خاص ايمان مصطفى
يشير مصطلح الواقع الإفتراضى VR إلى التقنيات التى تنقل المستخدم من بيئته التى يتواجد بها إلى عالم افتراضي، باستخدام نظارة ذكية ونظام صوتي ثلاثي الأبعاد، يهدف إلى تعزيز تجربة المستخدم.
يعتمد الواقع الافتراضي على فيديوهات غالبًا ما تكون مُصممة بتقنية 360 درجة، مما يسمح للمستخدم مشاهدة المنظر الموجود أمامه من جميع الزوايا، وكأنه يتواجد بالفعل فى ذلك المكان.
وتطور العديد من أكبر وأغنى الشركات التكنولوجية الخاصة أجهزة خاصة بالواقع الافتراضي من بينها فيسبوك، مايكروسوفت، جوجل، سامسونج، سوني، نينتندو، هواوي، وآبل التي سوف تعلن عن عدد لا يُحصى من الأجهزة المتصلة بآيفون الجديد، مما سوف يؤدي إلى زيادة تبني مفهوم الواقع المعزز والواقع الافتراضي.
وتتوقع دراسات وتقارير أن تصل حجم الاستثمارات في قطاع الواقع الافتراضي والمعزز إلى 150 مليار دولار، بحلول عام 2020.
الواقع المعزز وجهة مستقبلية لـ”مارك زوكربيرج”..
وتستفيد العديد من القطاعات من تقنية الواقع الافتراضي، مثل المنصات الاجتماعية، إذ أشار “مارك زوكربيرج” مؤسس “فيسبوك” إلى الواقع الافتراضي، باعتباره منصة التواصل الاجتماعي مستقبلًا، حيث يسمح الواقع الافتراضي لأشخاص موجودين في جميع أنحاء العالم بتبادل الخبرات داخل فضاء افتراضي واحد، ويشمل ذلك المشاركة في اللعب، أو الذهاب في جولة إلى الأماكن التاريخية الهامة، إضافة إلى أشكال جديدة من التعلم عن بُعد.
كشف “زوكربيرج” خلال مؤتمر مطوري فيسبوك f8 عن إطلاق منصة واقع افتراضي تمكن المطورين من إنشاء فلاتر وإطارات خاصة بهم، كما عرض نموذجًا يعكس ما سيبدو عليه الواقع المعزز من خلال عرض صورة ثابتة يمكن تحويلها إلى مشهد ثلاثي الأبعاد، يمكن للمستخدم التحرك حوله وتغيير الإضاءة وإضافة التأثيرات.
كما تحدث زوكربيرغ عن كيفية استخدام الواقع المعزز لترك رسائل للأصدقاء في أماكن معينة، مثل ترك رسالة للزوج على الثلاجة.
وأكد “زوكربيرج” على أن الواقع المعزز سوف يغير الطريقة التي يستخدم بها الناس هواتفهم الذكية، مضيفًا أن هناك قائمة طويلة من أجهزة الواقع المعزز لإنتاجها في المستقبل، من بينها النظارات والعدسات اللاصقة من أجل رؤية العالم من خلال عدسة الواقع المعزز.
لاعبون رئيسيون حول العالم..
وهناك خمس شركات من المتوقع أن تُقدم الكثير في هذا المجال وهي “ليندن لاب”، “AltspaceVR“، ” VReal“، “PlutoVR“، و “VRChat“.
وفي خضم التطةر التقني السريع الذي يشهده العصر، انخفضت أسعار كاميرات الـ 360 درجة من أكثر من 10 آلاف دولار إلى أقل من 100 دولار في غضون بضع سنوات قليلة. ومن أفضل الشركات في هذا القطاع شركة “Insta360” التي توفر كاميرات يتراوح سعرها من 3500 دولار لأقل من 129 دولارًا، وشركة “Giroptic” التي تشتهر كاميراتها بسهولة الاستخدام، و”JauntVR” لسينما الواقع الافتراضي، و” 8i” التي تعزز تجربة البشر الافتراضيين وتجعلها نابضة بالحياة أكثر.
وسوف تصبح سماعات الواقع الافتراضي بنفس أهمية الهواتف الذكية في الوقت الحاضر، ومن أهم الشركات التي تنتجها شركتي “Lumus” و”آبل”، كما سوف تتوافر في المستقبل أجهزة واقع معزز تتلقى الأوامر من خلال الإيماءات أو الإشارات، لتنفيذ أوامر المستخدم، مما يسهل عليه عمل الكثير من الأشياء في وقت واحد.
ومن بين الشركات الرائدة في هذا القطاع “LeapMotion” التي توفر سماعات رأس تستجيب للإيماءات، وشركة “ Eyefluence” التي اشترتها جوجل نهاية العام الماضي.
كيف يشكل القطاع مستقبل التجارة الإلكترونية؟
استمرارًا لتوغل تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز في شتى مناحي الحياة اليومية للمستخدم على الشبكة، فإن هناك العديد من المزايا التي قد يوفرها قطاع الواقع الافتراضي للتجارة الإلكترونية، وذلك على النحو التالي:
1– ثقة المستهلكين
فشل متجر “وول مارت” على مدار عقدين في تبني تقنيات الإنترنت، مما مكّن “أمازون” من جذب نسبة كبيرة من جمهور “وول مارت”. ويواجه معظم العملاء تحديًا في إمكانية تحديد ما إذا كان المنتج المعروض عبر الإنترنت يناسبهم أم لا، لذلك توفر تقنية الواقع المعزز الثقة التي تحفز العملاء لإتخاذ قرارات الشراء. فتجار التجزئة عليهم البحث عن سبل لدمج تقنية الواقع المعزز في متاجرهم، مما يتيج للعملاء رؤية المعلومات المفصلة عبر الإنترنت، مثل الآراء المتعلقة بالمنتج والسعر، مع رؤية المنتج عبر الهاتف.
كما يوفر الواقع المعزز للمستخدمين تجربة التسوق عبر المتجر بغض النظر عن موقعهم، فيمكن تركيب الأشياء ثلاثية الأبعاد في أي مكان، فشركة “أيكيا” تسمح للمستخدمين بالفعل بتخيل قطع الأثاث في المنزل، بينما تسمح شركة “كونفرس” للمستخدمين بتخيل شكل الأحذية على أقدامهم من خلال استخدام تطبيقات الهاتف الذكي.
2- تحويل الواقع المعزز إلى واقع ملموس
يجب على متاجر التجزئة استخدام الواقع المعزز كعنصر هام من عناصر التسويق والمبيعات لضمان تحقيق أهدافه مع المستخدمين، ويمكن فعل ذلك من خلال الاهتمام باحتياجات العملاء وأهداف شركاتهم، وهناك 3 اعتبارات هامة:
كما وتوفر تقنية الواقع المعزز ميزة للمتسوقين المترددين، فعلى سبيل المثال يستخدم تطبيق شركة “سيفورا” تقنية ” ModiFace” للسماح للمستخدمين بالتقاط صورة سيلفي، وتجربة مجموعة متنوعة من مستحضرات التجميل عن بُعد، بدلاً من قضاء ساعات في الاختيار بين المنتجات المتاحة في المتجر، مما يضيق الخيارات المتاحة ويسهل عملية التسوق.
هناك منافسة كبيرة بين الأسواق الفعلية والأسواق الإلكترونية، ويساعد الواقع المعزز متاجر التجزئة على مواكبة التطورات الكبيرة التي حدثت على مدار السنوات الماضية، فعلى سبيل المثال تتميز شركة ” واربي باركر” للنظارات عن المنافسين بسماحها للمتسوقين بتجربة المنتجات قبل شرائها، ويوفر التسوق الإفتراضي هذه الميزة أيضًا دون تكاليف خاصة بشحن المنتجات للعملاء، وقد أظهرت دراسة أجرتها شركة “Walker Sands” عام 2015 أن 35% من المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سوف يتسوقون عبر الإنترنت إذ تمكنوا من التفاعل مع المنتجات عبر الواقع الافتراضي.