**15 مليار دولار تنتظر 11 شركة مصرية تسافر للعرض في خمس مدن الشهر القادم
**السوق المصري يشبه السوق في دول أوروبا الشرقية بداية التسعينات
**المستثمر الصيني يهمه البيزنس بعكس الأمريكي الذي يخاف من تأثير الأحداث
القاهرة: حنان سليمان
تبدأ إحدى عشر شركة تكنولوجية مصرية مطلع الشهر القادم جولة عمل مكوكية لمدة أسبوع تقريبا بين خمس مدن في الصين واليابان في الانطلاقة الأولى لفعالية “سوبر أرابيا” التي تعتبر أول حدث لدعم رواد الأعمال في مصر وربطهم بالسوقين الصيني والياباني إما على صعيد الاستثمار أو على صعيد التعاون ونقل الخبرات وتحديدا فيما يتعلق بالتفوق كلاعبين في السوق المحلي على المنافسين المدعومين من الغرب.
الشركات الإحدى عشر التي أعلن عن فوزها بالجولة التي يتحمل المنظمون أغلب نفقاتها، أعلن عنها مساء الإثنين بعد يومين من جلسات استماع بين القاهرة والإسكندرية لما يقرب من أربعين شركة ومناقشة لجنة التحكيم لها. تعمل الشركات في مجالات متنوعة بين الاتصالات والإليكترونيات والتسويق والديكور والنسيج والطاقة المتجددة وإدارة المخلفات والحيوانات الأليفة.
خمسة عشر مليار دولار هو حجم الاستثمار الصيني في تكنولوجيا المعلومات سنويا حسب موقع “سوبر أرابيا”، فماذا سيجري في الصين واليابان بعد أقل من شهر؟ تحدثنا إلى كاتلين براسكو، المدير التنفيذي لـ”سوبر أرابيا”:
**من ينظم الفعالية؟
مجموعة دولية من المستثمرين تقف وراء المسابقة بعضنا لديه أعمال تجارية في الصين بالفعل. أنا من رومانيا وهناك محامي من مصر والبعض من أوكرانيا. علاقتنا بالسوق الصيني تطورت في الخمس سنوات الأخيرة وستكون الجولة القادمة هي الزيارة الاثني عشر للمجموعة إلى الصين وهي الخامسة لي بشكل شخصي.
**كيف ترى السوق المصري اليوم؟
السوق المصري مشابه بدرجة كبيرة لرومانيا أو أوروبا الشرقية في بداية التسعينات. وقتها كان لدي بيزنس في المجر وروسيا ومولدوفا وأوكرانيا وأعلم كيف الوضع. اليوم تشهد مصر تغييرا كبيرا في الوضعين الاجتماعي والاقتصادي ويريد الناس مزيدا من الأشياء ومعرفتهم في ازدياد كذلك. يعرفون أن هناك أشياء أفضل في الحياة ويريدون أن يصلوا إلى هناك حتى ولو لم يكن السوق ليس هناك بعد. نفس الوضع كان كذلك عندنا لكن الأمور تسير بوتيرة أبطأ في مصر. الوضع كله كأنه déjà vu بالنسبة لي.
**لماذا الصين واليابان تحديدا؟
الشركات المصرية في حاجة لتمويل من أسواق نجح فيها اللاعبون المحليون في هزيمة المنافسين من الخارج. وهذا يعني التوجه للصين بمساعدة اليابان فالصينيين بالفعل هزموا منافسيهم الأمريكيين في السوق الصيني فلا توجد شركة أمريكية كبرى واحدة لديها قاعدة في الصين فضلا عن أنهم توسعوا خارج حدود بلادهم إلى أندونيسيا والفلبين والهند وهم مهتمون بدخول الأسواق النامية التي يفهموها. الصينيون يبحثون عن الفرص ولديهم مليارات الدولارات للاستثمار والوضع أشبه بالخليج في السبعينات مع ظهور النفط حين كان لديهم مال وفير لكن ليس لديهم منافذ داخلية للاستثمار في بلادهم لأن السوق محدود. اليوم في الصين، سوق الانترنت مستقر والتوسع داخليا غير ممكن كذلك الإبقاء على المال في البنوك لأخذ الفوائد أمرا غير مربح بالدرجة المطلوبة. الصينيون يرون في السوق العربي فرصة مثيرة للاهتمام، لكنهم يرون أنه من غير المنطقي أن يكون التعامل مع كل شركة ناشئة كل على حدة، لهذا من واقع خبرتنا نقول أن احضار عدد كبير من الشركات الناشئة المصرية إلى الصين سوف يخلق ما يمكن أن نعتبره “سوبر ماركت مصري” للصينيين واليابانيين.
الصينيون أيضا يمزجون بين الاستثمار الخالص وبين الاستحواذ الجزئي على شركة قائمة بالفعل. يذهبون في مجموعات ولا يضعون استثماراتهم في شركة واحدة فقط. نتوقع أن يكون هناك نظراء صينيين يفيدون الشركات المصرية في مجالاتهم وتخصصاتهم في عملية التنفيذ والنمو وكيفية التفوق كلاعبين محليين على المنافسين.
**هل يعني هذا أن المستثمرين في الصين يرغبون في الاستثمار في شركات مصرية لكنهم لا يريدون المجئ بأنفسهم؟
المستثمرين الكبار سيأتون للسوق المصري مثل بايدو التي جاءت بالفعل، لكن من لم تستقر خططه بعد مثل موقع “علي بابا” يتردد في المجئ للقاهرة أو دبي أو كلاهما. نحن نسهل العملية عليهم ونظهر الفرص المثيرة للاهتمام.
**لماذا بدأتم بمصر؟
لأننا نبحث عن سوق كبير به مزايا نوعية. دبي أفضل للوجيستيات وأي شئ لا يستهدف الناطقين بالعربية لكنها أيضا توظف عمالة أجنبية لأنها تفتقد للمهارات المحلية وبالتالي فهي أغلى من مصر. مصر أيضا تتوجه لدول المشرق ودول المغرب. الناس حتى أصحاب الثقافة العالمية منهم تبقى لديهم نزعة وطنية لمنتجاتهم المحلية. المصريون يأكلون العيش البلدي مثلا بشكل يومي وإن أحبوا الباجيت الفرنسي أو الكرواسون لكنه ليس طعام كل يوم. لن نذهب لدبي لنصنع العيش البلدي بطباخ هندي ومدير فرنسي.
**كيف يختلف المستثمر الصيني عن المستثمر الأمريكي؟
كلاهما لديه الجرأة لكن الأمريكيين يميلون للاستثمار أو الاستحواذ على شركات كبيرة مثل سوق.كوم وليس شركات صغيرة. المستثمرون الصينيون لا يخافون بعكس الأمريكيين الذين يخشون على أعمالهم التجارية مما يشاهدوه على شاشة التليفزيون من أحداث. الصينيون يعملون في أي مكان وأي وضع بالعالم يقدمون على المخاطرة ولا يكترثون لحروب خارجية أو حروب أهلية. الحياة تستمر. حتى في سوريا.. ترين قنبلة على مدرسة مثلا لكن في وسط ما يحدث يحاول الناس استكمال العملية التعليمية. الحياة لا تتوقف، لهذا نتجنب رأس المال الغربي ونركز على الصين فهي الفرصة الأكبر للشركات الناشئة الآن. وإن كانت صفقة استحواذ موقع “أمازون” الأمريكي على “سوق.كوم” كبيرة، فإنها تعد استثناء بسيطا للسائد خاصة ولو رأينا عدد حالات “الخروج” للشركات العربية مقارنة بغيرها في دول العالم.
**ما هي المعايير التي تبحثون عنها في الشركات المشاركة في جولتكم الشهر القادم؟
نحتكم إلى الفكرة وهل تعتبر عملا تجاريا يمكن أن يتوسع في السوق العربي فهذا هو ما يبحث عنه المستثمر الصيني. ربما تكون الفكرة جيدة لكن سوقها في الخارج لندن مثلا أو سان فرانسيسكو أو أمستردام لكن المستثمر الصيني لو أراد الوصول لهذه الأسواق لن يمر عبر القاهرة.