القاهرة – ايمان مصطفى
تقول شركة الخدمات المالية والاستشارات PWC، في تقرير لها نشرته العام الماضي، إن المشروعات التقنية القائمة على اقتصاد المشاركة حققت 15 مليار دولار كعوائد في 2014. وتوقع التقرير أن تنمو تلك العوائد لتصل إلى 335 مليار دولار بحلول 2025.
وبينما حصدت كل من شركتيّ “كريم” و”أوبر”؛ عملاقتيّ مشاركة السيارات الخاصة؛ استثمارات بلغت 421.7 مليون دولار، و13.8 مليار دولار على التوالي خلال السنوات البضع الماضية؛ توالى ظهور شركات أخرى في المنطقة تعمل في قطاع اقتصاد المشاركة بواسطة التكنولوجيا.
تضمن ذلك، “دوبيزل” لبيع السلع المستعملة، والتي حصدت استثمارًا غير مُعلن التفاصيل من الشركة العالمية “OLX”، وتطبيق “مرسال” لتوصيل الطلبات عند الطلب في الكويت، ومنافستها الإماراتية “فيتشر” التي تتوسع الآن إلى مصر أيضًا.
ولعل أهم 3 عوامل وراء فرصة نجاح نماذج اقتصاد المشاركة في مصر، هو ضخامة التعداد السكاني والازدحام المروري الشديد في شوارع العاصمة تحديدًا، مع تأزم الوضع الاقتصادي، ولاسيما بعد تعويم سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار، والذي نتج عنه تضخمًا بلغ 30%، يعد الأول من نوعه في تاريخ البلاد.
انطلق VOO
من هذا المنطلق أعلن رائد الأعمال وليد راشد عن إطلاق “VOO” كأول تطبيق مصري على نظام تشغيل أندرويد و IOS، لتوصيل الطلبات الفوري، بالشراكة مع كلِ من شرين عويس (مسئول التسويق والعلاقات العامة) وإسلام جوهر (المدير التقني).
انطلق المشروع منذ شهر واحد فقط، إلا أن أرقامه تبعث على التفاؤل فيما يتعلق بالصناعة وحاجة السوق.
ففي غضون أربعة أسابيع فقط، حصد تطبيق “VOO” ألف تحميل، وانضم له 600 سائق بسياراتهم الخاصة، وذلك حسب تصريحات شرين عويس، الشريك المؤسس بالشركة، وهي أيضًا مدير عام “كريم” فرع محافظة الأسكندرية في مصر سابقًا.
“تعرفت إلى وليد راشد المؤسس والمدير التنفيذي، أثناء فاعليات قمة “Rise up Egypt” السنوية في مصر، وانضمت لفريق العمل، ومنذ ذلك الحين وصرنا نحضر للإطلاق، وقررنا أن نفتح باب الطلبات للمستخدمين لكل أنواع الأغراض من مختلف الأحجام حتى وإن كانت أمتعة سفر، بشرط ألا يكون السائق مسئولًا عن دفع أو استلام أي مبالغ نقدية”.
وتتابع عويس: “يتيح VOO لمستخدميه توصيل أي شئ من مكان لآخر بسهولة وسرعة، مع رفع عناء قضاء ساعات طويلة في زحام القاهرة، و ذلك عن طريق تحديد مكان الراسل والمستلم و نوع الشحنة وحجمها التقريبي (صغيرة او كبيرة)، ويتم الدفع عن طريق بطاقات الائتمان، مع إمكانية تتبع الشحنة علي التطبيق حتى وصوله ليد المستلم”.
سائقو VOO
وتوضح عويس” يوفر التطبيق فرص لجميع أصحاب السيارات بجميع أنواعها وموديلاتها للانضمام إلى أسطول الشركة بالقاهرة الكبرى. كما يحرص فريق العمل على الاهتمام بعنصر الأمان من خلال عمل مقابلات شخصية لكل السائقين للتأكد من صلاحيتهم للانضمام ، اتخاذ اللازم من ناحية التحاليل الطبية والصحيفة الجنائية، وتوفير تدريبات مكثفة لهم، والحصول على بيانات السائق من التطبيق”.
وإمعانًا في توفير عنصر الأمان، تقول عويس: “على السائق أن يتفقد الشحنة قبل استلامها، ثم يقوم بتوقيع إقرار باستلام الشحنة، من منطلق توفير كل عوامل الأمان للمستخدم”.
خطط مدروسة للتوسع
هذا ويكثف المؤسسون جم اهتمامهم الآن باستهداف الشراكات مع المشروعات التجارية ومواقع التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلي المشروعات الناشئة لتسويق خدماتهم من خلال التطبيق. في هذا الإطار تقول عويس: ” يمكننا من خلال التعاون الاستراتيجي مع تلك المؤسسات والشركات، توفير خدمة التوصيل الفوري لعملائهم، بدلًا من فترات التوصيل التي تصل أحيانًا إلى 10 أيام، مما قد يمثل قيمة مضافة كبرى بالنسبة لهم”.
ولعل اعتماد “VOO” على التقنية، وتبنيها لمفهوم الاقتصاد التعاوني هو السر وراء سهولة توسعها محليًا وإقليميًا.
وفي هذا الإطار تعلق عويس” نخطط لتعميم الخدمة بمختلف محافظات مصر، لننطلق بعدها إلى السعودية قبل نهاية العام، التي تقول دراستنا أنها تخلو من المنافسة، مع وجود حاجة مُلحة لمثل تلك الخدمات نظرًا لمساحة المملكة الكبيرة جغرافيًا، مع محدودية تحرك السيدات تحديدًا من مكان لآخر، الأمر الذي يضاعف فرص نجاح VOO هناك، لكننا لن نسعى لتفعيل تلك الخطط قبل أن نطمئن على استقرار نموذج العمل في القاهرة أولاً”.
فما الذي ينتظر تطبيق VOO في 2017؟