دبي – خاص
بقلم/ جميل أحمد، نائب الرئيس لأبحاث السوق في FXTM
في الوقت الذي تلملم فيه الأسواق المالية الأوراق المتبقية من أيام التداول الأخيرة هذالدولارا الشهر، يتم النظر إلى الدولار الأمريكي باعتباره أكبر الأصول الخاسرة في الأسواق المالية في شهر مايو. وكان الدولار الأمريكي قد هبط أمام الغالبية العظمي من نظراؤه من العملات على مدار الشهر في أعقاب الجدل المحيط بالرئيس ترامب بعد قراره المفاجئ بإقالة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، وهو القرار الذي أدى إلى أن تصبح معظم التوقعات في السوق سلبية تجاه الدولار الأمريكي.
وبالأخذ في الاعتبار المعنويات السلبية تجاه الدولار الأمريكي، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان الدرهم الإماراتي قد وصل إلى القمة أمام نظراؤه من العملات؟ ومن وجهة نظري الشخصية فإن قدرًا من الغموض سوف يكتنف الأمريكي لفترة من الوقت، وبالتالي فإن هناك ما يدعم وجهة النظر القائلة إن الدولار الأمريكي نفسه قد وصل إلى “القمة” ويسري ذلك أيضًا على العملات الأخرى المرتبطة بالدولار.
وقد بدأت وجهة النظر العالمية تجاه الاقتصاد الأوروبي تتحسن أخيرًا، ومن شأن ذلك تشجيع المزيد من الاهتمام بشراء اليورو مما يعني بدوره إلى أن الدرهم الإماراتي قد ينخفض أمام اليورو. وإنني أنظر في الوقت الحالي إلى الين الياباني بنظرة محايدة، على الرغم من أن عدم التفاؤل بشأن تمكن ترامب من تنفيذ إصلاحاته التشريعية سيعيد فتح باب الحديث عن ما إذا كان الين الياباني سيستفيد مرة أخرى من الإقبال على شراء أصول الملاذ الآمن في النصف الثاني من عام 2017.
وأرى أن العملة التي توجد إمكانية لارتفاع الدرهم الإماراتي أمامها هي الجنيه الإسترليني. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أن الجنيه الإسترليني ما يزال ينظر إليه في السوق باعتباره عملة ذات تحرك هبوطي نظرًا لأن الانتخابات العامة البريطانية التي ستعقد بعد أقل من أسبوعين تشكل خطرًا سياسيًا كما أن الغموض الذي طال أمده بشأن تأثير انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ما يزال قائمًا.
أسواق النفط ما تزال متشائمة بشأن نتيجة اجتماع أوبك
ما يزال المستثمرون لا يشعرون بالارتياح بشأن نتيجة اجتماع منظمة أوبك الذي عقد في أواخر الأسبوع الماضي، حيث تواجه السلعة مرة أخرى ضغوط بيع حول مستوى 50 دولار. وقد كانت نتيجة اجتماع أوبك متوقعة جدًا حيث قام المستثمرون منذ فترة بتسعير مد اتفاق خفض الإنتاج لمدة تسعة أشهر أخرى، وأدى تأكيد توقعات المستثمرين لخلق فرصة من نوع “البيع عند حدوث الأخبار” للمتداولين. وما أزال محتفظًا بوجهة نظري بأن طريقة تفكير المستثمرين ستظل تميل إلى اغتنام فرص البيع عند الارتفاع، وأعتقد أن المتداولين من المرجح أن يواصلوا دخول مراكز البيع حول مستوى 50 دولار مثلما فعلوا على مدار عدد من الشهور.
ولا ترجع التوقعات السلبية بشأن أسواق النفط إلى نقص الجهود من جانب منظمة أوبك، وإنما ترتبط هذه التوقعات السلبي بشكل أكبر بالاعتقاد بأن المنتجون للنفط الصخري الأمريكي سيقومون بزيادة حجم إنتاجهم. فالتهديد الحالي الذي يؤثر على معنويات المستثمرين فيما يخص أسواق النفط هو أنه مهما فعلت منظمة أوبك لإعادة التوازن للأسواق التي تعاني من تخمة المعروض فإن منتجي النفط الصخري الأمريكي يستطيعون إفساد هذه الجهود من خلال قيامهم بزيادة المخزونات من جانبهم.
هل يمكن للذهب أن يحافظ على بقاؤه فوق مستوى 1260 دولار؟
تمكن الذهب من إنهاء التداول الأسبوع الماضي فوق مستوى 1260 دولار، وهناك توقعات بوجود إمكانية حدوث مزيد من الارتفاع نحو مستوى 1275 دولار طالما ظل بمقدور المعدن الأصفر النفيس البقاء فوق مستوى 1260 دولار. وهناك عاملان يمكنهما تشجيع وجهة النظر الداعمة لارتفاع قوي للذهب خلال الأسابيع المقبلة، وأولهما أن الرفع المحتمل لأسعار الفائدة الأمريكية في شهر يونيو قد تم تسعيره بالفعل في الأسواق المالية، والعامل الثاني هو الغموض بشأن الانتخابات العامة البريطانية والذي من شأنه تشجيع الفرار إلى أصول الملاذ الآمن.