خاص – entrepreneuralarabiya.com
محمد معتز الخياط – رئيس مجلس إدارة أورباكون للتجارة والمقاولات
لفتت انتباهي الدراسة الحديثة الصادرة عن شركة «أوبار كابيتال للبحوث»، والتي قالت إن العديد من شركات العقارات والتشييد في منطقة الخـــليج وضعت برامج إعادة الرسملة عبر تخـــفيض رأس المال، وبيع حصص لمستثمر استراتيجي في محاولة لتعـــويض الخسائر وإطفائها.
وتــــتوقع «أوبار»، وفق مذكرة بحثية حديثة صدرت عنها ونشرتها صحيفة البيان الإماراتية، استمرار الاتجاه الهبوطي لشركات العقارات في دول الخليج جــراء تقليص المشاريع على وقع تراجع أســـعار النفط، مشيرة إلى أن معظم الشركات لا تزال في حالة مُقلقة لاعتمادها بشكل كبير على الأعمال الحكــومية في تدفقاتها النقدية.
لكن ما لفت انتباهي أكثر هو أن الدراسة رأت أن السبيل الوحيد أمام هذه الشركات للمــــضي قدما هو تنويع مصادر الدخل أو تركيز عملياتها أكثر في البلدان التي لديها خطط طموحة للتعامل مع انخفاض أسعار النفط أو تقديم عــــطاءات بعناية شديدة للعــقود مع مطورين أقوياء ماليا. وأقصد تحديدا هنا تنويع مصادر داخل، فتنويع مصادر الدخل لشركات الإنشاءات او حتى للاقتصاد بشكل عام هو علاج ناجع أثبت فعاليته في العالم. ونجد على سبيل المثال أن دولا أوربية تشكل الزراعة أبرز مصادر الدخل للاقتصاد فيها ولكنها بذات الوقت دول صناعية تشمل صناعاتها مختلف المجالات وبالتالي يخلق التنوع في مصادر دخل الاقتصاد حيوية تشكل مناعة قوية لأي هيكل أو جسم اقتصادي خاصة في أوقات الأزمات والتحديات الكبرى.
كما أن الخطط الطموحة والواقعية تلعب دورا في حماية شركات الإنشاءات. وبقدر ما تقدم الشركات خططا كبيرة يجب أن تكون واقعية وذات مصداقية وأقصد بذلك تسليم المشاريع في الوقت المحدد وتلبية حاجة السوق والمستهلك بشكل مثالي دون اي مشاكل أو عقبات. هذا ما نحتاجه الآن اي العمل الطموح والواقعي سواء كان المشروع صغيرا أم ضخما يمتد العمل به على مدار سنوات.
ورغم أن الدراسة توقعت بأن تبقى شركات العقارات والتشييد في الخليج، تحت الضغوطات خـلال العامين القادمين، لا سيما مع إجماع التقديرات على أن أسعار النفط ستظـل اقل عن 60 دولاراً للبرميل في الفترة بين 2017 -2018، إلا أني أعتقد أن تنويع مصادر الدخل والالتزام بخطط واقعية طموحة فضلا عن التعاون بين القطاعين الخاص والعام كل ذلك من شأنه أن يواجه التحديات بشكل ناجح.