محمد معتز الخياط – رئيس مجلس إدارة أورباكون للتجارة والمقاولات
في عصر التكنولوجيا من يستطيع أن يؤكد وجود اقتصاد ثابت في العالم لا تطرأ عليه أي تغيرات؟ الجواب بالنفي طبعا. كم من شركة صغيرة يقف وراءها شاب أو مجموعة شباب تصدر تطبيقا للجوال أو الانترنت تقفز فجأة وتتصدر السوق ؟ نسمع ونرى كل يوم الجديد في هذا المجال.
إذن، لم يعد هناك اقتصادات ثابتة، بل هي متحولة وعرضة للتغير والتأثر بالتحولات العالمية المذهلة التي تنقل البشرية من محطة إلى محطة بسرعة كبيرة .. لذلك دعوني أسمي اقتصادات المستقبل اقتصادات المجهول.
أولا: اقتصادات المجهول هي أسرع اقتصادات في العالم. تتوازى سرعتها مع سرعة التقدم التكنولوجي. لاحظوا جيدا أن قيمة بعض التطبيقات على جهاز الموبايل توازي قيمة شركات قديمة وعريقة، لا بل أكثر في بعض الأحيان.
ثانيا: في قتصادات المجهول يلعب المستهلك دورا محوريا فيها وليس ثانويا. لماذا نجحت التطبيقات التي ذكرتها أعلاه ؟ لأن المستهلك استخدمها ورأى أنها مفيدة له في حياته اليومية. هذه الاقتصادات تلبي حاجة المستهلك دائما في كل دقيقة وساعة ويوم وليس فقط لمرحلة مؤقتة.
ثالثا: اقتصادات المجهول متنوعة. نحن يوميا نتحدث عن أهمية تنوع الاقتصادات ولكن اقتصادات المستقبل لن تنتظرنا لننهي حديثنا لأنها هي من ستفرض التنوع علينا ونحن علينا فقط أن نلائم أنفسنا معها وإلا نخرج من السباق الاقتصادي. مثلا، التغيرات المناخية الحاصلة في العالم ألن تفرض تغيرات في الاقتصادات القائمة على الزراعة ؟ الحروب والكوارث والأزمات ألن تفرض تغيرات في الاقتصادات أيضا ؟ من يعرف ما هي ماهية المواد الجديدة التي يمكن أن يتم اختراعها (أقل تكلفة وأكثر إنتاجية) لتدخل في الإنشاءات ؟
ما نعرفه عن اقتصادات المجهول هو سرعتها وقدرتها على فرض أنماطها ولكن معرفتنا بشكل هذه الأنماط وتفاصيل التغيرات التي تحدثها هذه الاقتصادات محدودة. علينا الاستعداد جيدا للتحديات الاقتصادية العالمية القادمة.