القاهرة: حنان سليمان
بالرغم من وجود بعض الفرص التعليمية للشباب المصري لدراسة ريادة الأعمال والبيزنس سواء من خلال كورسات أونلاين أو الجامعات والمنظمات الناشطة بالمجال، إلا أن الطفل عادة لا ينشأ على الإبداع والتفكير خارج الصندوق واعتبار المشكلة التي يواجهها فرصة تجارية يربح منها ويخدم مجتمعه بشكل ما.
من هنا ظهرت “أركاديا كامبس” كبرنامج لريادة الأعمال يستهدف طلاب المدارس من سن 7-18 عاما ويتعامل بشكل رئيسي مع بعض المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية والترفيهية التي تتوجه لنفس الفئة من الجمهور. التعاون الأكبر حتى الآن كان مع إحدى المدارس الدولية في مصر التي وضع لها منهجا لعام دراسي كامل في صف ثانوي تعرف خلاله الطلاب على مفاهيم خاصة بالمجال وبكيفية اختيار أفكار ربحية وصالحة للتنفيذ إلى أن خرجوا بنموذج مبدئي prototype لمشروعاتهم سواء تطبيقات على الهواتف المحمولة أو آلات لتصنيع الجزم أو تدوير المخلفات وغيرها عرضوها بنهاية السنة أمام زملاءهم وإدارة المدرسة وأولياء الأمور.
تقول ميار حسام، مؤسس مشارك: “هدفنا تغيير العقلية والنظرة إلى ريادة الأعمال. نريد أن ننمي حس الإبداع منذ الصغر وحل المشاكل والبحث والاستقصاء وروح الفريق والتعلم والتعامل مع التكنولوجيا كما ننمي أيضا مهارات الثقة بالنفس والتحدث أمام الآخرين وعرض الأفكار”.
ميار هي إحدى المؤسسين المشاركين الثلاث الذين أطلقوا “أركاديا كامبس” في 2014 وهم في السنة الثانية بالجامعة الألمانية بالقاهرة. لدى الثلاثة خلفية في الابتكار وريادة الأعمال عن طريق الدراسة وبعضهم درس أيضا استراتيجيات الإدارة والموارد البشرية.
يعتمد المؤسسون على ما درسوه في الجامعة وعلى قراءات أونلاين في وضع المنهج الذي يتم تدريسه سواء في المدرسة أو في مخيمات صيفية مؤقتة لبضعة أيام حسب كل اتفاق، ويشرف عليه أيضا بعض الموجهين ممن يدرسون ريادة الأعمال ببعض الجامعات الأجنبية. وتتباين أسعار المخيم لكنه عادة يكون بضع مئات من الجنيهات عن الفرد الواحد.
تضيف ميار: “استعنا بطلبة للتدريس في البداية كمتطوعين بعد تلقيهم تدريبا خاصا من قبل مدربين وموجهين في ريادة الأعمال ثم مع تحقيق المشروع أرباحا نهاية العام الماضي تحول إلى عمل بأجر”. وكان البرنامج قد بدأ بتمويل ذاتي من المؤسسين الثلاثة.
يسعى المؤسسون حاليا لاعتماد المدرسين العاملين معهم كمدرسين لريادة الأعمال بشكل رسمي عن طريق التعاون مع منظمة ألمانية متخصصة بالمجال تعطي دورات لتدريب المدربين في ريادة الأعمال. ويصل عدد الطلاب المستفيدين حتى الآن من مخيمات أركاديا إلى 140 طالب.
وتغيب ثقافة ريادة الأعمال ومساحات الإبداع والابتكار عن المناهج التعليمية والمدارس والجامعات بشكل عام في العالم العربي رغم أهميتها، فحسب تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) Global Entrepreneurship Monitor Report، الذي أطلقته الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ بضعة أشهر، فهناك إجماع على أن نظام التعليم لا يقدم المعرفة والمهارات اللازمة التي يحتاجها رائد الأعمال، خالصا إلى أن تعليم أسس ريادة الأعمال في المدارس الخاصة والدولية في المرحلة الثانوية وفي الجامعات أمر ضروري لدعم ريادة الأعمال، كما أن هناك حاجة لنشر السلوكيات الريادية في الثقافة المصرية ومنها سلوكيات المبادرة الشخصية وخوض المخاطرة والإبداع والابتكار والتعلم من الفشل. وتنفذ منظمة “إنجاز العرب” كمنظمة مجتمع مدني مشاريع تعليمية في المدارس الحكومية بمصر لتعليم النشء ريادة الأعمال.
تقدم منظمة “إنجاز” المساعدة لمخيمات أركاديا من حيث توفير المدربين والموجهين كما تساعدهم بشبكة علاقاتها لإتمام اتفاقات وعمل مخيمات جديدة، وذلك بعد أن شاركت “أركاديا كامبس” في مسابقة “إنجاز” لريادة الأعمال ووصلت للنهائيات لكنها لم تكسب.