**ألف مؤثر من 11 دولة شرق أوسطية ينشطون على 6 من وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة 50 علامة تجارية
**أرباح المنصة من اشتراكات الشركات والمؤثرون يسجلون مجانا وأسعارهم تبدأ من 100 دولار وتصل لـ15 ألف دولار
خاص: حنان سليمان
يعتبر التسويق باستخدام المؤثرين هو ظاهرة عالمية وصناعة سريعة لكن له طبيعة خاصة في الشرق الأوسط حيث تشير دراسات تسويقية إلى أن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي أعلى المناطق ثقة في الرأي الإليكتروني للمستهلك وقال 71% في الإمارات إنهم يهتمون بالشراء من العلامة التجارية اذا ما رشحها المؤثر الذي يثقون في رأيه.
ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها بين “فيسبوك” و”تويتر” و”انستجرام” و”يوتيوب” و”سناب تشات” وغيرها، تنامى دور ما يعرف بالمؤثرين أو influencers ومن يعتبروا من موجهي الرأي على هذه المنصات من أصحاب الأعداد الكبيرة من المتابعين الذين يبدأ عددهم ببضع آلاف ويصلون لبضع ملايين. هذه الفئة من المؤثرين باتت وسيلة هامة في مجال التسويق يلجأ إليها المسوقون وأصحاب الحملات الإعلانية لتمرير رسائلهم الدعائية بشكل ومضمون غير تقليدي يناسب فئة الشباب بشكل أكبر الذين يرتبطون بالشخصيات التي لديها قنوات يوتيوب شخصية أكثر من المشاهير التقليديين في مقابل انخفاض الثقة في صناعة الإعلانات التي لا تتم بالنزاهة المطلوبة كما يراها الغالبية فضلا عن أن التسويق بالمؤثرين أثبت نجاحه بالفعل من خلال النتائج. كل هذا جعل الأمر يصير أشبه بالمهنة وفرصة لجني الأرباح لهؤلاء المؤثرين. عن بيزنس التسويق بالمؤثرين نتحدث إلى شيفاني كولشريستا، مديرة علاقات المؤثرين بمنصة Front Row الذي انطلق منذ مطلع العام الماضي عن شركة Socialize ويضم اليوم قرابة ألف مؤثر من 11 دولة في 20 مجال مختلف بين أزياء وأسلوب معيشة ومأكولات وسيارات وغيرها على 6 وسائل تواصل اجتماعي لتخدم بذلك أكثر من 50 علامة تجارية.
**كيف جاءت فكرة “فرانت رو”؟
الفكرة ترجع إلى أكانكشا جويل، مؤسسة وكالة “سوشيالايز” عندما أرادت إيجاد حل لتوفير ساعات كثيرة ضائعة في عملية البحث عن المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي ومراجعة صفحاتهم الشخصية وتجميع وسائل الاتصال بهم ومعدل أسعارهم في الحملات الدعائية. قررنا حينها أن نتيح النتائج التي نتوصل إليها للمسوقين بالمنطقة ليكون الأمر أشبه بـone-stop-shop للعثور على المؤثرين ومعرفة البيانات الخاصة بكل منهم ثم التواصل معهم بينما تركز الوكالات والشركات على فكرة الحملة وكيفية التنفيذ. ومنذ انطلاقنا في يناير 2016، باتت “فرانت رو” تعتبر قسما منفصلا عن مجموعة “سوشيالايز” تدار بواسطة رواد أعمال من الداخل Intrapreneur يعيدون تشكيل المنصة دوريا بمتابعة كل جديد في السوق واضافة مزيد من الخدمات. حاليا نحن فريق من 5 أشخاص نعمل في تطوير المنصة تقنيا وفي ادارة المؤثرين.
**ما الخدمة التي توفرها المنصة؟
نحن نجمع مجموعتين مختلفين من محبي السرد القصصي للتعاون سويا. خدمتنا الأساسية هي قاعدة بيانات المؤثرين التي تسهل عملية البحث على العلامات التجارية والوكالات فيكون التركيز على الأكفأ والمؤثر المناسب للحملة. نعكف حاليا على إطلاق منصة للحملات تستطيع فيها الشركات والوكالات إشراك المؤثرين مباشرة عن طريق الموقع بحيث تكون عملية التواصل أكثر أوتوماتيكية بما يسمح للعلامة التجارية أن تشرح فكرة الحملة وتنسق العمل بين المؤثرين على المنصة.
إلى جانب ذلك، نقدم خدمات مخصوصة للعلامات التجارية التي ترغب في الاستفادة بشكل أكبر من خبرة فريقنا في ادارة المؤثرين وخدمات أخرى استراتيجية وفنية من تدريبات وترشيحات على أساس أفضل ممارسات واستراتيجيات حملات وانتاج فيديوهات وغيرها.
**عم تبحث العلامات التجارية في المؤثرين؟
غالبية الشركات تريد تعاونا مع مؤثرين يخلق وعيا وتقديرا أكبر لمنتجاتهم. لاحظنا اهتماما على المؤثرين المتوسطين الذين يتراوح عدد متابعيهم بين 20-100 ألف على انستجرام لأنهم عادة يكون لديهم تأثير كبير ومتابعين نشطين لكنهم غير متشبعين بعد بالترويج للعلامات التجارية. تختلف طلبات التعاون من علامة تجارية لأخرى فالبعض يرغب في حضور المؤثر فعالية ما والكتابة عنها فيما يفضل آخرون أن ينتج المؤثر محتوى ما أو يقدم مراجعة review عن منتج الشركة. نرى أيضا أن هناك توجه يتزايد لدى الشركات في ترك الحرية للمؤثر لاختيار كيفية الترويج للعلامة التجارية أو للمنتج. أكثر المنصات شهرة لترويج المحتوى بالنسبة للمؤثرين نيابة عن العلامات التجارية هي “انستجرام” تليها “سناب تشات” للفعاليات و”يوتيوب” للمراجعات المصورة video reviews.
**هل تقومون بدعوة المؤثرين للانضمام للمنصة؟ وما هو متوسط أسعارهم؟
غالبية المؤثرين يأتون عن طريق ترشيحات لكننا دائما نبحث عن كل من يخلق محتوى فريدا وعن المدونين الذين يكتبون في موضوعات جديدة بالمنطقة. تختلف أسعار المؤثرين كثيرا فهم يتأقلمون مع الاحتياجات الجديدة التي تظهر ومع ميزانيات الشركات فالتباين في الأسعار يختلف من مجال إلى آخر وحسب الفترة الزمنية وحسب الشركة المعلنة. تبدأ الأسعار من 100 دولار في البوست الواحد وقد تصل إلى 3 آلاف دولار. أعلى سعر لدينا حتى الآن مما تم قبوله هو 15 ألف دولار لإنتاج فيديو عبارة عن مراجعة لأحد المنتجات review على يوتيوب.
**كيف تحققون الأرباح؟
منصتنا تصل العلامات التجارية والوكالات بالمؤثرين ولهذا لا نقتطع نسبة من اتفاقات المؤثرين فهم يسجلون على المنصة بالمجان. نكتفي بالاشتراكات التي تدفعها الوكالات والشركات وهي تتراوح بين اشتراك مجاني ذي مزايا محدودة وبين اشتراك قيمته 400 دولار في الشهر وآخر مقابل ألف دولار شهريا. هذه الشركات يكون لديها فرق تسويق داخلية تبحث عن قاعدة بيانات لهؤلاء المؤثرين للاستفادة منهم وتستطيع التواصل معهم عن طريق “فرانت رو” والتفاوض مع كل منهم على حدة بشأن الماليات وبناء علاقات طويلة الأجل. نقدم أيضا خدمات خاصة للشركات مثل أبحاث عن المؤثرين وادارة الحملات الإعلانية وتعاون في التصميمات الدعائية والتكلفة تختلف من خدمة لأخرى.
**ما أبرز الحملات الإعلانية التي تمت عن طريقكم؟
منصتنا تساعد الشركات والمؤثرين على التواصل بشكل مباشر لأننا نؤمن أن كل منهم يعرف جمهوره أفضل منا فلا نتتبع الصفقات لكن الأسبوع الماضي مثلا تواصلت معنا 8 شركات مباشرة لنقدم لهم حلولا تناسب ظروفهم. مؤخرا أيضا عملنا مع شركة “ماجي” لإمدادهم بمؤثرين لإعلاناتهم لهذا العام. وفي العام الماضي، شاركنا “أرامكس” و”رد بول” في فعالية للسيارات نظمها الأخير واصطحبنا فيها اثنين من المؤثرين لدينا.
**ما هي خططكم المستقبلية وأين تتوسعون؟
“فرانت رو” بالنسبة لنا أكثر من مجرد قاعدة بيانات أو خدمة أو منصة بل نراه فرصة ننمي بها صناعة التسويق بالمؤثرين في منطقة الشرق الأوسط لهذا نستثمر في تعليم المؤثرين بداية من تنظيم ورش العمل إلى تقديم نصائح فردية لهم.
حاليا أغلب المؤثرين المسجلين لدينا من السعودية والإمارات والكويت لكننا انتشرنا فيما وراء دول الخليج والشام حتى صار لدينا مؤثرين من دول آسيوية مثل الهند وإيران. التوسع في دول شرق أوسطية وغير عربية هو تطور طبيعي وعلى الأجندة.