خاص – ايمان مصطفى
تقول تقديرات أن قيمة قطاع تجارة التجزئة في الكويت بلغت 5.65 مليار دولار في 2013، بينما يتوقع تقرير صادر عن شركة “Alpen Capital” أن يصل معدل النمو السنوي المركب لإجمالي سوق التجزئة الكويتي إلى 6.7% في الفترة بين عاميّ 2013 و2018، في وقت ينمو فيه قطاع تجارة التجزئة في منطقة الخليج بأكملها بواقع 7.3%.
ينعكس نمو قطاع تجارة التجزئة على قطاع التجارة الإلكترونية في الكويت، والذي ارتفعت قيمته من 197.4 مليون دولار عام 2009 إلى 762.4 مليون دولار في 2013، بواقع نمو 40%، بينما يتوقع له النمو المتزايد بواقع 24% بحلول عام 2018.
تعتبر منتجات الجمال والموضة، واحدة من أهم مكونات قطاع التجزئة في الكويت، البلد الذي يضم مجموعة كبيرة من أشهر العلامات التجارية عالميًا في عالم الموضة.
تبرر تلك الحقائق انطلاق عشرات مواقع التجارة الإلكترونية في الكويت في قطاع الموضة. تضمن ذلك موقع “لو تاتش”LeTouch، الذي انطلق على يد أسماء علي في 2010، مستهدفًا الفتيات والسيدات من عُمر 15 لـ45 عامًا.
أطلقت علي موقع “LeTouch” عام 2010 (بالشراكة مع زوجها نعيم الرحمن) لتبيع من خلاله ملابس نسائية من تصميمها، الذي يساعدني بالاستثمار والأمور التقنية، لكن لايزال المشروع تحت إدارتي”، تقول علي خلال حوارها لـ”انتربرنور العربية”.
تعتبر “LeTouch” الآن علامة تجارية مستقلة في عالم الموضة النسائية بالكويت، كما أن لها عددًا كبيرًا من الزبونات في بعض دول الخليج أيضًا.
لكن لا تعتمد علي على علامتها التجارية فقط، بل تستعين أيضًا ببعض الموردين من الكويت وخارجها. يتضمن ذلك موردين من اليابان والصين وكوريا.
في هذا الصدد تشرح علي: “تعتبر اليابان دولة متقدمة جدا في مجال الموضة، إذ تستضيف مجموعة من أكبر الفاعليات العالمية بالمجال، وأكثر ما يميزها من وجهة نظري أن بعض تصاميم الموضة بها تناسب ثقافتنا العربية الإسلامية، أما الصين وكوريا فكثيرا ما ينسخان عن اليابان”.
تطور في التسويق..
بدأت علي التسويق لمنتجاتها في 2007 من خلال المنتديات والمعارض والمجلات المطبوعة، حيث لم تكن قد أطلقت موقعًا إلكترونيًا آنذاك، ولم تحصل المؤسسًة على مردود جيد من تلك القنوات التسويقية.
لم تكن علي مُلمة بمتطلبات البيع على الإنترنت، ولكنها اكتشفت صعوبته بعدما أطلقت موقعها، عندما اصطدمت بواقع المستهلك العربي، الذي غالبًا ما كان يقارن الأسعار على الإنترنت ثم يذهب إلى المتجر ليُتمم عملية الشراء.
ظلت الأمور غير مستقرة، حتى قامت ما أسمته علي بـ”ثورة الانستجرام” التي غيّرت مجرى الأمور تمامًا مع “LeTouch”. ساعدت منصة التواصل الاجتماعي عن طريق مشاركة الصور مشروع “LeTouch” على تسويق منتجاته المحلية والعالمية، ونجح في استقطاب عدد أكبر من العميلات.
كما وانضم تطبيقا “واتس اب” و”سناب شات” كوسيلة تسويق ناجحة لمنتجات “LeTouch”، حتى صار الآن تسجيل الطلبات يتم إما عن طريق الموقع أو “واتس اب”.
وعن “سناب شات” تقول علي: “بدأ حجم المبيعات التي تتم عن طريق عميلات “سناب شات” يتجاوز حجم الطلبات التي تأتي من “انستجرام” منذ أكثر من عام”.
لعل السر وراء زيادة المبيعات الناتجة عن التسويق من خلال التطبيقات؛ يعود للأرقام التي تؤكد أن حجم اختراق الهاتف الذكي في الكويت تخطى حاجز الـ50% من إجمالي التعداد السكاني، بينما تخطى 83% في الخليج خلال 2015.
الدفع الإلكتروني صار أسهل..
كان انتشار الهاتف الذكي هو السر وراء تلاشي صعوبة الدفع الإلكتروني أيضًا، إذ واجهت علي صعوبة بداية الأمر مع مسألة الدفع الإلكتروني، الأمر الذي حتّم عليها إتاحة طريقة الدفع عند الاستلام داخل الكويت، إلا أنها بعدما توسعت بالبيع إلى دول الخليج، صار حتميًا أن يكون الدفع مسبقا للطلبات التي تتم من خارج الكويت.
الآن 60% من الطلبات تستخدم طريقة الدفع عن الاستلام، بينما 40% من المستخدمين يدفعون إلكترونيًا، “لكن أظن أن مسألة فوبيا الدفع الإلكتروني أوشكت على الإنتهاء من أذهان المستهلكين العرب، فالأمور صارت أسهل الحين”، تقول علي.
يتم شحن الطلبات التي تُجرى على “LeTouch” لأي دولة في العالم ماعدا “سوريا والعراق وفلسطين، باعتبارها دول فيها مشكلات أمنية، لكن أغلبية الطلبات تأتي من الكويت ودول الخليج”.
تقوم شركة DHL بشحن الطلبات التي تُجرى على موقع “LeTouch” دوليًا، أما محليًا بالكويت فالشركة متعاقدة مع 5 سائقين بسياراتهم يقومون بتوصيل الطلبات لزبونات الموقع.
تحتاج الطلبات على “LeTouch” لمدة لا تتجاوز 24 ساعة لتصل إلى عميلات الموقع داخل الكويت، أما عميلات الخليج فيستلمن الطلبات في فترة تتراوح من يوميّن إلى 3 أيام، وهي نفس الفترة التي يقوم فيها الموقع بردّ البضائع المُباعة، في حال ما إذا كان هناك أي مشكلات بها في اللون أو القياس.
ورغم أن تقنية “ماسنجر بوت” صارت من المتوقع أن تُحدث ثورة في عالم مواقع التجارة الإلكترونية، إذ يُنتظر أن تستخدمها تلك المواقع للرد المؤتمت كبديل لخدمة العملاء، تعتقد علي أنها لن تتمكن من الاعتماد عليه، نظرًا لأن “أسئلة المستهلك أحيانًا لا تكون متوقعة، وتتطلب تدخلًا بشريًا”.