خاص – entrepreneuralarabiya.com
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
التوجهات الواضحة للسياسة النقدية والبيانات الاقتصادية الصلبة لم تستطع ان تدفع الدولار الأمريكي الأسبوع الماضي. جنيت يلين قدمت بيانا واضحا في شهادتها أمام الكونغرس الأمريكي بـانه ليس من الحكمة الانتظار طويلا لسحب التيسير النقدي، وتبع شهادتها العديد من تصريحات زملائها حيث اتبعوا نفس اللهجة، لا سيما من رئيس الاحتياطي الفيدرالي بمدينة بوسطن، “إريك روزنجرين” والذي أشار بأن الفدرالي قد يرفع معدلات الفائدة بأكثر من ثلاث مرات هذا العام.
على صعيد البيانات الاقتصادية ارتفعت أسعار المستهلكين الى اعلى مستوياتها في نحو أربع سنوات، وكذلك تفوقت مبيعات التجزئة على معظم توقعات المحللين. معظم البيانات الاقتصادية التي صدرت الأسبوع الماضي كانت إيجابية، لكن الدولار ابى الاستجابة اليها.
انخفاض عوائد السندات الامريكية يوم الخميس والذي أدى بدوره الى تقليص الفروقات ما بين عوائد السندات الامريكية ونظيراتها من السندات العالمية قد يفسر جزئيا السبب في فشل الدولار من استمرار مساره الصعودي. لكن يبدو بأن ثيران الدولار مترددة في دفع العملة أكثر في ظل عدم وضوح أجندة الرئيس ترامب المتعلقة بالسياسة الضريبية والتجارية، وقد لا نحصل عليها الا في 28 من الشهر الحالي عندما يخاطب الجلسة المشتركة للكونغرس.
محضر اجتماع الفدرالي المقرر صدوره يوم الاربعاء قد يعكس اللهجة القوية التي سمعناها من صناع السياسة النقدية، لكن إذا لم يقدم أي معطيات جديدة فأن تأثيره على الدولار سيكون محدودا. الجانب الاخر المثير للاهتمام هو إذا تم مناقشة تقليص ميزانية الفدرالي، لان أي إشارات الى ذلك من المفترض أن تكون داعمة للعملة الامريكية.
الإسترليني كما الدولار تحدى الأساسيات الأسبوع الماضي. مبيعات التجزئة تراجعت بشكل مفاجئ، ونمو الأجور بدأ يتباطآ، والتضخم لم يرتفع الا المستوى المتوقع. على الرغم من جميع هذه العوامل، تداول الإسترليني مقابل الدولار في نطاق لم يتجاوز ال200 نقطة الأسبوع الماضي. مارك كارني، رئيس البنك المركزي الإنكليزي، سيدلي بشهادته امام لجنة الخزانة بالبرلمان البريطاني. المثير للاهتمام بأن البنك المركزي رفع توقعاته لنمو الاقتصاد في 2 فبراير، لكن منذ ذلك الحين بدأنا نشهد ضعف في أداء الاقتصاد. الأسواق قلصت توقعاتها فيما يتعلق برفع معدل الفائدة هذا العام، لكن إذا أشار كارني بأن الباب سيبقى مفتوحا امام تشديد السياسة النقدية في ظل التفاوض حول شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قد يتلقى الجنيه الإسترليني بعض الدعم.
متداولو اليورو عليهم أن يستعدوا للتقلبات في العملة الموحدة يوم الاثنين عندما يجتمع وزراء مالية منطقة اليورو لمناقشة خطة الإنقاذ لليونان، وعبارة “Grexit” أي خروج اليونان من الاتحاد الأوروبي قد تطفو على السطح من جديد إذا تعقدت المحادثات. 7.5€ مليار تستحق على اليونان بحلول يوليو تموز ومن دون شريحة جديدة من المساعدات سيكون صعبا على اليونان أن تسدد هذا المبلغ. هذا يأتي في الوقت الذي تواجه منطقة اليورو العديد من الانتخابات الرئاسية مع صعود تيارات الأحزاب المناهضة لليورو. أما من ناحية البيانات الاقتصادية من المقرر صدور تقارير مؤشر مديري المشتريات، وثقة المستهلك، وبيانات التضخم.