بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
هل كان ما رأيناه في الأسواق هو عبارة عن تصحيح صغير؟ أم أننا أمام بداية شيء أكبر من ذلك بكثير؟ ولماذا حاولت عناوين الأخبار تضخيم هذا التراجع الذي حصل في أسواق الأسهم الأميركية بأكثر من ١٪؟ هل يجب الدخول الآن والشراء نتيجة التراجع أم أن الأفضل هو أن أحمي نفسي من الهبوط؟
هذه هي الأسئلة الأهم التي تلقيتها منذ تسجيل هذا التراجع بنسبة ١٪ يوم الثلاثاء في البورصات الأميركية، ولكن لسوء الحظ ليس هناك إجابات بيضاء أو سوداء في عالمنا الرمادي.
لا يعتبر هذا التراجع بنسبة ١٪ مخيفاً. ففي ٢٠١٦ رأينا أكثر من ٢١ يوماً حصل فيها تراجع بأكثر من ١٪ في مؤشر (S&P 500)، ومع ذلك فإن هذا المؤشر نجح في تسجيل ارتفاع بنسبة ٥٪ منذ يناير / كانون الثاني ٢٠١٦ وحتى يوم الانتخابات الأميركية في ٨ نوفمبر/ تشربن الثاني. وكانت معظم المكاسب المتحققة منذ 9 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى بداية شهر مارس / آذار بنسبة 12.4% تعزى إلى التداول على أساس وعود ترامب، وتحسن الظروف الاقتصادية في أميركا والعالم.
لكن الحركة السعرية التي رأيناها في اليومين الماضيين تشير إلى أن المرحلة الأولى من هذا التداول المرتبط بترامب قد انتهت. وبالتالي فإن الأسهم الأمريكية حالياً في سعرها المثالي (priced for perfection)، ويجب أن نبحث عن مبررات لهذه التقويمات المرتفعة زيادة عن اللزوم.
الإشارات المقلقة
يجري محللو الأسهم حالياً مراجعة لتوقعاتهم لنمو الأرباح ويخفضون هذه التوقعات، كما أن شعبية دونالد ترامب انخفضت إلى 37% بحسب استطلاعات غالوب، في حين أن مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) جيمس كومي أضر بمصداقية الرئيس بشكل أكبر.
وهناك علامات أخرى مقلقة نراها في عدد من فئات الأصول الأخرى. فعلى سبيل المثال، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بأكثر من 20 نقطة أساس مقارنة مع المستويات المرتفعة المسجلة أواسط مارس/ آذار. وإذا كان هذا التراجع في العوائد يذكرني بأي شيء، فهو يذكرني بنيل كاشكاري، رئيس البنك الفدرالي في مينيابوليس الذي كان الشخص الوحيد الذي خالف إجماع زملائه بخصوص رفع الفائدة في آخر اجتماع للفدرالي. لقد كان كاشكاري قلقاً بخصوص البيانات الاقتصادية والتي قال بأنها لا تدعم الاعتقاد السائد بأن الأمور قد سجلت تحسناً كبيراً، ويبدو أن الأسواق تدعم شكوكه من خلال الهروب الكبير إلى السندات التي تعتبر ملاذاً آمناً.
كما أن الوضع مشابه في أسواق الطاقة أيضاً. فرغم أن أسعار النفط كانت قد تعرضت إلى ضغوط كبيرة بسبب تزايد المخزونات الأميركية، إلا أن الأسعار كان يجب أن تحلق عندما يتراجع الدولار لكن هذا الأمر لم يحدث.
لذلك نحن بحاجة إلى الكثير من الأخبار السارة لكي يستمر المستثمرون في الشراء في ثاني أطول سوق صاعدة (bull market) في التاريخ.
إلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير)
اليوم سنكون أمام اختبار أساسي لحالة التداول بناء على وعود ترامب. فالكونغرس الأميركي سوف يصوّت على مشروع قانون لإلغاء قانون الرعاية الصحية (أوباما كير) بعد إدخال بعض التعديلات يوم الاثنين. وإذا صدر القانون، فإننا قد نرى بعض الارتياح في أسواق الأسهم. لكن هناك فرصة كبيرة بأن يصوّت أكثر من 21 من النواب الجمهوريين ضد خطة الرعاية الصحية، الأمر الذي سيكون إن حصل أول خسارة كبيرة لإدارة الرئيس ترامب. وسوف يُنظرُ إلى هذه الخسارة بوصفها تهدد أجندة الرئيس، ويمكن أن يقود ذلك إلى هزة في ثقة المستثمرين.
أنا لا أقول بأننا سنشهد تصحيحاً كبيراً بعد، ولكن بالنسبة للمستثمرين الذين يريدون مواصلة الاستثمار بقدر كبير في أسواق الأسهم، فإنني أعتقد بأن هذا هو الوقت المناسب لشراء ما يؤمّن الحماية للاستثمارات من أي هبوط حاد في الأسواق.
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة ForexTime
إخلاء المسئولية: يشمل المحتوى الوارد في هذا المقال آراء وأفكار شخصية لا ينبغي تفسيرها باعتبارها تتضمن نصيحة شخصية أو نصيحة أخرى استثمارية أو كلاهما، ولا باعتبارها تتضمن عرضا أو اقتراحا أو كلاهما للقيام بأي معاملات في الأدوات المالية، ولا باعتبارها ضماناً أو توقعا أو كلاهما بما سيكون عليه الأداء في المستقبل. ولا تضمن شركة FXTM أو أي من المنتسبين إليها أو وكلاءها أو مديريها أو موظفيها أو مستخدميها دقة أو صحة أو التوقيت المناسب أو شمولية أي معلومات أو بيانات واردة ولا يتحملون أي مسؤولية فيما يتعلق بالخسائر الناجمة عن أي استثمار تم على أساسها.