دبي – خاص
ليس سهلاً أن تترك وظيفة عودتك على الكسل وأعفتك من الاعتماد على نفسك، ستجد صعوبة في المخاطرة والانطلاق بعمل جديد من الصفر.
ربما هذا مافكر فيه صديقنا فراس دوه جي عندما قدم استقالته جازماً أنه سيبدأ عمله الخاص، فليس من السهل البداية من الصفر، فجميعنا يتحمل مسئوليات ولديه نفقات والتزامات، مخاوف وأفكار ترواد كل من – تسوّل له نفسه – البدء وحيداً، في بيئة لاتشجع كثيراً على ريادة الأعمال، حيث لاتمويل ميسر ولا حاضنات للمواهب ولا ممولين ملائكة. وإن وجدوا فهم على الأغلب لايتفهون طموحك وثقتك بالنجاح.
يملك فراس دوه جي موهبة فنية واضحة بالتصميم، ولديه علاقات واسعة وخبرة في أعمال التسويق، موهبته شجعته على بدء عمله الخاص، فأطلق شركه متخصة بالتصميم وترويج العلامة التجارية، ولديه سجل جيد وشركات مهمة وثقت به وأبدع في هويتها التجارية على أكمل وجه.
يقول الدوه جي:” بدأت بمكتب صغير في واحة دبي للسيلكون ولم أكن متحضراً بما فيه الكفاية للبدء من الصفر، ولكن حدسي وقراءتي للمستقبل أعطياني القوة والأمل، لاشك أنني واجهت صعوبات في النفاذ إلى سوق شديد التنافسية ولكنني كنت أفكر دائماً بان النجاح على بعد خطوات، وهذا ماحصل أنا اليوم وبعد سنة واحدة أدير شركة صغيرة من مجموعة مواهب نتعاون معاً على ترسيخ اسم “براند توستر” في سوق لاتقبل بأقل مما هو مميز وفريد”.
يتم تداول مصطلح ريادة الأعمال كثيراً في وسائل الإعلام ونسمع كثيراً عن برامج وهيئات وشبكات دعم للأعمال الصغيرة، ولكن الدوه جي لم يفكر في البحث وطرق أبواب جهات الدعم، فقد لاحظ بخبرته أن معظم هذا الضجيج لايملك نظاماً منسجماً ومتسقاً، والبحث عن ممول حقيقي كمن يبحث عن إبرة صغيرة في كومة قشة.
ولكن إمارة دبي مكان مناسب لإدارة أعمال ابداعية، فالشركات العاملة هنا هي شركات عالمية أو انها تعمل بمعايير عالمية، والهوية المؤسسية هي جزء أساسي من نجاح لأعمال، ومن هنا لانجد صعوبة كبيرة في الحصول على عملاء جدد، باعتبار أن مهمتنا هي في الأساس في رسم الهوية المؤسسية للشركات انسجاماً مع طبيعة عملها والأهداف والاستراتيجية التي تضعها.
يقول الدوه جي :” التسهيلات المتوفرة في مدينة دبي خاصة، والإمارات العربية المتحدة عامة، تقدم للراغبين فرص عمل وتسهيلات يستمد الفرد من خلالها الإعتماد على النفس ودراسة المعطيات ليباشر بإطلاق شركته التجارية ولكن على المرء أن يكون مجازفاً نوعاً ما ومدركاً تماماً بأن ليس هنالك نجاح 100 % فالنجاج يتطلب المثابرة والإبتكار والعمل الدائم في تقديم أفضل الحلول بما يرضي متطلبات الزبائن من شركات ومؤسسات فضلاً عن االسعي للحصول على رضى الزبائن.
تنافسية شديدة
يلفت الدوه جي إلى التنافسية الشديدة في سوق الإمارات ولكن على الرغم من التنافسية الشديدة التي يشهدها سوق الأعمال إلا أنها تفرض على كل الشركات تبني مستويات أعلى في العمل، وتفرض جودة لابد منها للنجاح، وهذا الأمر له وجهان، سلباً وإيجاباً، فمن جهة يدفع للارتقاء بأساليب العمل والبحث عن الجودة، ومن جهة أخرى يرفع من تكلفة المنتج، ولكنه في النهاية يصب في مصلحة الجميع.
وبالنسبة لي فإن معرفة سوق العمل وملاحقة آخر التطورات في مجال إبتكار العلامات التجارية المتكاملة، كان لهما الدافع الأكبر في أن اقدم كل ما هو جديد، الخبرة الواسعة والإلمام بمتطلبات العمل والتخطيط الجيد فضلاً عن دراسة الاحتياجات المالية والتكلفة التشغيلية وأيضاً اختيار الموظفين ذوي الخبرة الواسعة والكفاءات العالية قاد إلى تسهيل الحصول على فرص وبالنسبة لشركة ناشئة. أعتقد أننا أصبحنا من الشركات المعروفة في مجال عملنا.
لاينسى الدوجي التأكيد بأن مادفعه إلى النجاح والثقة “كان الإصرار ودعم العائلة وثقة العملاء بجودة ما أقدمه كان له وما يزال الدافع الأكبر على النجاح والتطور.
ولكن ماهي الأمور التي تساعد أصحاب الشركات الجديدة اليوم يجيب:” رواد الأعمال الجدد يملكون موهبة الاستماع إلى الزبائن ومعرفة الرؤية والرسالة والأهداف التي يريدونها وترجمتها من خلال التصاميم المبتكرة والحديثة لخلق الهوية التجارية التي يرغبون بها يتجلى في نصف عملية النجاح.
البحث عن شركاء
بالعودة إلى التمويل والبحث عن شركاء استراتيجيين يقول الدوه جي: على الرغم من أهمية التمويل إلأ أنني لم اهتم بالحصول على ممول، رغبتي بالاستثمار في طاقم العمل وايجاد الكفاءات والخبرات الواسعة وثقتي بموهبة الافراد العاملين في “براندتوستر” (المطبخ الإبداعي) يعد بالنسبة لي أكبر تمويل، معاً نقوم بالتخطيط الجيد، ومراقبة ما هو جديد في مجال عملنا لتحقيق أهدافنا والتوسع. الموهبة والإبتكار أساسي في نجاحنا ولكن التخطيط الجيد لجعل العميل يدرك أهمية الاستثمار في هوية العلامة التجارية هو أساس انطلاق العلامات التجارية للمؤسسات الكبيرة أو الشركات الناشئة.
حول أليات مساندة الشركات الناشئة ورواد الأعمال يقول :” كما تحدثنا من قبل، بالتأكيد هنالك منصات حكومية وأيضاً خاصة تعمل على تقديم التسهيلات لرواد الأعمال الإماراتيين والوافدين الراغبين في التأسيس والإنطلاق، مثل مؤسسة محمد بن راشد للمشاريع الصغيرة والمتوسطة وايضاً صندوق خليفة في أبو ظبي بالإضافة الى منصات تم إطلاقها من قبل شركات خاصة، بالنسبة لي تأتي انطلاقة شركة “براند توستر” تحت مظلة مركز دبي لروّاد الأعمال في سلطة واحة دبي للسيليكون التي تقدم التسهيلات وجميع الاحتياجات الخاصة برواد الأعمال. من إجراءات ترخيص ومكان مناسب للاعمال الجديدة”.
ويضيف، :” في الآونة الأخيرة تم التركيز بشكل كبيرعلى تبني ودعم الاقتصاد الصغير، وهنالك تنامي ملحوظ في ازدهار المشاريع الصغيرة المتوسطة الحجم والتي أصبحت تسهم بنسبة 60% في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العربية المتحدة. وبسبب صعوبة الوضع الاقتصادي اليوم قد تخفف الشركات من الانفاق على بناء العلامة التجارية ولكن من خلال تجربتي هل تجد أن تطوير العلامة التجارية محط اهتمام من قبل أصحاب الشركات وهناك وعي بأهمية ها الأمر. ومهمتنا هي الاسهام في شرح أهمية الحصول على علامة تجارية متكاملة لتشمل جميع المواصفات والعناصر من تصميم الشعار والاسم والفكرة الإبداعية التي ترتبط بشكل مباشر مع رسالة المؤسسة والاستثمار في هوية العلامة التجارية وملحقاتها هو جزء أساسي من نجاح أي شركة سواءً كانت شركة خدمات أو منتجات”.