القاهرة – ايمان مصطفى
نشرت مؤسسة “إدارة الأعمال الصغيرة” SBA تقريرًا يوضح أن حوالي نصف المشروعات لا تستمر أكثر من خمس سنوات وحوالي الثلث فقط ينجح لفترة لا تزيد على 10 سنوات، وتقريبًا يستمر 80% من المشروعات لأكثر من عام ثم تغلق أبوابها.
كما وأكدت الدراسة أنّ 50% من الأعمال تفشل في عامها الأول، و95% تفشل في خلال أول خمس سنوات.
وفيما يلي، نسرد أهم الأسباب التي تؤدي إلى فشل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
عدم وضوح أسباب إطلاق المشروع
عدم وجود أسباب واضحة لإطلاق المشروع، وغياب الشعور بالشغف نحو إنجازه يؤدي إلى فشله، لذلك من الضروري قبل البداية معرفة ما هي الأهداف المرجوة منه، ولابد أن تكون هذه الأهداف ذاتية وغير مقتبسة من آخرين بجانب وجود القدرة على الوصول لهذه الأهداف.
غياب الخطة.
العديد من المشروعات تبدأ بفكرة لتقديم منتج ما أو تحقيق خدمة، ولكنها تفشل في الوصول لهذ الهدف إن لم يتواجد خطة واضحة للعمل، أو أن تكون الخطة غير واضحة ومعتمدة على معلومات غير دقيقة.
فلابد أن تتوفر بعض العوامل في خطة العمل وهي كالتالي:
- وجود استراتيجية وأهداف واضحة.
- تطوير مصادر التمويل.
- وجود أهداف مالية.
- وجود استراتيجية للمبيعات والتسويق.
- إنشاء ملخص لأوضاع السوق.
- وجود خطة للموارد.
التوقعات المالية (قائمة الدخل، الميزانية العامة، توقعات التدفقات النقدية، ومتطلبات رأس المال، ورأس المال العامل).
عدم توفر رأس المال
بغياب الخطط الواقعية والتوقعات غير المبنية على بيانات حقيقة حول الإيرادات، وتدفق الأموال فالنتيجة ستكون فشلًا حتميًا للمشروع.
فبعض رواد الأعمال يضعون خططًا أولية لبداية انطلاق مشروعاتهم، ولكنهم لا يستطيعون ضبط التكلفة اليومية لهذه المشروعات.
فمن الضروري معرفة أن بعض المشروعات تحتاج لعام أو اثنين لتثبّت أقدامها وطوال هذه المدة يرغبون في الحفاظ على تواجدهم في مناطق الضوء ودفع أجور العاملين بانتظام، فتعد أول 18 إلى 24 شهرًا هي الفترة التي تحدد إن كان المشروع سيكبر وعدد الموظفين سيزداد ليبدأ خطوات النجاح.
نقص رأس المال الاحتياطي
فبجانب التخطيط المالي الجيد، لابد من وجود فائض احتياطي لرأس الأموال في حال حدوث تغييرات مفاجئة في السوق، مثل زيادة أسعار بعض المواد أو المرافق أو زيادة رواتب العمال.
الفشل في تتبع مصادر الدخل
أغلب أسباب فشل العديد من الشركات هو الوقوع في فخ الديون، فعدم متابعة مصادر الدخل وسجلات الأرباح يؤدي إلى فشل ذريع لهذه المشاريع.
كما أن البعض يخطئ ويصرف أموالًا طائلة على تأسيس المشروع، على أمل أن يتدفق الأموال في المراحل المتقدمة، ولكن بعد فترة حينما يواجهون واقعًا مغايرًا تبدأ الأمور في الانهيار.
التوسع السريع
قد يبدو لأول وهلة أن النمو السريع أمرًا إيجابيًا، ولكن التوسع بسرعة دون تخطيط قد يؤدي إلى الانفجار، فالعمل على المشروع بصورة بطيئة وثابتة أفضل من التسرع حتى لا يتسبب في الإفلاس.
فالبداية دائمًا تكون عن طريق توفير قاعدة جيدة للعملاء، ثم تدفق الأموال، ثم اتخاذ إجراءات مدروسة للتطور لخطوة تالية لتلبية احتياجات العملاء ومواكبة متطلبات الإنتاج.
فبدون التحليل والبحث والمراجعة الدقيقة قبل اتخاذ أي خطوة لتطوير المشروعات التجارية، قد تواجه خطر الانهيار السريع.
الفشل الإداري
أشارت بعض التقارير إلى أنّ الفشل الإداري هو السبب الرئيسي لإنهيار المشروعات، فرواد الأعمال عادة لا يمتلكون الخبرة الكافية لإدارة مشاريعهم ومعرفة طرق التعامل مع التمويل والشراء والبيع والإنتاج وطرق التعيين، وغيرها من الأمور الإدارية.
إهمال الأعمال التجارية يمكن أيضا أن يكون سبب لفشلها، فيجب الحرص على وتنظيم وتخطيط ومراقبة جميع أنشطة المشروع، وهذا يشمل دراسة مستمرة لبيانات السوق والعملاء.
كما أنّ المدير الناجح هو القادر على خلق بيئة آمنة ومناسبة للعاملين لتشجيعهم على الإنتاج، كما أنه قادر على الالتزام بالخطط الموضوعة وتحقيق رؤيته والتعامل مع المتغيرات.
سوء اختيار موقع العمل
بعض رواد الأعمال يفشلون في اختيار موقع مناسب لشركتهم الناشئة، ولا يراعون العوامل الآتية:
- أماكن تجمع العملاء.
- المواصلات وطرق الوصول للمقر.
- مقر شركات المنافسين
- حالة وسلامة المباني.
- عدم إنشاء موقع إليكتروني.
وصل عدد مستخدمي الإنترنت في العالم لحوالي 40% من السكان، بواقع ما يقارب 4 مليارات نسمة.
ولذلك فمن الضروري لكل شركة امتلاك موقع على شبكة الإنترنت مصمم بطريقة عصرية بالإضافة إلى حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي للوصول لأكبر عدد من العملاء.
خدمة عملاء سيئة
في حل لم يشعر العملاء بالرضا بسبب خدمة ما بعد البيع، فإن هذه الأمور ستؤدي إلى بداية فشل الشركات.
فإنشاء أنظمة لتطوير طرق تنفيذ المهام المطلوبة للعاملين لإيجاد أفضل الطرق لتلبية مطالب العملاء أمر ضروري لاستمرار المشاريع.
منح العملاء امتيازًا إضافيًا
ترغب الشركات في بدايتها بالبحث عن عملاء ولأجل ذلك، قد تمنح هذه الشركات امتيازات هائلة لإقناعه باستخدام المنتج الخاص بهم، ولكن المبالغة في هذا الأمر قد يؤدي إلى الانهيار السريع.
فقبل وضع الامتيازات التي تغري العملاء، لابد من دراسة تدفق الأموال وبناء نموذج لعملية السداد، فإذا كانت النتيجة سلبية، فيجب العودة ومراجعة شروط التعامل مع العملاء والتفاوض حول طرق للدفع مقدمًا على سبيل المثال، وإن لم يقبل العميل التفاوض فلابد من مراجعة الخيارات المطروحة وتجنب الوقوع في أخطاء تؤثر سلبيًا على الشركة في المستقبل.
الجمود
عدم التأقلم مع ظروف السوق، ومعرفة أحدث متطلباته يؤدي إلى انهيار الشركة.
والقدرة على البحث عن فرص جديدة، والمرونة للتأقلم مع المتغيرات والاستجابة السريعة، وتطوير مجالات الشركة يساهم في تحقيق النجاح والاستمرارية.
عدم فهم قواعد المنافسة
إن لم يكن رائد الأعمال محظوظُا بما يكفي ويمتلك منتجًا لا يوجد فيه سوق للتنافس، فإنه بحاجة فهم المنافسة ومعرفة قواعد السوق والأسعار يؤدي إلى الفشل.
وكجزء من خطة العمل، لابد من تحليل شامل لمنتجات المنافسين ومقارنتها بالأسعار المطروحة والبحث عن طرق لمنافستها للوصول لبر الأمان.
التسويق السيء
من الضروري لكل شركة أن تعرف متطلبات العملاء بصورة جيدة لتعرف طرق التسويق المناسبة لهم، فالأمر أحيانًا لا يحتاج لتكلفة عالية بقدر الحاجة لفهم طرق الوصول للعملاء.
ويمكن نشر الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي أو بدراسة أكبر للتسويق الإليكتروني.
ولابد من فهم مصطلحي “USP” و”UVP”، وهو ما يعني خلق قيمة متفردة للمنتج الذي تطرحه الشركة وتسويقه بهذه الطريقة حتى يرغب العملاء في شرائه.
ويأتي ذلك عن طريق تحليل البيانات الدقيقة الخاصة بالعملاء، والبحث عن وسيلة تجعل المنتج الخاص بالشركة مميزًا عن غيره من المنتجات المنافسة وتحديد قيمة لهذا المنتج، تتوافق مع متطلبات العملاء مع تحقيق المكسب.
ولابد من إبراز القيمة المميزة للمنتج في جميع وسائل الدعاية المختلفة، لإقناع العملاء.
عدم استخدام المصادر الخارجية بدقة
بعض رجال الأعمال يواجهون تحديًا في وقت مبكر جدا في أعمالهم تجارية، حينما يجدون بعض المهام التي تحتاج إلى الاستعانة بمصادر خارجية.
وقد يكون هذا الأمر جيدًا ومفيدًا لشركاتهم، أو قد يؤدي إلى انهيار الشركة، ولذلك لابد من اتباع بعض الإجراءات لاستخدام هذه المصادر كالآتي:
- عدم الاتجاه للمصادر قليلة التكلفة.
- إدارة العلاقات مع هذه المصادرة عن كثب.
- تحديد المجالات الأساسية التي تحتاج إلى الاستعانة بمصادر خارجية، والتي يفتقر فيها صاحب العمل الخبرة.
- معرفة التكلفة الحقيقة.
- التواصل المستمر مع المصادر لإنجاز الأعمال.