دبي – خاص
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
التقلبات التي شهدتها الأسواق الامريكية يوم أمس صعبت الامر على المتداولين في الأسواق الاسيوية اليوم. بينا قادت الأسهم الصينية، وهونغ كونغ، وكوريا مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الاسيوية باستثناء اليابان إلى أعلى مستوياته منذ منتصف عام 2015، الا أن الأسهم اليابانية غير قادرة على اللحاق بهم على الرغم من تراجع طفيف للين وارتفاع طلبيات الآلات الاساسية 6.7٪ في شهر ديسمبر مقارنة بالشهر السابق. هذا النوع من التداولات يشير الى أن الأسواق تتفاعل مع أخبار الشركات ولا يوجد توجه كلي يقود الأسواق المالية. ومع عدم وجود لبيانات اقتصادية هامة اليوم هذا التوجه قد يستمر في التداولات الأوروبية.
الدولار الأمريكي سجل مكاسب طفيفة اما سلة من العملات، لكن التحركات بقيت ضمن نطاقات ضيقة. خلال الأشهر الثلاثة الماضية، التوقعات بأن نشهد سياسة مالية متساهلة وسياسة نقدية متشددة دفعت الدولار ليصل الى اعلى مستوياته في 14 عام، لكن سرعان ما تخلى عن معظم مكاسبه بعد أن بدى بأن هذه السياسات ستتطلب وقتا أكثر ليتم تفعيلها، وكذلك تصريحات من البيت الأبيض ضغطت على العملة. لكن اليوم أصبحت الأمور أكثر تعقيدا حيث أن ارتفاع حالة عدم اليقين السياسي في أوروبا تدعم العملة الأمريكية، بينما في الجانب الآخر، تراجع عوائد سندات الخزانة تلعب دورا معاكس.
المخاوف بشأن مستقبل فرنسا وألمانيا وهولندا ضغطت على اليورو في اليومين الماضيين، لكن يوجد قصة أكثر اثارة تطفو على السطح وفي بلد صغير نسبيا. اليونان، والتي تم تجاهلها في الآونة الأخيرة عادت لتظهر في العناوين مع الاختلاف السائد بين صندوق النقد الدولي ووزراء مالية منطقة اليورو حول مستقبل البلاد المثقل في الديون. المطلوب من اليونان والتي يصل فيها الدين الى 176% من الناتج المحلي الإجمالي، ومعدل بطالة يتجاوز 23%، أن تحقيق فائض أولي قدره 3.5٪ بحلول العام المقبل. بالنسبة لبعض الاقتصاديين، هذا يبدو مهمة مستحيلة ويروا بأن على الدائنين أن يعفو اليونان من بعض الدين. لكن مع اقتراب الانتخابات في ألمانيا الفرص ضئيلة للموافقة على هذا الاقتراح، وان لم يتم تمرير حزمة المساعدات الثالثة ستنتهي سيولة اليونان في يوليو تموز.
أما الجنيه الإسترليني فقد أظهر قدرته على الصمود بعد أن صوت أعضاء البرلمان البريطاني بالموافقة على تفعيل البند 50 لبدأ الخروج من الاتحاد الأوروبي. لكن هذا الامر كان متوقع على نطاق واسع ولا نتوقع أن نشهد تحركات قوية الى بعد بدء المفاوضات الرسمية.
ومع كل هذه التطورات، وجد المستثمرون بأن المعدن الأصفر هو المكان الأنسب للتوجه اليه، حيث رفعوا من حيازتهم في الصندوق الأكبر للاستثمارات في الذهب SPDR لليوم السادس على التوالي. إذا استمرت حالة عدم اليقين السياسي على ما هي عليه، فأن الصناديق الاستثمار في الذهب ستستمر في جذب المستثمرين، وبالتالي يدفع الاسعار الى الأعلى.