لأطفالهم كجزءِ من تجربة الاستخدام”.
فهم الجمهور المستهدف
لا بدّ من تحديد مستخدمي التطبيق المحتملين، ففي ضوء إشراف الأهالي المقيمين على حسابات أطفالهم تعين على كسيباوي وفريقها فهم تطلعاتهم إلى أبعد الحدود. وقالت في هذا المضمار: “تحدثنا إلى عددٍ من الأمهات والآباء قبل إطلاق التطبيق لنتعرف على إيجابيات وسلبيات طرح هذا النوع من التطبيقات في السوق”. وبالنظر إلى نمط حياة الأهالي الحافل بالمسؤوليات والأعمال، حرصت كسيباوي على تصميم تطبيق مريحٍ وسهل الاستخدام.
التحلي بالصبر فضيلة
تتطلب الأعمال المتقنة وقتاً لإنجازها، وكذلك شأن تطبيقات الهاتف المحمول. وتقول كسيباوي: “إن إعداد التطبيقات يتطلب الكثير من الوقت، والتفاني، والفهم، والأهم من ذلك الصبر. فقد مررنا بمراحل عدة قمنا خلالها
بتجارب مختلفة وارتكبنا أخطاء كثيرة حتى نجحنا في إطلاق التطبيق. ويتعين على مطوري التطبيقات أخذ المسائل التقنية بعين الاعتبار لتجنب الإحباط عند الإخفاق خلال مراحل العمل”.