خاص – entrepreneuralarabiya.com
بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM
تعرض الدولار الأمريكي لضربة مزدوجة يوم الاثنين مما أرسل مؤشر العملة الى دون مستويات ال “100″ للمرة الأولى منذ 8 ديسمبر مع تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل حاد والملاذ الآمن الين الياباني كان المستفيد الاول. الانسحاب من اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ لم يكن خبرا غير متوقع للأسواق ولكن هذا يدل على ان أجندة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحمائية التجارية التي وعد بها لم تكن فقط أقوال لدعم حملته انما هو حريص على تنفيذ هذه الوعود، مما يزيد من حالة القلق للمستثمرين. العامل الاخر الذي أضر بالدولار هو تصريح للوزير المرشح للخزانة الامريكية، ستيفن منوتشين حول التأثير السلبي لقوة الدولار على الاقتصاد مما اعتبر للبعض بأنه تدخل كلامي للحد من ارتفاع العملة.
المثير للجدل أن المستثمرين لم يستجيبوا بشكل إيجابي على تعهدات ترامب بخفض التشريعات بنسبة 75٪ أو أكثر من ذلك، مما يدل على أن الأسواق حاليا أكثر قلقا بشأن الإجراءات الحمائية من التدابير المتوقعة من الناحية المالية. لكن هذه الانفعالات قد تتغير عندما يبدأ اقرار التخفيضات الضريبية واجراءات التحفيزات المالية الأخرى.
مؤشر الدولار انخفض 3.6% من اعلى مستوياته في يناير ومع عدم وجود بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة الى يوم الجمعة، ستكون السياسية هي المحرك الأبرز للعملات. على الرغم من ان الدولار قد يتعرض الى خسائر إضافية على المدى القصير ما زلت أعتقد أن السياسة النقدية ستكون المحرك الرئيسي في الاشهر المقبلة. من الواضح بأن الاختلاف في السياسة النقدية بين الفدرالي وباقي البنوك المركزية سيستمر في عام 2017 و2018 وهذا من شأنه أن يوسع الفروقات في نسب الفائدة ومن الصعب على وزارة الخزانة الأمريكية أن تحد من الاقبال على الدولار.
الإسترليني سيجذب انظار المتداولين اليوم. العملة البريطانية تتداول بالقرب من اعلى مستوياتها لهذا العام مقابل الدولار مع قرب الإعلان عن قرار المحكمة العليا البريطانية حول ما إذا كانت حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي يمكنها تفعيل البند 50 دون موافقة البرلمان، أو أنها في حاجة الى موافقة البرلمان قبل البدء في التفاوض الرسمي على تفاصيل عملية الخروج لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي ستستمر لعامين.
الإسترليني ارتفع 400 نقطة مقابل الدولار منذ خطاب تيريزا ماي يوم الثلاثاء الماضي، ومن المحتمل أن يسجل المزيد من المكاسب في حال حكمت المحكمة العليا لصالح البرلمان، وهذا هو السناريو الأكثر احتملا. لكن هذا لا يعني بأن البركزيت لن يفعل، انما قد نشهد فقط تبطيء العملية واضافة بعض التعقيدات. على الرغم من أن الإسترليني قد يرتفع نتيجة اغلاق بعض المراكز المكشوفة لكن أفضل استراتيجية بيع الارتفاعات بدلا من شراء التراجعات على المدى المتوسط.