القاهرة: حنان سليمان
ينطلق الشهر الحالي أول تطبيق هاتفي في مصر لمجالسة الأطفال وتنسيق الدروس الخصوصية وتعليم اللغات باسم Orcas حيث سيتم التوفيق بين المدرس أو جليس الأطفال وبين الآباء بشكل أوتوماتيكي بعد أن كان التوفيق يتم بواسطة بشرية لبضع مئات من المعاملات شهريا عن طريق الهاتف والإيميل.
ينقسم المسجلون على الموقع إلى نوعين؛ الأول وهم المستخدمين من أمهات وطلبة وهؤلاء يسجلون متى رغبوا، والثاني الشركاء من مدرسين وجلساء أطفال وهؤلاء يتقدمون بطلباتهم للتسجيل وتقديم الخدمة من خلال الموقع بعد توضيح خبراتهم ودراساتهم لضمان الأداء واذا تم قبولهم، يحصلون على تدريب خاص من تنظيم الشركة من قبل متخصصين في التعليم. أما في التطبيق الذي سيتم إطلاقه خلال أسبوعين، فإن المستخدم أو طالب الخدمة سيعرض تفاصيل طلبه ثم يحدد له التطبيق اختيارات من مقدمي الخدمة موافقة لطلبه ليختار فيما بينها ويرسل طلبه لمن اختارهم.
ترجع فكرة الخدمة لعام 2013 حين أراد حسام طاهر وعمر سيد إيجاد مصدر دخل من وظيفة بدوام جزئي ففكرا في خدمة مجالسة الأطفال وإعطاءهم دروسا خصوصية. وانطلق المؤسسان من حديقة الأطفال بنادي الجزيرة بالقاهرة حيث وزعا كتيبات صغيرة تحتوي صورا لجلساء الأطفال الذين يمكن التعاقد معهم ولقيا تجاوبا ليقررا بعدها بعام واحد إطلاق بيزنس خاص وهما في أوائل العشرينات، إلا أن الدراسة الجامعية عطلتهم بعض الوقت حتى بداية 2016 حين ركزوا على المشروع بشكل أكبر.
المسابقات مفتاح
بدأت الخدمة باسم Cairo Sitters دون وجود منافس. يقول حسام: “التسويق كان مكلف بالنسبة لنا فكنا نعتمد على عملاءنا وخاصة الأمهات فمن يجرب الخدمة يستخدمها مرة أخرى ويقول لمعارفه ومحيطه وهكذا ننتشر”. شارك المؤسسان في بعض المسابقات الخاصة برواد الأعمال نظمتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومؤسسة إنجاز، وبعد فوزهما وتسجيلهما للشركة، تلقيا أول استثمار في مارس 2014 في حدود 100 ألف جنيه وبعدها ببضعة أشهر تلقيا استثمارا أكبر يغطي الجانب التقني للخدمة لبناء تطبيق هاتفي يسهل عملية التوفيق ويجعلها أوتوماتيكية وهو الذي سيطلق الشهر الجاري.
ظل الاسم Cairo Sitters يعطي انطباعا عاما بأن الخدمة الوحيدة المقدمة هي مجالسة الأطفال ولم تحظً الدروس الخصوصية بالاهتمام الكبير فكان لزاما على المؤسسين تغيير الاسم ليسع الخدمتين المقدمتين خاصة مع الانتشار الموسمي خارج العاصمة المصرية إلى الساحل الشمالي والجونة، فتم تغييره إلى “أوركاس” وهو اسم للحوت يمثل الأمومة والذكاء والوصول لأماكن بعيدة بالعوم كثيرا. واليوم، يقول حسام إن غالبية الخدمات المقدمة الآن تميل قليلا إلى الدروس الخصوصية عن مجالسة الأطفال.
مصدر دخل إضافي
يصل عدد جلساء الأطفال والمدرسين المسجلين بالموقع إلى ألفين نصفهم تقريبا “نشيط” أي يمكنه قبول طلبات فورية، كما يقول حسام. ويستطيع الواحد منهم تحصيل ما بين ألف إلى 1500 جنيها شهريا، فيما يُحصل الموقع نسبة على كل معاملة تتراوح بين 10-30%. وبحسب الخبرة، يتم تصنيف المدرسين بين الفئة الفضية والذهبية والبلاتينية وفي الأخيرة فقط يحدد كل مدرس سعره الخاص.
يضيف حسام: “الأسر التي تستخدم خدمات الموقع غالبا تكون أسرا حديثة شابة تنتمي للطبقتين العليا والمتوسطة ومستخدمة للتكنولوجيا بشكل جيد وذات ثقافة عالمية، ورغم ذلك فهناك مشكلة ثقافية تتعلق باستعداد الأسرة لدفع 120 جنيه في الساعة مثلا في درس خصوصي ولكنها ترى مجالسة الأطفال عبئا ماديا”. وتحاسب الشركة 200 جنيها في أول ثلاث ساعات لمجالسة الأطفال بعدها تكون الساعة بـ35 جنيها. تقدم الشركة الخدمتين مجتمعتين أيضا لنفس العميل في الوقت نفسه.
ولتأمين التعاملات المنزلية، تقوم الشركة بترتيب لقاء عند أول تعامل للآباء على الموقع فيذهب مندوب عن الشركة مع المدرس أو جليس الأطفال الذي تم الاتفاق معه إلى منزل الطفل ويلتقيان به وبأهله.
ربما ترغب الشركة في إضافة خدمة مجالسة المسنين التي أيضا لا ينافسها فيها أحد في السوق المصري.