خاص – ايمان مصطفى
يشير مصطلح البيانات الكبيرة إلى مجموعة البيانات الضخمة والمعقدة جدًا، لدرجة أنه من الصعب معالجتها باستخدام أداة واحدة فقط من أدوات إدارة قواعد البيانات، أو باستخدام تطبيقات معالجة البيانات التقليدية.
وتشمل تحديات تلك التقنية رصد البيانات ومدة التغطية والتخزين والبحث والمشاركة والنقل والتحليل والتصور.
وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة “جارتنر” للأبحاث عام 2015، أن أكثر من 75% من الشركات تستثمر أو تخطط للاستثمار في البيانات الكبيرة في العامين المقبلين.
ويرجع تاريخ أول مشروع للبيانات الكبيرة في العالم إلى عام 1937. ففي ذلك الوقت أرادت الإدارة الأمريكية متابعة اشتراكات التضامن الاجتماعي لنحو 26 مليون أمريكي و3 ملايين من أرباب العمل، وذلك من خلال ماكينات بطاقات ضخمة تقوم بحفظ السجلات تلقائيًا وتحليل البيانات على نطاق واسع.
ووفقًا لورقة بحثية أجرتها شركة “سيسكو” الأمريكية المتخصصة في مجال المعدات الشبكية؛ فإن حركة المرور على شبكة الإنترنت تتجاوز للمرة الأولى منذ بدايتها زيتابايت (مليار تيرابايت) عام 2016، مما يمثل زيادة 5 مرات على مدار الخمس سنوات الماضية.
وأشارت دراسة أخرى إلى أن 90% من البيانات في العالم تم إنتاجها على مدار العامين الماضيين، ولاسيما بعد ازدهار شبكات التواصل الاجتماعي والمحادثات.
ولاحظ “جوردون مور” المؤسس المشارك لشركة إنتل، أن عدد أجهزة الترانزستور على شريحة المعالج يتضاعف تقريبًا كل 24 شهرًا، في حين يبقى سعر الشريحة على حاله. وأدت هذه الملاحظة إلى بدء عملية دمج السيليكون بالدوائر المتكاملة على يد شركة إنتل مما ساهم في تنشيط الثورة التكنولوجية.
قراءات لسوق البيانات الكبيرة
– تنبأت شركة تحليل السوق “Wikibon” أن سوق البيانات الكبيرة سوف ينمو من 18.3 مليار دولار عام 2014 إلى 92.2 مليار دولار بحلول عام 2026، بمعدل نمو سنوي مركب 14.4%.
وتتوقع الشركة نموًا كبيرًا في جميع القطاعات الفرعية الأربعة للبيانات الكبيرة خلال عام 2026، والتي تشمل إدارة البيانات (معدل نمو سنوي مركب يبلغ 14%)، التكنولوجيات الأساسية مثل سبارك وتدفق التحليلات (24%)، قواعد البيانات (18%)، تطبيقات البيانات الكبيرة والتحليلات والأدوات (23%).
– في عام 2015 شهد سوق التحليلات العالمية وتطبيقات ذكاء الأعمال نموًا بلغ 4% ليصل إلى نحو 11.6 مليار دولار في عائدات الترخيص والصيانة. وتصدرت شركة البرمجيات “ SAP” السوق بحصة بلغت 10%، وإيرادات وصلت إلى 1.2 مليار دولار في التحليلات وذكاء الأعمال، بينما جاء معهد “SAS” في المركز الثاني بحصة بلغت 9%، وشركة “ IBM” في المركز الثالث بحصة بلغت 8%.
– تنبأت شركة البيانات الدولية “ IDC” أنه بحلول عام 2020 فأن 50% من برامج تحليلات الأعمال سوف تتضمن تحليلات مبنية على الحوسبة الإدراكية.
– تتوقع شركة أبحاث التكنولوجيا ” 451 Research” أن حجم إجمالي سوق البيانات سوف يتضاعف وتتزايد إيراداته من 69.6 مليار دولار عام 2015 إلى 132.3 مليار دولار بحلول عام 2020.
– أشارت تحليلات شركة البحوث “IDG” لعام 2016 إلى أن تحسين العلاقات مع العملاء وجعل العملاء أكثر تركيزًا على البيانات؛ هما أهم هدفين في المبادرات المحركة للاستثمارات التي تعتمد على البيانات اليوم.
– تتوقع شركة “ IDC” وصول الإنفاق العالمي على النظم الإدراكية إلى 31.3 مليار دولار بحلول عام 2019، بمعدل نمو سنوي مركب على مدار خمس سنوات يبلغ 55%.
– وفقًا لمؤسسة “جارتنر” فإن سوق برمجيات التحليل من المقرر أن ينمو من نحو 415 مليون دولار عام 2014 إلى 1.1 مليار دولار عام 2019، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 22%، وأن 10% من المؤسسات لديها حاليًا شكل من أشكال التحليلات التوجيهية، ومن المتوقع أن تزيد حصة المؤسسات التي تعتمد على التحليلات التوجيهية لتصل إلى 35% بحلول عام 2020.
– وبحلول عام 2020 من المتوقع أن تجذب التحليلات التنبؤية والتوجيهية 40% من الاستثمارات الجديدة للشركات في مجالي ذكاء الأعمال والتحليلات.
– ووفقًا لشركة “Stratistics Market Research Consulting”، فإن سوق تحليل البيانات الكبيرة، بلغ 8.4 مليار دولار عام 2015، ومن المتوقع أن يصل إلى 99.3 مليار دولار بحلول عام 2022، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 42.1%.
البيانات الكبيرة من أجل الابتكار
هذا وأشار بحث أجراه معهد ماكينزي العالمي إلى أن تحليل البيانات الكبيرة سوف يصبح مفتاح المنافسة التي تقوم على موجات جديدة من نمو الإنتاجية والابتكار، وأن التعامل مع تداعيات البيانات الكبيرة لن يقتصر على المختصين بها لكنه سوف يشمل القادة في كل قطاع من القطاعات أيضًا.
وقام المعهد بدراسة البيانات الكبيرة في خمسة قطاعات هي: الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، والقطاع العام في أوروبا، وتجارة التجزئة في الولايات المتحدة، وبيانات التصنيع والمواقع الشخصية على مستوى العالم. ووجد المعهد أن البيانات الكبيرة يمكن أن تمثل أهمية لكل قطاع من هذه القطاعات.
فعلى سبيل المثال، إذا ما استخدمت متاجر التجزئة البيانات الكبيرة بشكل كامل يمكن أن تزيد هامش أرباح التشغيل إلى أكثر من 60%. كما لو أن الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية كانت تستخدم البيانات الكبيرة بشكل فعًال، لأصبح من الممكن أن يحقق القطاع قيمة تبلغ أكثر من 300 مليار دولار سنويًا. ويمكن أن يتمثل ثلثي هذه القيمة في خفض نفقات الرعاية الصحية الأمريكية بنحو 8%.
وفي الاقتصادات المتقدمة في أوروبا يمكن للمدراء الحكوميين توفير أكثر من 149 مليار دولار في تحسين الكفاءة التشغيلية باستخدام البيانات الكبيرة، كما يمكن لبيانات المواقع الشخصية أن تحقق لمستخدمي الخدمات 600 مليار دولار في فائض المستهلك.
من هذا المنطلق، تمثل البيانات الكبيرة قيمة حقيقية وهي أبعد ما تكون عن مجرد فقاعة، وقد ثبت ذلك عبر كثير من الحالات في مجال النفط والغاز والتسويق والاتصالات، فلا توجد صناعة بمنأى عن البيانات الكبيرة.
هذا ولايزال الشرق الأوسط متأخرًا في مجال استخدام البيانات الكبيرة، لكن على الجانب الآخر فأن مواطني الشرق الأوسط يمثلون أعلى مشاركة في وسائل الإعلام الاجتماعية، لذلك فإذا ازداد الوعي بالبيانات الكبيرة في المنطقة، وازدادت الشركات الناشئة التي تحاول الابتكار في علم البيانات، فسوف يظهر تأثير ذلك في الشرق الأوسط.
توقعات عن البيانات الكبيرة
وفقًا لدراسة أجراها موقع “بيزنس إنسايدر” سوف يكون هناك نحو 700 مليون جهاز متصل بإنترنت الأشياء وفقًا لمعايير الطاقة المنخفضة “ LPWAN” بحلول عام 2021.
ولأن هناك ارتفاعًا في التكلفة والطاقة المستخدمة في الأجهزة المتصلة بإنترنت الأشياء، لذلك فإن الشركات التي تستخدم تقنية الطاقة المنخفضة، لنشر أجهزة متصلة بإنترنت الأشياء على مساحة جغرافية أكبر باستهلاك أقل للطاقة؛ سوف تنجح وتتفوق على باقي الشركات.
وينتظر أن يتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في خدمات مثل استجابة حركة المرور في المدن، عن طريق أجهزة الاستشعار في السيارات، بما يتوقع أن يتيح القدرة على استدعاء السيارة من الجراج عن بُعد.