خاص – ايمان مطفى
تراجع نشاط رأس المال المخاطر في جميع أنحاء العالم بنسبة 24% عام 2016. كما تراجع إجمالي صفقات التمويل من 141 مليار دولار عام 2015 إلى 127 مليار دولار عام 2016، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن شركة الخدمات المهنية “ KMPG”.
يكتسب الحصول على تمويل من شركات رأس المال المخاطر أهمية في حالات محددة، خاصة إذا كان رائد الأعمال يحتاج إلى الدعم والتوجيه الدائم. كما أن مستثمري رأس المال المخاطر الخبراء يعرفون أين تتجه الصناعة وقيمة المستهلكين بها، إلا أن رأس المال المخاطر لا يجلب الإرشاد ورأس المال فقط، فرأس المال المخاطر على اتصال دائم برواد أعمال آخرين، ويمكنهم فتح الأبواب للشراكات التي قد تجعل النمو السريع ممكنًا.
وبالنسبة للكثير من رواد الأعمال يمثل النمو السريع هدفهم الرئيسي للحصول على رأس المال المخاطر، إذ يحتاج أولئك الموجودين في أسواق جديدة أو متغيرة إلى الوصول لحصتهم السوقية في أسرع وقت ممكن.
ووجدت جمعية “Canada’s Venture Capital & Private Equity Association” بالتعاون مع بنك تطوير الأعمال في كندا أن الشركات الحاصلة على رأس المال المخاطر حققت على مدى خمس سنوات نموًا في المبيعات بنحو 3 أضعاف الشركات الأخرى، كما حققت نحو 50% زيادة في أعداد الموظفين ومن المرجح بقاؤها بنسبة 15% أكثر من الشركات الأخرى في نفس المجال.
الحقيقة الصعبة حول رأس المال المخاطر
رغم أن هناك مزايا للحصول على رأس المال المخاطر، إلا أن معظم رواد الأعمال يرغب في أن يصبح مثل “مارك زوكربرج”، ويسعى للحصول على رأس المال المخاطر دون التفكير في أضرار ذلك، ففي حين يعتقد رواد الأعمال أن رأس المال المخاطر يصنع المعجزات لشركاتهم، إلا أنه في الحقيقة أقل من 1% من الشركات تُشيد بالاعتماد على هذه الطريقة، وفيما يلي عدة أسباب لعدم اعتماد الشركة على رأس المال المخاطر:
1- الشركات القائمة على الخدمات
لا تحتاج الشركات القائمة على الخدمات إلى الحصول على رأس مال مخاطر، فكما يقول توني شيربا الشريك المؤسس لشركة تطوير وتصميم البرمجيات “ Yeti LLC” فإنه حين وضع مع شريكه تصورًا لشركتهما كشركة ربحية تقوم على مهارات تطوير التكنولوجيا، كانا يعلمان أنها لن تصبح شركة عامة، وتأتي معظم عروض الاستحواذ التي يحصلان عليها حتى الآن من شركات أكبر مهتمة بخبراتهما أو المحفظة الاستثمارية، وليس من مستثمرين يسعون لكسب الملايين من علامتهما التجارية.
يعمل نموذج رأس المال المخاطر بشكل أفضل مع الشركات القائمة على المنتجات التي تسعى لتحقيق نمو على الأقل لبعض الوقت، حيث يتوسع إنتاج هذه الشركات دون إضافة بنية تحتية أو موظفين، في حين تحتاج الشركات القائمة على الخدمات إلى زيادة الموظفين بمعدل مماثل لنمو العملاء، مما يجعل مثل هذه الشركات ليست في حاجة إلى رأس المال المخاطر.
2- عدم القدرة على تسديد الفوائد المرتفعة لرأس المال المخاطر
رأس المال المخاطر ليس مجانيًا، فإذا كان رائد الأعمال ناجحًا سوف يسعى المستثمرون للحصول على عشرة أضعاف ما قاموا باستثماره، وإذا لم يحقق نجاحًا سوف يسعى المستثمرون لاسترداد أموالهم عبر تصفية الشركة، لذلك ينطوي الحصول على تمويل من مثل هؤلاء المستثمرين على مخاطر كبيرة.
وعلى الجانب الآخر، لدى رواد الأعمال وقت ضيق لإثبات أنفسهم واختيار الأعمال الهيكلية، في حين أن الشركات التي لا تعتمد على رأس المال المخاطر لديها حرية لاستكشاف المبادرات التجارية دون التفكير في تكلفة النمو.
3- التفكير في النمو المتزايد في الأسواق الصغيرة
ليس كل عمل تجاري سيصبح مثل “ٍسناب شات” أو “تويتر”، فالعديد من الشركات خاصة العاملة في قطاع الخدمات في الأسواق الريفية والضواحي من الأفضل ان تحقق نموًا مطردًا.
يقول شيربا إن شركته “ Yeti” تنمو بسرعة إلى حدٍ ما لكنها ليست مثل الشركات الأخرى المعتمدة على رأس المال المخاطر، فالإيرادات الشهرية تنمو بنسبة 15 إلى 20%، إلا أن الشركة لا تسيطر على الأسواق الكبيرة. ورغم ذلك فالشركة قادرة على دفع راوتب جيدة للموظفين، ومعدل النمو آمن ومربح، كما أن لديهم الوقت الكافي للتعامل مع التكنولوجيا الجديدة، وفي نفس الوقت تقديم خدمة جيدة للعملاء. في حين أن الشركة لو كانت حصلت على رأس مال مخاطر لأصيبوا بالإحباط من أنهم ليسوا على الطريق الصحيح لاضطرارهم طرحها للاكتتاب العام.
4- حاجة السوق
قبل الحصول على رأس المال المخاطر ينبغي التأكد من أن هناك عملاء يرغبون في شراء ما تقوم الشركة ببيعه، والتركيز على إشباع حاجة العملاء وإيجاد مكان في السوق، قبل محاولة إقناع المستثمرين بمنح الشركة أموال.
5- فقدان السيطرة
بمجرد الحصول على تمويل رأس المال المخاطر يكون رائد الأعمال تحت رحمة هذه الشركات، حتى ولو كان يمتلك غالبية حصة الشركة، فإن باقي الحصة والأرباح والسيطرة سوف تكون من نصيب مجلس إدارة آخر يمكن أن يكون له رؤية مختلفة عن رؤية رائد الأعمال، مما يؤثر على مستقبل الشركة، خاصة أن مستثمري رأس المال المخاطر إذا طلبوا مقعد أو مقعدين في مجلس الإدارة سيكون لهم الحق في التصويت أو الاعتراض على القرارات الرئيسية، والحق في إقالة رائد الأعمال نفسه أو أعضاء الفريق.
6- التركيز على المستثمر وليس المستهلك
– التخلي عن السيطرة لصالح المستثمر يجعل رائد الأعمال يضع المستثمر كأولوية بدلاً من العملاء، كما أن المستثمر قد يطلب امتيازات لا يحصل عليها صاحب الشركة نفسه مثل حصص من الأرباح وسند مالي.
7- التركيز على جمع الأموال بدلاً من صناعتها
– يهدر رواد الأعمال الكثير من الوقت في محاولة مطاردة المستثمرين للحصول على تمويل، بدلاً من السعي نحو المستهلكين للبيع وتحقيق أرباح.
8- معدل الحرق مع رأس المال المخاطر
معدل الحرق هو مقدار المال الذي تنفقه الشركة شهرياً- خاصة رأس المال المخاطر- لأداء مهامها ولزيادة الإيرادات، وقد تم إغلاق شركة “ Zirtual” فجأة على سبيل المثال بسبب عدم القدرة على التحكم في معدل الحرق الخاص بالشركة ونفاد الأموال.
9- فقدان الحيوية التي يتطلبها العمل في شركة دون رأس مال كبير
يعترف معظم رواد الأعمال أن العمل بأموال شخص آخر أمر غير واقعي، لأن من الصعب الحفاظ على القدرة والتحكم في الأمور في ظل انطباع كاذب بأن الشركة غنية وتمتلك هذه الأموال بالفعل.
10- تركيز الهدف على الخروج من السوق بدلاً من استمرار الشركة
إذا كان هدف رائد الأعمال الأساسي تحقيق نمو الشركة على حساب الربح، فسوف يدور دائمًا في حلقة مفرغة لجمع المزيد من الأموال، ومن المرجح أن يؤدي عدم القدرة على تأمين المزيد من رأس المال المخاطر إلى انهيار الشركة، وذلك بسبب الاعتماد على أراء الآخرين بناء على توقعات افتراضية، بدلاً من الاعتماد على نموذج أعمال قوي يؤدي إلى تحقيق أرباح ورضا العملاء.